
محمد الغربللي:
نشر أكثر من مغرِّد في وسائل التواصل الاجتماعي لقاء مع مجموعة من المواطنين والمقيمين الزائرين للمدينة الترفيهية خلال الأيام الأولى من العيد، ووجّه جميع من تمت مقابلتهم، صغاراً وكباراً، انتقادات كثيرة للقائمين على المدينة الترفيهية، من حيث أعطال العديد من الألعاب، وبعضها معطلة من بداية عام 1991، أي بعد التحرير حتى الآن، وأجمع من تمت مقابلتهم على أن كل الألعاب قديمة ومستهلكة، ولم يتم وضع ألعاب جديدة أو تطوير ما هو موجود أصلاً، وحال المدينة الترفيهية في تردٍّ مستمر، ومنهم من هاجم إدارة المشروعات السياحية التي تتولى إدارة هذا المنتزه الترفيهي.
من زار المدينة الترفيهية، علّه يجد فيها شيئاً جديداً للتسلية والترويح عن النفس، سيعزف حقاً عن ارتيادها مرة أخرى مع أفراد عائلته.
كما قلنا، المدينة الترفيهية تابعة لشركة المشروعات السياحية، التي تأسست منذ 38 عاماً، وهي فترة طويلة لتكوين خبرات لإدارة الأماكن الترفيهية، ومنتزه المدينة الترفيهية في منطقة الدوحة مضى على إنشائه أكثر من ثلاثين عاماً.. لكنه بقي على حاله منذ ذلك الوقت، ثم أتى الغزو وعبث به وتضرر كثيراً، وبعد التحرير لم يتم توجيه الأنظار إليه لتطويره، وبقي على حاله مكتفين بتصليح عدد من المعدات والألعاب، في حين بقيت أخرى معطلة، ولا تعمل.
الأموال الحكومية
الشركة تابعة للحكومة بشكل كامل، لا لجهة خاصة، فلا مجال لتنفيع جهة خاصة، ورغم أنها جهة حكومية باسم «شركة»، فإن الحكومة لم تلتفت إليها بتقديم مساعدات أو هبات مالية لتحسين أوضاعها وشراء ألعاب جديدة.. ونعلم أيضا أن معدات الألعاب الترفيهية غالية الثمن، تصل الواحدة منها إلى أكثر من مليون دولار، وهذا يعتمد على حجم اللعبة ونوعها..
كما أن هذه الصناعة متطورة على مستوى العالم، من حيث إنتاج المعدات والآلات الجديدة والتطوير يعني مضاعفة أسعارها وليس باستطاعة المشروعات السياحية كشركة توفير آلات جديدة من الألعاب وتطوير هذه المنشأة الترفيهية، فبقت على حالها منذ إنشائها، بل توقفت بعض الألعاب فيها تماماً لسوء الصيانة، أو لتهالكها مع مرور الزمن.. كان يكفي إيداع مبلغ أو اقتطاع جزء من الإيداعات المليونية التي اكتشفت لدى البعض كي لا تفشل المدينة الترفيهية وتطور ألعابها.. ولكن الأموال الحكومية عادة ما تتجه إلى مآرب وأغراض خاطئة.. فيبدو أن من الأسهل للحكومة منح هذا الطرف أو ذاك مبالغ مليونية على استثمارها في المدينة الترفيهية لتؤدي أغراض الترفيه للمواطنين والمقيمين.. فالإيداعات أولى بالنسبة لهم من أجل ترفيههم وترفيه أولادهم خارج الحدود متى ما رغبوا في ذلك.. لا نتحدّث عن بعض التبرعات المليونية للخارج ومؤسساتنا أولى بها، ولا نتحدّث عن البذخ في بعض المشاريع فقط، بل عن أموال الإيداعات التي صُرفت، والتي كانت كافية لتطوير المدينة الترفيهية، بحيث تحقق الرغبات.. ولكن هذا حال أوضاعنا، ومن لا يعجبه ذلك، فماء البحر ليس بعيداً عن الدوحة..!
إهمال واضح
حديث طويل عريض عن خطة تنمية، ومشاريع مليارية وغيرها، بينما ما هو موجود لا يطاله تحديث أو تطوير أو صيانة واجبة ومستمرة.. وخير شاهد على ذلك آلاف من أشجار النخيل التي تتم زراعتها وتركها بعد فترة الصيانة المرتبطة بالمناقصة لتصبح بعدها في مهب رياح السموم والجفاف، لتتلوى جذوعها وتتم إزالتها لزراعة بديل لها عن طريق مناقصات جديدة.. وهذا ما نشاهده في شارع الخليج، أو في بعض المناطق البرية على طريق النويصيب.
المدينة الترفيهية وغيرها من الأماكن متروكة للإهمال والتردي، ولا يهم بعد ذلك إن كان من يدير هذا المرفق شركة أو مؤسسة أو جهة حكومية، أو أي مسمى آخر في ظل انعدام الرغبة والإرادة في إدارة هذا البلد وفق المعايير الصحيحة.