
بلا ضلالة، وما أجمل الوحدة التي ترشدنا للحق الدائم، فوحدة غنية بالصدق والراحة أفضل من ارتباطٍ يولّد الكذب.. الذين يربطون أرواحهم ثم ينكسرون لن يجدوا إلا الوحدة، والذين لم يجدوا من بهم يرتبطون لن يجدوا سوى الوحدة.. على الجميع ألا يكرهوا الوحدة، فهي قدَاسَة الأرواح الرائعة الوحيدون صامتون ويكذب من قال إنهم حزينون، فالوحدة لا تعني الحزن، فبعض الارتباطات هي الحزن لمن لا يحب الكذب.
من قال إن الوحدة مرضاً؟ ألم يتساءل أولئك عمّن عاشوا وحدتهم ماذا جنوا وماذا صنعوا؟ عظماء الوحدة كثيرون، لأنهم عاشوا لوحدهم وماتوا لوحدهم، وذكرهم كل من أتى بعدهم، الوحيدون يحبهم الجميع، لأنهم ليسوا لأحد، ومن هم ليسوا لأحد يحبهم كل أحد، لأن الميل يولّد الحقد لدى البعض، والحقد يولّد حياة بائسة، من قال إن السعادة تساوي تعليق المصائر؟ تعليق المصائر قد يؤدي إلى التهلكة، عش وحيداً، لأنهم يكذبون، لأنهم يرحلون.. عش واقعياً وابتعد عن تلك المثالية الزائفة، كذب من قال: لست وحدك، لأنك وحدك، وصدق من قال إن الحياة بلا مصالح، وحيث لا أدري ماذا سأقول في هذه الفقرة!
ولست أدري كيف كتبت ما أعلاه، هي لحظة انطلقت بها من صمتي إلى حروف يدي التي صاغت ما أشعر به، وقد لا يعني أحد ما أقول، ولكن يحق لي أن أقول لكي أشعر بالارتياح!
**
يقول باولو كويلو: «الرابح يبقى وحيداً»، وأقول العظيم يبقى مع عظمته، ولا شيء سواها!