محمد العرادة : حتى لا يحارب الحق

محمد العرادة
محمد العرادة

يطيب لي في البداية أن أضع نقطة جوهرية فاصلة لما يلي من الأيام، بأن أي مقال يعتمد على مقولات الآخرين هو مقال ميت، وأن المقال الحقيقي هو المقال الناتج عن الفكر الخاص بالفرد، ولا بأس ببعض التطعيمات التاريخية البسيطة للاستدلال.. أما الإطالة في قال فلان وفسر فلان، فهي مقبرة للمقال، والهدف منها الثرثرة والقول: أنا هنا، أتروني؟

لا أحد منا يحب الظلم وغالبنا يفعله، فتجده على سبيل المثال في كل زاوية، وخصوصاً في زوايا المنصب والمال.. فبعضنا إن رأى أحدهم تعلى منصباً أعلى منه ويسير بحق حمل أغلال حقده كاملة عليه وسار في نهج محاربته لا لشيء، ولكن لحقده حتى يسقطه، ثم يقول: «كان سيئاً هذا!»، أما في المال، فكم من عم ظلم أبناء إخوته عندما يتوفى الله أباهم ويسرق أموالهم من دون مراعاة للحقوق، وكأن الحقوق لا تعود يوما لأصحابها، وكذلك بعض الأصدقاء الذين يضعون صداقاتهم بأقرب محطة إزالة عندما تنهار أمامهم أموال الحق ولا يستعيدونها!

حديثنا ليس مفصلا بذلك تماماً، ولكن التمام الحقيقي أن الحق دائماً ما يظهر بصورة الخاسر في البداية وينتصر بكل تأكيد في النهاية، وإنما هذه المقالة رسالة، تنويرية بأن الظلم لا يدوم، وأن الحق يدوم، وإن كان ضعيفاً، فالوقت وحده مَن يحكم بذلك، وللحق اصطبار، وإن طال الانتظار.

**
يتحدَّث الجميع في المجالس عن الحقوق، حتى يتخيل لك بأنهم ملائكة، فإذا حضرت ساعة الاختبار سقط بها الجميع، إلا من رحم ربي.. فاجعلني اللهم من المرحومين.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.