
كتب محرر الشؤون الاقتصادية:
بعيداً عن الدخول في تفاصيل كثيرة حول خصخصة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، وما حدث خلال السنوات الماضية من تحالفات وتربيطات لإسقاطها، حتى يتم بيعها، وتعقيدات هذه القضية، وإعلان شركة طيران «الجزيزة» عزمها على المنافسة على الحصة الاستراتيجية فيها، بعد أن أعلن ذلك صراحة رئيس مجلس إدارة الشركة مروان بودي، مبيناً أن «الجزيرة» تستعد للتقدّم بعرض لشراء حصة كبيرة في الخطوط الجوية الكويتية، بعيداً عن هذا نتحدث اليوم عن أمر واحد فقط في هذه القضية، وهو غياب المنافسة والاحتكار في حال سيطرة «الجزيرة» على «الكويتية».
في الوقت الحالي يعاني الجميع من غلاء كبير في أسعار تذاكر الطيران، خصوصاً في الوجهات التي تكون فيها المنافسة محصورة بين ناقل واحد، أو اثنين، إذ تستغل هذه الشركات عدم وجود منافسة، وتغالي في الأسعار كيفما تشاء، وهذا الأمر من المرجح أن يحدث في حال استيلاء شركة طيران الجزيرة على «الكويتية»، ففي هذه الحالة ستكون هي الناقل الأول للكثير من الوجهات، وستتحكم في الأسعار كما تريد، خصوصاً في وجهات الدول العربية، وبعض الوجهات الأخرى، التي تقتصر فيها المنافسة على الناقل الوطني للدولة الخارجية، بالإضافة إلى «الكويتية» و»الجزيرة»، وشركات أخرى تدخل هذه الأسواق على استحياء، فعلي سبيل المثال غالبية الدول العربية والإقليمية كانت المنافسة فيها تقتصر على «الكويتية» و»الجزيرة»، والناقل الوطني لهذه الدول، وبعد استيلاء «الجزيرة» على الحصة الاستراتيجية في «الكويتية» سيتحكم مجلس إدارتها بالتأكيد في الشركتين، وبالتالي سيكون رفع الأسعار على المزاج.
مخطط للسيطرة
وكان رئيس مجلس إدارة طيران الجزيرة، مروان بودي، قد أعلن أن الشركة تستعد للمنافسة على شراء حصة الشريك الاستراتيجي، البالغة 35% من الخطوط الجوية الكويتية. مبيناً «أن المجموعة ستدخل في شراكات مع مجاميع أخرى للمنافسة على حصة الشريك الاستراتيجي في «الكويتية»، إذ إنه استثمار ضخم ويتطلب مجهوداً كبيراً، يصعب على أي مجموعة أن تتحمّله بمفردها»، مشيراً إلى أنه لا يحبّذ دخول شركات طيران أجنبية لتملك «الكويتية»، ولكن هناك شركات استثمار عالمية متخصصة في قطاع الطيران ساعدت في إعادة تأهيل شركات طيران كبرى، من المؤكد أنها ستكون مهتمة في الدخول مع مجاميع محلية للمنافسة على حصة الشريك الاستراتيجي، وهذا الكلام يؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد احتكاراً واشتعال أسعار التذاكر.
ومن المؤكد أن دخول شركات طيران أجنبية لتملك حصة الشريك الاستراتيجي في»الكويتية»، سيشعل المنافسة في السوق الكويتية مستقبلاً، وسيكون المستفيد من ذلك هو المسافر الذي ستتسابق الشركات لتقديم أسعار مميزة وخدمات مميزة له، مثلما فعلت «الجزيرة»، حيث كانت تقدّم أسعاراً تنافسية عند دخولها السوق، ولكن عندما تصبح السيطرة لشركة طيران محلية، سيكون الأمر مختلفاً تماماً، وسيكون تحديد سوق السفر وأسعار التذاكر في الكويت مرسوماً ومخططاً من جهة واحدة، ولن يكون الأمر فرصة لتكامل «الجزيرة» و»الكويتية»، مثلما أكد رئيس مجلس إدارة طيران الجزيرة، بل سيكون فرصة للسيطرة وقتل المنافسة، فالشركتان ستداران من قبل ذات الأشخاص، سواء كانوا في مجلس إدارة «الكويتية» الجديد بعد الخصخصة أم لا، فالإدارة بالتأكيد ستكون من الكواليس، والتكامل الوحيد -إن وجد- سيكون لملاّك «الجزيرة»، إذ إن «الكويتية» تعمل على تغطية الوجهات البعيدة، و»الجزيرة» تغطي الوجهات القريبة، ومن هنا سيكون التكامل لملاك طيران الجزيرة.
