
كتب آدم عبدالحليم:
بعد أحداث غزة الأخيرة، وتداعياتها على كل المستويات العربية والدولية، أصبح الشأن الفلسطيني حاضراً وبقوة، وقد يمثل انطلاقة جديدة في تقارب الشعوب العربية نحو قضية مركزية لطالما كانت تمثل هاجساْ لديهم.
التحركات الفلسطينية الشعبية بدأت بأخذ مبادرات جادة تستهدف التوعية الكاملة بهذه القضية، وأبعادها الاستراتيجية، والأدوار التي يمكن القيام بها لمواجهة كيان صهيوني يمتلك كل الأدوات، وتسانده الحكومات الغربية، إلا أن ذلك كان دافعاً نحو عمل فلسطيني شعبي موسّع.
الأسبوع الماضي، زار الكويت الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي، وأثناء هذه الزيارة كانت «الطليعة» إحدى المحطات المهمة له، فجاء اللقاء والحوار الذي دار مع د. أحمد الخطيب ورئيس تحرير الطليعة عبدالله النيباري، ومدير التحرير الزميل علي حسين العوضي في الشأن الفلسطيني واسعاً ومتناولاً جوانب أساسية، اتفق الجميع فيها على أهمية وحدة الفصائل الفلسطينية والعمل ضمن برنامج وطني محدد الاتجاه والمعالم.
أكد د. مصطفى البرغوثي أن فلسطين اليوم تدخل في انتفاضتها الثالثة، المختلفة تماماً عن الانتفاضتين السابقتين في ظل المحاولات الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية، إلا أن التحركات الأخيرة التي أسفرت عن قرارات في بعض البرلمانات الأوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين، هي خطوات على المسار الصحيح.
وقال إن إسرائيل في اعتدائها على غزة استخدمت كل الوسائل والأسلحة المحرَّمة، بما في ذلك» البراميل المتفجِّرة»، كما أنها استخدمت المخزون الاستراتيجي الأميركي الخاص الموجود لديها، دون علم الرئيس الأميركي، إلا أن صمود الشعب الفلسطيني كان صمود الكرامة في وجه هذا العدوان المتكرر.
وأضاف: نحن نتقدم من خلال مبادرة وطنية فلسطينية، وهي حركة وطنية مستقلة هدفها الأساسي هو وقف الاستيطان الاسرائيلي قبل أن يتم توقيع أي اتفاق معهم، فما يحدث أن إسرائيل ذاهبة باتجاه رسم خارطة جديدة في خلال تقليص» الدولة الفلسطينية المستقلة»، وتحويلها إلى جزر و»كنتونات» منعزلة، موضحاً أن القدس مستهدفة بصورة مباشرة.
المقاومة والمقاطعة
وأوضح البرغوثي أن الاستراتيجية الوطنية الفلسطينية تقوم الآن على ركائز رئيسية أهمها: المقاومة الفلسطينية، وتفعيل حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات في إسرائيل، ودعم الصمود الفلسطيني نحو الوصول لوحدة وطنية بعيداً عن الانقسام، فما يحاوله الإسرائيليون اليوم هو قتل «الأمل» لدى الفلسطينيين.
وقال: «نجحنا في حركة المقاطعة من خلال قيام بعض الحكومات بعدم التعاون مع شركات داعمة لإسرائيل، وهنا يبرز الدور الكويتي الذي نتمنى أن يتكرر في بلدان أخرى، فهناك سياسة يقوم بها نتانياهو تعتمد على إقامة علاقات عربية ثنائية على حساب القضية الفلسطينية».
دور الشباب
من جانبه أكد د. أحمد الخطيب أهمية النضال الوطني الفلسطيني ووحدته، مشيرا إلى أن هناك تحديات وعقبات عديدة تواجهه، وإلى مخاوف العديد في الأنظمة العربية من قيام دولة عربية ديمقراطية وبالذات في فلسطين، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن ما حدث في تونس مؤخراً هو بداية لمرحلة جديدة، إلا أنها ستُحارَب في بعض الأنظمة.
وقال إن الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني هو لـ «تطويعه»، ولذلك يجب أن يكون هناك دور أكبر للشباب الذي يحمل في داخله أمراً يجتمع عليه وهو «الكرامة»، وهناك دور مهم لهم في القضايا ذات الطابع الإنساني، مشيداً بقدرتهم على التكيف مع التطور العلمي والتكنولوجي.
وأضاف: إن الإسرائيليين توقعوا أن يهاجر الشعب الفلسطيني بعد أحداث غزة، إلا أن هذا لم يحصل.
كفاح شعبي
أكد رئيس التحرير الزميل عبدالله النيباري أن الإسرائيليين صُعقوا بسبب الصمود الفلسطيني، ومن فشلهم في غزة التي أرادوا احتلالها، وهو ما يعني أن المرحلة المقبلة ستكون باتجاه الكفاح الشعبي الدائم والمستمر على كل الأصعدة.