أولاند.. رئيس في الحضيض

فرانسوا أولاند
فرانسوا أولاند

كتب محرر الشؤون الدولية:
كان يوم الجمعة الماضي يوم نحس للرئيس الفرنسي أولاند، بتلقيه ثلاث ضربات دفعة واحدة وفي يوم واحد.. فقد أظهرت نتائج استبيان عدم رضى شرائح واسعة من الفرنسيين عن أداء الرئيس قدرت بنسبة 13 في المائة، وهي نسبة تسجل الرقم القياسي منذ الحرب العالمية الثانية على تدني شعبية رئيس الجمهورية.. فقد انحدرت هذه الشعبية خلال شهرين، لتصل إلى تلك النسبة، لتضع الرئيس وحزبه الاشتراكي في خانة الفشل السياسي حاليا وفي المستقبل مع الانتخابات القادمة التي ستجرى عام 2017.. لطمة كبيرة للرئيس أولاند أمام الناخب الفرنسي وأمام الزعامات الأوروبية الأخرى، فهو من الناحية السياسية لا يحكم إلا أقلية ضئيلة راضية عن إدارته الرئاسية.

اللطمة الثانية

اللطمة الثانية تحمل الطابع الشخصي، وذات تأثير سياسي على مكانته، وذلك عندما أصدرت صديقته السابقة التي تركته بعد انكشاف «زوغانه» مع سيدة أخرى، حيث تم تصويره معمتراً الخوذة وخلفه صديقته الجديدة، ونشرت الصورة في إحدى المجلات الفرنسية.

صديقة أولاند الأولى فاليري تراي فلر نشرت كتابها وطبعت منه مئات الآلاف من النسخ، وتم طبع الكتاب لدى ناشر في ألمانيا، لتجنب القرصنة على الإنترنت، ونزل الكتاب في واجهات المكتبات الفرنسية والشراء مستمر، للاطلاع على الفضائح التي سردتها تراي فلر حول رئيس الجمهورية الاشتراكي وممارساته الرئاسية.. وأتى هذا الكتاب، ليضيف ثقلا آخر على ميزان تدني شعبية أولاند المتدنية والمتدحرجة ما بين شهر وآخر.

اللطمة الثالثة

ثالث اللطمات أتت من استقالة وزير التجارة الخارجية تريفنو، وهو الذي لم يمضِ في منصبه إلا سبعة أيام.

فقد تبيَّن أن الوزير لم يدفع الضرائب المستحقة عليه، والتي بررها بالإهمال والنسيان، وهي مبررات لا تهضمها السياسة، فما كان منه إلا تقديم استقالته من الحكومة التي جرى تشكيلها منذ 15 يوماً.
ثلاث لطمات أتت على وجه الرئيس الفرنسي، أظهرته في التصريح الرئاسي أمام عدسات الكاميرات التلفزيونية بوجه محتقن وحضور باهت، وشخصية مكسورة ليس باستطاعتها عمل شيء على المستوى الشخصي أو السياسي العام.. فالمشاكل تتزايد في فرنسا بدءاً من البطالة إلى التقشف في المصروفات، وما يشبه التوقف في النمو الاقتصادي.

فضيحة «كان»

وضع الرئاسة الفرنسية هو انعكاس لأزمة الحزب الاشتراكي في كافة تياراته السياسية، فعلى المستوى الشخصي لم يكن أولاند مرشحاً رئاسياً في الانتخابات الأخيرة.. كان خيار الحزب متجها نحو مدير صندوق النقد دومنيك ستراوس كان، فهو أستاذ اقتصادي وذو شخصية قيادية، وكان هناك ما يشبه الإجماع حوله من قيادات الحزب الاشتراكي، ليكون مرشحه لانتخابات الرئاسة الفرنسية، فهو القادر على حل الصراعات والتنافسات ما بين أطراف في الحزب.. ولكن مشكلة دومنيك هي النزعات الجنسية غير السوية التي صبغت حياته، فلم يتورع وهو في فندق السوفوتيل في نيويورك «الهجوم» على عاملة تنظيف الغرف الأفريقية «نفيسة» وكانت «فضيحة بجلاجل» قادت دومنيك للمحاكمة، وهو مكبل بالأصفاد أمام كاميرات التلفزة وفلاشات العدسات.. وبذلك انتهى دوره السياسي تماما، بعد هذه الفضيحة الأخلاقية، ولم يكن أمام الحزب الاشتراكي إلا ترشيح المرشح «السبنس» أو البديل أولاند، ليخوض الانتخابات الرئاسية.. ولولا الهجوم على تلك العاملة الأفريقية، لما وصل أولاند إلى الرئاسة.. وعوده الانتخابية كانت كثيرة، وأداؤه متواضع، إن كان على المستوى الداخلي أو تصريحاته الهوجاء على المستوى الدولي.. إنه بالفعل رئيس وصل إلى الحضيض.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.