
بيروت – خاص:
في الوقت الذي لا يزال فيه لبنان يعاني من فراغ كرسيه الرئاسي، والجدل حول إمكانية التمديد لمجلسه النيابي، استفاق البلد على واقع قديم جديد، يتمثل في استهداف الجيش وجره إلى معارك متفرقة داخل المناطق اللبنانية، فضلاً عن استهداف بعض عناصره، سواء بالقتل أو الخطف.
بعد عرسال جاء دور طرابلس التي لم تكد تنعم بهدوء حتى اندلعت الاشتباكات مجدداً بين الجيش اللبناني وعناصر مسلحة موالية لـ «داعش».
ويأتي اندلاع الاشتباكات هذه المرة بسبب قيام قوة من مديرية مخابرات الجيش في تنفيذ عملية عسكرية دقيقة، ضد مجموعة مسلحة لبنانية ـ سورية في بلدة عاصون، فقتلت ثلاثة من عناصرها وألقت القبض على أحد أهم المطلوبين، وهو أحمد سليم ميقاتي، الذي يعد صيداً ثميناً بالنسبة للجيش.
منظومة إرهابية متكاملة
وفي هذا الإطار، رأى بعض المتابعين للوضع اللبناني على الأرض أن عملية الجيش هذه شكلت رداً صريحاً على الأصوات التي حرّضت ضد الجيش اللبناني، وكذلك على نفي بعض قيادات الشمال وجود خلايا نائمة، مؤكدين أن هذه العملية جاءت لتؤكد وجود منظومة إرهابية متكاملة، قد تكون مرتبطة ببعض التنظيمات المتطرفة، وتعمل على تنظيم هذه المجموعات، ودعمها بالمال والسلاح، وهي تصطاد ضعاف النفوس ضمن الجيش اللبناني، وتعمل على غسل أدمغتهم وإغرائهم لإعلان انشقاقهم.
رد سريع
توقيف الميقاتي قابله رد سريع من قبل المجموعات المسلحة المؤيدة له، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش والمجموعات المسلحة، وإثر ذلك، عزز الجيش دورياته وباشر ملاحقتهم، حيث تطورت الاشتباكات لتصل إلى الأسواق الداخلية وساحة النجمة.
عمل الجيش على إغلاق كل المداخل المحيطة، معززا من دورياته، فيما عمد المسلحون إلى استهداف مراكز الجيش، في الوقت الذي كانت فيه وحدات الجيش ترد بعنف وتلاحق المسلحين.
وترددت معلومات أن ابن أحمد سليم ميقاتي المدعو عمر ميقاتي، والملقب أبو هريرة، كان بين المشاركين في الهجمات على الجيش، وهو أساساً كان يقاتل مع «داعش» في جرود القلمون.