أوباما لا يريد البر..

محمد العرادة
محمد العرادة

«ما بين حانا ومانا ضاعت لحانا»، أو بالمثل الجديد «ما بين أوباما وديمبسي ضاعت سوريا».. فلا ندري ما هي آخر الحلول في القضية السوري، والجميع يعزف على وتر مشتهاه، وكأن أرض سوريا باتت حلبة دولية لفرض العضلات فقط، والظهور بأجمل الصور الإنسانية لبعض الدول، وهي التي ما زالت ترتوي بدماء السوريين من جميع الطوائف، والعالم يستنكر ويندد ويحذر، والقوى الدولية تتراشق الألفاظ بلا جدوى، علماً بأن سوريا أثبتت زيف الجميع.

قبل قرابة الأسبوع خرج أوباما وبإطلالته غير الواضحة في فترته الثانية من الرئاسة، ليقول إن الولايات المتحدة الأميركية لن تستخدم القوى البرية لضرب «داعش»، وإنها ستكتفي بتوجيه الضربات الجوية في العراق وسوريا، مع إرسال أكثر من 400 مستشار للعراق.. وهذا يكفي، وبعده بأيام يجيبه رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي «بحاجة الولايات المتحدة لاستخدام القوى البرية، وأن الغارات مرحلة أولى تمهيدية لاستخدام القوى البرية»!

منذ بداية الأزمة السورية والقوى الدولية لم تتحرَّك، وبعد سنوات عدة وإزهاق قرابة 200 ألف روح وظهور القوى المتشددة، قررت الولايات المتحدة الدخول، بعد أن كانت خلال كل تلك السنوات تتكلم فقط، وحتى اليوم أرى هذه التصاريح مجرد أحاديث فرد عضلات بوجه الروس يليها فرد عضلات مضاد وتستمر المسرحية بتذاكرها الدموية العربية.

****

قبل أسبوع كنت أقول إن أوباما يريد تصحيح خطأه بالانتظار الطويل على الأقل بالضربات الجوية والآن، وبعد تصاريح ديمبسي تأكدت أنه، أي أوباما والولايات المتحدة، لا يعرفان المراد، وأن المراد هو الحظ والقدر الذي سينهي أزمة سوريا و«داعش» في المنطقة، ولا عزاء للحزب الديمقراطي برجل مثله كثير الثرثرة قليل الأفعال!

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.