
كتب دليّ العنزي:
تنطلق غداً (الخميس) بطولة كأس الخليج الـ22 في المملكة العربية السعودية بالعاصمة الرياض، بمباراة افتتاحية تجمع المنتخبين الشقيقين السعودية وقطر على استاد الملك فهد، حيث كان من المقرر أن تقام البطولة الـ22 في العراق، وتحديداً في محافظة البصرة، لكن عقب اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية تقرر نقل البطولة إلى المملكة العربية السعودية لأسباب أمنية، خصوصاً مع حظر «الفيفا» إقامة أي مباريات دولية في العراق.
وتشارك في البطولة 8 منتخبات، حيث أسفرت القرعة التي سحبت عن مجموعتين:
الأولى: المملكة العربية السعودية (البلد المستضيف)، اليمن، البحرين، قطر.
الثانية: الإمارات العربية المتحدة (حامل اللقب)، الكويت، العراق، عمان.
وبالعودة إلى السجل التاريخي لبطولة كأس الخليج، نجد أن جميع المنتخبات قد حققت كأس البطولة، ما عدا منتخب البحرين، الذي شارك في جميع البطولات، واليمن الذي يشارك في البطولة منذ 2003، وقد كان المنتخب الكويتي هو البطل التاريخي لهذه البطولة، وبينه وبينها قصة عشق تكاد لا تنتهي، وكان سجل الأبطال على النحو الآتي: الكويت (10 مرات)، السعودية (3 مرات)، العراق (3 مرات)، الإمارات (مرتين)، قطر (مرتين)، عُمان (مرة).
وفي ما يلي لمحة عن الفرق المشاركة:
● الكويت: يدخل المنتخب الكويتي بطلاً تاريخياً لبطولة كأس الخليج، فهو يملك في سجله عشر بطولات كاملة، وله الصدارة في الفوز بكأس الخليج.
وبالنسبة لحظوظ الكويت في «خليجي 22»، فلا يمكن لأحد أن يستبعد الكويت من الحسابات، ففي البطولات الأخيرة كان المنتخب الكويتي يبدو بعيداً عن الترشيح للفوز باللقب، إلا أنه كان يتمكن من قلب الطاولة والفوز باللقب بكل هدوء، وبعيداً عن الإعلام.
واستعد المنتخب الكويتي لهذه البطولة بمباريات مختلفة المستويات، فقد قابل فرقاً، مثل الصين والأردن واليمن، ونلاحظ هنا اختلاف المستويات بين هذه الفرق، ولم يظهر الأزرق الكويتي بشكل يرضي جماهيره من خلال مجريات هذه المباريات، إلا أن اللقاءات الرسمية، خصوصاً بطولة كأس الخليج، تبقى لها حسابات أخرى بعيداً جداً عن أجواء اللقاءات الودية.
● السعودية: الدولة المستضيفة للبطولة، التي تعتبر بطولة «خليجي 22» فرصة ذهبية غير قابلة للتفويت بالنسبة لمنتخبها، كي يستعيد بريقه المفقود منذ زمن، فالمنتخب السعودي ابتعد في السنوات الأخيرة عن الفوز بالبطولة الخليجية، رغم أنه، ومعه المنتخب العراقي، كان المنافس التاريخي للكويت على لقب البطولة، إلى جانب ابتعاده عن التأهل لكأس العالم، باعتباره ممثلاً دائماً للقارة الصفراء.
وقد يعود المنتخب السعودي إلى سابق عهده في المنافسة على جميع البطولات، التي يشارك فيها، خصوصا أن كأس آسيا على الأبواب بشرط أن يحقق لقب «خليجي 22»، فالبطولة تقام على أرضه، وهي ميزة تُحسب له، لكن ما يثير شكوك الجماهير السعودية هو الفوز باللقب، وحالة عدم الاقتناع بالمدرب لوبيز كارو، الذي يبدو أن الشارع الرياضي غير مقتنع به لتدريب المنتخب.
● الإمارات: يدخل المنتخب الإماراتي البطولة حاملاً لقب «خليجي 21» وفي رصيده بطولتان، وكذلك بعد خوضه عدة مباريات ودية قوية أمام منتخبات، مثل أستراليا وأوزبكستان، وإن كان المنتخب قد مني بخسارة قاسية أمام المنتخب الأخير، برباعية نظيفة، إلا أن ما يشفع للمنتخب الاماراتي هو محافظته على التشكيلة نفسها الفائزة بلقب البطولة الأخيرة، فيما عدا تعرض نجم دفاعهم حمدان الكمالي الى إصابة في لقائهم الودي أمام أستراليا، التي تسببت في إبعاده عن البطولة.
