
كتب علي حسين العوضي:
لم يأتِ رد وزير التربية والتعليم بالوكالة د.عبدالمحسن المدعج على سؤال برلماني للنائب محمد الجبري حول التأخير في إنجاز مشروع جامعة الشدادية بجديد، فالأعذار والتبريرات حول هذا المشروع هي ذاتها لم تتغيَّر، والتي تمثلت في زيادة حجم الأعمال والميزانية المطلوبة، بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية للجامعة، والتي تستلزم أيضا تعديلات بالمخطط الهيكلي، وهو ما أدَّى، وفق رد الوزير، إلى التأخر في تصميم البنية التحتية، مشيراً أيضاً إلى أن بعض مكونات المشروع لاتزال قيد التصميم.
وتوقع الوزير في رده، أن يتم الانتهاء من الحرم الرئيسي للمشروع سنة 2020/2019، في حين أن الحرم الطبي من المتوقع أن يتم تصميمه خلال العام المقبل، وأن تستغرق مدة الإنشاء 5 سنوات بعد تسليم المشروع.
لقد تعوَّدت الأوساط الأكاديمية والجامعية، وكذلك المجتمعية، في حكومة لا تملك الرؤى والاستراتيجيات تخطباً كهذا في الإنجاز والمشاريع والبنى التحتية، وهو ما يؤكد القصور الواضح في فهم وإدراك احتياجات المجتمع، التي بدأت تتزايد يوماً بعد يوم، ولا تقف عند المدينة الجامعية التي أقرت وحدد موقعها منذ الثمانينات.
لقد مرَّت على الكويت أجيال وأجيال تأمل إنجاز مشروع حيوي واحد، ولكن هذا الأمل بدا حلماً بعيد المنال، فإذا كانت أبسط الأمور لا تستطيع الحكومة، بكل ما تملك من أدوات، إنجازها أو وضع لمسة فيها، فما بالك بكبائر الأمور التي تتعلق مباشرة بتنمية البلد؟!
هذا الواقع الذي كرَّسه الوزير المدعج بإجابته على النائب الجبري لم يعد مقبولاً بعد اليوم، في ظل ارتفاع المطالبات الشعبية بتحسين الأوضاع، فالمسألة ليست كونها مجرد مضيعة للوقت على حساب الوطن، بل إنها تؤكد تردي الأوضاع، وعدم قدرة الحكومة على تقديم الحلول الناجعة لها، وإن تقدمت بمشاريعها وخططها، فإنها لا تعدو مجرد حبر على ورق، من دون تنفيذ فعلي، وإن نفذت، فهي تتعطل وتتأجل لسنوات طوال، وتصبح بعيدة المنال.