حرب «داعش» و«النصرة» في لبنان تؤجج روح الفتنة

بيروت – «الطليعة»:
تتزايد يوماً بعد يوم الخشية من تفجيرات أكبر، تعم مناطق أوسع في لبنان، على خلفية ما يجري في سوريا، وانتقال حرب «داعش» و«النصرة» إلى الأراضي اللبنانية، انطلاقا من جرود عرسال المحاذية لمنطقة القلمون السورية، حيث تدور مواجهات متقطعة مع الجيش اللبناني، بعد أن فشلت مفاوضات إطلاق العسكريين اللبنانيين المحتجزين، في وقت يجري إعدام بعضهم، من جراء عدم الوصول إلى اتفاق مقايضة العسكريين بالمحتجزين «الإسلاميين» في سجن رومية. وقبل أيام احتلت المواجهات العسكرية في منطقة عرسال وجرودها، مكان التفاوض على إخلاء العسكريين الـ 26 المحتجزين لدى «داعش» و«جبهة النصرة»، بعد استهداف الجيش اللبناني بعبوة ناسفة أدَّت إلى استشهاد جنديين، وبعد تأكد نبأ إعدام «النصرة» أحد الجنود اللبنانيين المحتجزين لديها، محمد حمية، وتهديدها بأن الجندي علي البزال، هو التالي الذي «سيدفع الثمن»، متهمة الحكومة اللبنانية بـ «المماطلة» في تنفيذ مطالبها.

 في هذا الوقت، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، بلهجة حاسمة، قرار المواجهة مع «العدو التكفيري اللاإنساني» في تصريح له بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري، معتبراً أن «المفاوضة تبدأ من إيقاف القتل»، فيما شددت قيادة الجيش اللبناني في بيان لها على استمراره في «إجراءاته الميدانية المشددة، وتأمين حسن سير مهماته الأمنية، وتمسكه بحقه في استخدام الوسائل المتوافرة لديه». وأكدت القيادة أن الجيش «لن يتهاون مع الجماعات الإرهابية، أينما وجدت على الأراضي اللبنانية، ومهما بلغت التضحيات». وقالت مصادر حكومية إن إعلان سلام المواجهة مع المسلحين السوريين، يعود إلى اقتناعه بأن التفاوض معهم على إخلاء سبيل العسكريين، كان يجري في ظل استمرارهم في القتل، وهم رفضوا الالتزام بشرط وقفه لتستمر العملية التفاوضية.

وأضافت: «مضى شهر ونصف الشهر على احتجازهم العسكريين، ونحن نسعى للتفاوض ونبقي على الخيارات كافة مفتوحة، ولا يمكن القبول بأن يتسببوا في فتنة بين اللبنانيين عن طريق مواصلتهم الإعدامات للجنود». وأوضحت المصادر «أن الوسيط القطري لم يأتِ إلى لبنان يوم الجمعة، كما كان مقرراً، لكنه أبلغ الجانب اللبناني أن «النصرة» أعلمته بأنها ستباشر إعدام العسكريين، إذا لم تنفذ الحكومة مطالبها بالإفراج عن سجناء في سجن رومية، وإذا لم تفتح الطرقات التي أقفلها الجيش بين عرسال والجرود، فضلا عن مطالب أخرى».

ورداً على سؤال، عما إذا كانت المفاوضات توقفت، قالت المصادر إنها «علّقت ولا يمنع العودة إليها إذا أراد الفريق الآخر التصرف بعقلانية».

وبعد كل عملية إعدام، أو تفجير بالقرب من حواجز الجيش أو استهداف آلياته، تسود فوضى الحواجز الشعبية الطيارة للتدقيق في الهويات واحتجاز البعض من هذه الجهة أو تلك، أو من هذه الطائفة أو تلك، وتحديد التاسعة ليلا لمنع تجول السوريين في بعض القرى والبلدات اللبنانية.

ويوم السبت الماضي، دبت فوضى الخطف على الهوية في البقاع، نتيجة ردود الفعل الانفعالية على إعدام الجندي محمد حمية، حيث أُبلغ ليلا عن خطف 5 أشخاص من آل فليطي والحجيري من عرسال، على طريق قرى اللبوة – النبي عثمان – البزالية المؤدية إليها، بعدما حمل آل حمية عائلات من عرسال مسؤولية إعدام ابنهم من قِبل «النصرة». كما خطف مسلحون ملثمون شخصا من آل البريدي (من عرسال) في منطقة الأوزاعي (عاد الجيش فحرره) في بيروت، التي شهدت قطعاً لطريق المطار لبعض الوقت من أهالي العسكريين المخطوفين.

كذلك طريق الشويفات – الحدث في ضاحية العاصمة، على الرغم من أن والد حمية ناشد الأقارب والمحبين عدم قطع الطرقات أو التعرض للنازحين السوريين.

وفي وقت تتجه الأنظار إلى جبال لبنان الشرقية، حيث تسعى «داعش» و«النصرة» إلى تأجيج روح الفتنة والحروب المذهبية المتنقلة، يتوقع أن تتجه الأنظار في القادم من الأيام، إلى جبل الشيخ، وتحديدا باتجاه بلدة شبعا وجرودها المحاذية للأراضي السورية، حيث أفيد عن تجمعات كثيفة لعناصر من «داعش» و«النصرة» تتواجد هناك، انتظارا ربما لفتح جبهة تشغل الجيش اللبناني وتشتت قواه، في حال جرت تطورات غير متوقعة، من قبيل مضايقة العناصر التي تقاتل في جرود عرسال.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.