كتب محرر الشؤون البرلمانية:
لا شك في أن الحادثة، التي شهدتها منطقة مصانع الخرسانة في كبد، والتي أدَّت إلى مصرع عامل مصري وإصابة آخرين إصابات بالغة، لا يزال بعضهم في حالة شديدة الخطورة، من جراء مشاجرة عنيفة نشبت بين مجموعة من العمالة الآسيوية ومجموعة من المصريين في سكن إحدى شركات الخلط الجاهز، فتحت الباب أمام تساؤلات عديدة عن مدى الإهمال الذي تعانيه تلك المنطقة على الصعد الخدمية والأمنية والصحية.
فراغ أمني
فقد كان واضحاً الفراغ الأمني الذي تعانيه المنطقة، التي أنشئت منذ أكثر من ثلاثة عقود، حيث جاء إنشاؤها، لتكون تجمعا لشركات الخلط الخرساني ومصانع الإسفلت، بعيدا عن التجمع السكني، نظرا لما يصدر عن تلك المصانع من أضرار بيئية تؤثر في المناطق السكانية، إلى جانب تقاعس بعض الوزارات والهيئات عن القيام بدورها، وعلى رأسها وزارة الشؤون والبلدية والهيئة العامة للبيئة.
«الطليعة» تجولت في المنطقة، واقتربت من مشاكلها المتكررة، والتقت نائب مدير عام أحد مصانع الخلط الجاهز بكر عبدالحليم، الذي أكد أن منطقة كبد للخرسانة تضم ما يزيد على 30 مصنعا لكل أنواع الخلط الجاهز، بإنتاج يصل إلى أكثر من 750 ألف متر خرسانة شهريا، يمثل ما يزيد نسبته على 85 في المائة من حاجة السوق المحلية للخرسانة الجاهزة، وأن النسبة الباقية تغطي عدداً من المصانع الأخرى القليلة في منطقة الصليبية والأحمدي والوفرة وميناء عبدالله ومحطات الخلط المتحركة في بعض المواقع، إلى جانب الخلط اليدوي للمقاولين.
وأضاف عبدالحليم أن المنطقة ليست فقط تجمعا صناعيا لمصانع الخرسانة والإسفلت، ولكنها تضم أيضا سكناً لعمال تلك الشركات والأطقم الفنية والسائقين لها، وقد يقترب سكن عمال إحدى الشركات من 700 عامل من جنسيات وثقافات مختلفة، بالإضافة إلى أن المنطقة فيها سوق معروف للإبل والأغنام، ويستخدمها البعض كإسطبلات لتربية الخيل والماشية والتخييم على مدار العام.
إهمال
وأشار إلى أنه على الرغم من الحجم الاقتصادي الذي تمثله تلك المنطقة في سوق المقاولات والإنشاءات، فإنها تعاني إهمالا شديدا، فلا يوجد في المنطقة مخفر شرطة أو نقطة أمنية أو منطقة صحية تغطي احتياجات قاطنيها من العمالة، لذلك أصبحت المنطقة مرتعا للجريمة، وأصبح من الطبيعي أن تطالعنا الصحف بجرائم مختلفة تشهدها المنطقة، كان آخرها مصرع انتحار نيبالي، بخلاف حوادث المشاجرات بين العمال وحالات القتل والخطف والسرقة التي شهدتها المنطقة على مر السنوات السابقة.
واعتبر عبدالحليم أن المنطقة تعاني ضعفا شديدا في الخدمات والبنية التحتية، فلا توجد مياه شرب، ودائما ما تشهد المنطقة قطعا متكررا للكهرباء، إلى جانب تهالك الطرق، بسبب ضعف رقابة البلدية والبيئة على بعض سائقي سيارات الخلط الذين يفرغون ما تبقى من خرسانة بعد عودتهم من مواقع الصب على الطرق، فضلا عن مشاكل أخرى تتعلق بسكن العمال، والتي هي أماكن غير لائقة.
وأضاف أن أكثر ما يحير في الملف الأمني لتلك المنطقة، هو تبعيتها لمخفر الأحمدي، الذي يبعد ما يزيد على 50 كيلو متراً، على الرغم من قربها نسبيا من مخفري جليب الشيوخ والصليبية ومخفر كبد.
واختتم عبدالحليم قائلاً إن التغلب على المشاكل السابقة سيعود بالهدوء من جديد إلى المنطقة، كما كانت عليه في السابق قبل 15 عاما، ولن تكون مأوى لأصحاب السوابق ومخالفي الإقامة والعمالة السائبة الذين كانوا سببا في مشاكل وحوادث عديدة حدثت في الماضي.