وعموماً، تبقى حظوظ المنتخب الإماراتي كبيرة في حصد اللقب الثالث في تاريخه.
● العراق: لا شك في أن المنتخب العراقي صاحب أداء جميل ومهاري، نظراً لاحتراف أغلب لاعبيه، إلا أن الكرة العراقية مؤكد أنها تتأثر بما تمر البلاد من أزمات سياسية منذ سنوات طويلة.
ورغم ابتعاده عن التتويج باللقب منذ 26 سنة، فإنه فاز بكأس البطولة 3 مرات، وكان أول منتخب يكسر احتكار الأزرق الكويتي لها.
والمنتخب العراقي يضم الآن العديد من المواهب القادرة على النهوض بالكرة العراقية من جديد، ولديه مدرب وطني محنّك يفهم تفاصيل الكرة العراقية وأحداثها، هو حكيم شاكر.
والفريق العراقي مزيج ما بين أبطال كأس آسيا 2007 والمواهب الحالية الصغيرة، لذلك يبقى هذا المنتخب خصماً صعباً في أي مباراة بالبطولة.
● قطر: حقق المنتخب القطري نتائج طيبة في الفترات الأخيرة، وكان قريباً من التأهل لكأس العالم الأخيرة، وهو كذلك صاحب دوري مميز للغاية ولديه قانون احترافي مميز، بالإضافة الى تدعيم صفوف المنتخب دائماً بلاعبين محترفين، ولا ننسى أن العنابي في رصيده بطولتان لكأس الخليج، وهو مع المنتخب السعودي من أصحاب الحظوظ والفرصة الأكبر للتأهل عن المجموعة الأولى إلى المربع الذهبي، لكن يتوقف موضوع منافسة قطر على البطولة الحالية على ما سيؤديه منتخبها في المباراة الافتتاحية، فهو بإمكانه إرسال رسالة لجميع المنتخبات في حالة فوزه على صاحب الأرض الأخضر السعودي.
● عمان: المنتخب العماني منتخب لا يختلف عليه اثنان بما يتمتع لاعبوه من مهارات عالية دفعت البعض إلى تسميته «برازيل» الخليج، فقد حقق لقب البطولة الوحيدة في تاريخه على أرضه عام 2007، حيث وصل وقتها إلى أعلى مستوياته طوال مشاركاته السابقة في البطولة.
وما يميز المنتخب العماني الاستقرار الفني بصحبة المدرب الفرنسي لوغوين، الذي تسلّم الفريق منذ عام 2011، حيث تمكن من التأهل إلى كأس آسيا المقبلة دون خسارة، والفريق بقيادة المهاجم عماد الحوسني قادر على المنافسة في البطولة، وإن كان قد انخفض مستوى لاعبيه في البطولتين الأخيرتين.
● البحرين: رغم أن المنتخب البحريني من أكثر الفرق مشاركة في البطولة، هو وشقيقه الكويتي، إلا أنه (وبعيداً عن الوافد الجديد اليمن)، يبقى المنتخب الخليجي الوحيد الذي لم يحقق لقب البطولة، وإن كان قريباً من الفوز به في عدة مرات، فهو يدخل «خليجي 22» وكله أمل أن يفوز بالبطولة، رغم تراجع مستوى المنتخب كثيراً في الفترة الأخيرة، لذلك يصنفه كثير من الخبراء على أنه بعيد جدا عن الفوز، أو حتى التأهل الى الأدوار النهائية.
● اليمن: المنتخب اليمني حديث عهد بالبطولات الخليجية، لذلك يحتاج الى كثير من الوقت حتى يدخل في أجواء هذه المنافسة. ويعتبر المنتخب اليمني أقل المنتخبات حظوظاً، وإن كان ظهر بشكل ممتاز في مباراته الودية ضد الكويت، التي انتهت بالتعادل الايجابي، حيث ظهر متوازناً ما بين الدفاع والهجوم، لكن تبقى بطولات كأس الخليج لا تعترف ولا تلتفت إلى المباريات الودية.