قام النظام السوري بشراء النفط الخام لمصافي البلاد من حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وعمد إلى بيع المنتجات النفطية المكررة إلى ذلك التنظيم، ولكنه رفض مثل تلك العملية بالنسبة إلى الثوار السوريين. وتحتفظ العاصمة دمشق بعلاقة غامضة مع حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وفي وسع هاتين المجموعتين، اللتين لا تمثلان تهديداً مباشراً، استخدام الأرض السورية على شكل خطوط خلفية من أجل القيام بعمليات في العراق وتركيا.
تجدر الإشارة إلى أن النظام السوري عمد بعد الهجوم الذي شنه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داخل الأراضي العراقية وضد العاصمة بغداد إلى قصف مواقع ذلك التنظيم، كي يظهر للعالم الخارجي وللغرب أنه لاعب رئيسي في الحرب ضد كيان أسهم في تعزيز قوته إلى حد كبير.
وبالنسبة للأكراد، فإنهم يستغلون فرصة تاريخية عبر ضعف الدولة، من أجل التفاوض لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية من بغداد ودمشق وأنقرة.
وفي حقيقة الأمر، فإن أي هجوم جديد ضد المناطق السنية في العراق سيتطلب الحصول على دعم من جانب حكومة كردستان الإقليمية «كي آ رجي»، التي تعد في الوقت الراهن في وضع قوي إزاء المراكز المتاحة في الحكومة ووضعية المناطق التي تم غزوها في العراق منذ العاشر من شهر يونيو الماضي، وهي كركوك ونينفه وديالى، وحق تصدير النفط مباشرة إلى تركيا.
وبالمثل في سوريا، يسيطر حزب العمال الكردستاني على مناطق في عفرين وعين العرب (كوباني) وفي الجزيرة السورية، من أجل تجنيد وتدريب الرجال، وذلك عبر تنسيق مع مواقعه في العراق في جبال قنديل وزاب.