
كتبت حنين أحمد:
مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وتوسع وتطور الشبكة العنكبوتية، بات التحوُّل إلى عالم الإنترنت واقعاً لا مهرب منه، وخصوصاً مع توجه العديد من الصحف المطبوعة إلى المجال الإلكتروني.
ولكن إلى أي مدى أثر هذا التحول في قراء الصحف والمجلات المطبوعة؟
هذا التساؤل لايزال في دائرة الإبهام، وخصوصاً أن العديد من القراء لايزالون أوفياء للورق والحرف المطبوع، رغم أن أرباح صناعة الصحف تضررت وانخفضت في السنوات الأخيرة، في ظل الثورة الرقمية التي أجبرت العديد منها إلى الدخول مكرهة في صناعة الإنترنت.
وعلى الرغم من كشف تقرير لمعهد «بوينتر للصحافة» بمدينة بطرسبرغ في ولاية فلوريدا، والذي يُعد من أهم مؤسسات التعليم والتدريب الصحافي بالولايات المتحدة، أن ثلاثة أرباع قراء الصحافة المطبوعة هم قراء منهجيون منتظمون، فيما نصف قراء الصحافة الإلكترونية منهجيون منتظمون والنصف الآخر متصفحون عرضيون، إلا أن العديد من الشباب يرون أن الصحافة الإلكترونية ستطغى على الورقية، لسهولة الحصول على الأخبار وتصفحها بأي زمان ومكان، ومن دون أي كلفة مادية.
«الطليعة» استطلعت آراء بعض الشباب حول هذا الموضوع وخرجت بالحصيلة التالية..
عامل مهم
في هذا السياق، رأى خالد العبيد أن الصحف الإلكترونية مهمة جدا، لأننا في عصر السرعة والتكنولوجيا، مشيراً إلى أن الصحف الورقية أكلت أُكلها ولا جدوى منها، وخصوصاً في ظل سيطرة وزارة الإعلام عليها بشكل كامل، وفي زمن تتفنن فيه الحكومة بتكميم الأفواه.
وأكد أن وجود الصحف الإلكترونية عامل مهم جداً في صناعة الخبر، وخصوصاً في ظل ثورة وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشارها السريع بين الناس واعتمادهم عليها بشكل كبير.

أرخص كلفة وأسرع انتشاراً
وأوضح عبدالغفور حاجيه، أن الصحافة الإلكترونية سوف تطغى على الصحافة الورقية، كونها أرخص من حيث الكلفة وأسرع في النشر، نظراً لانتشار الهواتف الذكية من جانب، وزيادة وسائل التواصل الاجتماعي من جانب آخر، وأبرز دليل على ذلك، قيام العديد من الصحف العالمية بوقف نشر النسخة الورقية، والتركيز على الإلكترونية، وهذا ما أدَّى لإعطائها مساحة أكبر لتغطية الأحداث المختلفة.
برامج التواصل الاجتماعي
ولفتت هنادي الهولي إلى أن انتشار الصحافة الإلكترونية أسرع وأوسع مدى، نظرا للتطور التكنولوجي في عصرنا الحالي، حيث تحتل برامج التواصل الاجتماعي حيزاً كبيراً من حياتنا اليومية، وسهولة الوصول للمعلومات في أي مكان وأي وقت، موضحة أن الصحافة الإلكترونية هي الأكثر انتشاراً بين فئة الشباب، عكس الصحافة المكتوبة، التي يبدو أنها شاخت، ولا تناسب واقع وطبيعة حياتنا السريعة، ولابد أن يأتي اليوم الذي يطوى فيه عهد الصحافة المطبوعة، كما طوي عهد الرسائل والمكاتبات البريدية.
وقالت: بالنسبة لي أرى أنه لابد من مواكبة العصر التكنولوجي، والأخذ بعين الاعتبار عنصرين مهمين، هما أن الصحافة الإلكترونية أقل تكلفة، وأيضاً تعد من وسائل

المحافظة على البيئة، لأنها توفر كمية كبيرة من الورق.
مواكبة التطور التكنولوجي
واعتبر مشاري العبيدي، أن للصحافة الإلكترونية أسلوباً وطريقة تميزها عن الوسائل المطبوعة من حيث مواكبتها للتطور التكنولوجي، وهذا النوع من التطور الصحافي سوف يغيّر مجرى الصحافة من المكتوبة إلى الإلكترونية، ولاسيما أن الناس باتت متعطشة وتواكب كل ما هو جديد تكنولوجياً، مؤكداً أن قرار التحول من الصحافة المكتوبة إلى الإلكترونية استراتيجي ناجح.
الأكثر جذباً للقراء
هذا، وكان معهد «بوينتر» أشار في دراسته إلى أن فترة الانتباه لدى قراء الأخبار على الصحافة الإلكترونية أطول من مثيلتها لدى قراء الصحافة المطبوعة.
كما وجدت الدراسة أن معدل نسبة قراء الصحافة الإلكترونية الذين يقرأون النص الكامل للقصة الإخبارية أعلى بكثير، مقارنة بقراء الصحف المطبوعة ذات الصفحة الكبيرة أو

المتوسطة (التابلويد).
وأوضح المعهد أن ما يجذب قراء الصحافة المطبوعة، هي عناوين الأخبار الكبيرة والصور، وتستحوذ على انتباه أكبر، مقارنة بالعناوين الأصغر، كما تنال صور الأخبار التوثيقية وصور أشخاص حقيقيين يؤدون أعمالاً حقيقية والصور الملونة، اهتماماً أكبر من الصور المرتبة مسبقاً وصور الاستديو، وصور الأبيض والأسود.