مجزرة بشعة في «الشجاعية».. ومجلس الأمن يكتفي بالإدانة

مجلس الأمن (أرشيف)
مجلس الأمن (أرشيف)

لا تزال آلة القتل الإسرائيلية الهمجية تمارس عدوانها ومجازرها على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، وسط صمت عربي مخجل، وتواطؤ دولي، حيث ارتكبت قوات الاحتلال يوم الأحد الماضي مجزرة بشعة في حي الشجاعية – شرق مدينة غزة.

وقد قصفت دبابات إسرائيلية أهدافا لناشطين في قطاع غزة، وقتلت امرأة في غارة جوية، بعد يوم دامٍ من ارتكاب مجزرة حي الشجاعية، وبعد نحو أسبوعين من العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث لم تظهر أي بادرة على توقف هذا العدوان، على الرغم من النداءات الدولية لوقف إطلاق النار.

وقال الجيش الإسرائيلي أمس الأول إن قواته قتلت 10 فلسطينيين على الأقل، تسللوا عبر نفقين من قطاع غزة، ليتجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين في المواجهات المستمرة منذ أسبوعين الـ 500.
وفي حين دعا مجلس الأمن لوقف فوري لإطلاق النار، واصلت الطائرات والدبابات الإسرائيلية قصف قطاع غزة طوال الليل.

وقال مسعفون إن القصف الإسرائيلي قتل 25 شخصا من أسرة واحدة قرب حدود غزة الجنوبية مع مصر وقتل 10 من أسرة أخرى في خان يونس القريبة، بعد أن أصابت القذائف منزلا وأصابته مرة أخرى أثناء محاولة قاطنيه الفرار.

يوم دامٍ

وكان قطاع غزة قد شهد يوم الأحد الماضي يوما داميا، سقط خلاله 97 شهيداً فلسطينياً ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل لليوم الثالث عشر على التوالي، في حين مُني الجيش الإسرائيلي بضربة قاسية، حيث سقط له 13 قتيلا من لواء غولاني الشهير.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن عدد القتلى منذ الثامن من يوليو الماضي وصل إلى 447، من بينهم مدنيون كثيرون، بعد مقتل امرأة في الغارة التي وقعت أمس الأول في بيت حانون وانتشال 12 جثة آخرى من حي الشجاعية، حيث وصل عدد القتلى إلى 72، من جراء العدوان الذي وقع يوم الأحد الماضي.

ومُنيت إسرائيل أيضا في اعتدائها على حي الشجاعية بأسوأ خسائر لها منذ بدء الهجوم لوقف إطلاق صواريخ من غزة على إسرائيل، بعد مقتل 13 جنديا، ليصل الإجمالي إلى 18، إضافة إلى مقتل مدنيين اثنين آخرين. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذين يتهمهم بإطلاق صواريخ من الشجاعية وبناء أنفاق ومراكز قيادة هناك.
وهذا أكبر عدد من القتلى يسقط في صفوف الجيش الإسرائيلي خلال يوم واحد منذ حرب 2006 ضد مقاتلي حزب الله في لبنان، وكان هذا أيضا أكبر عدد من الفلسطينيين يقتل خلال يوم منذ بدء القتال في الثامن من يوليو.

أسر جندي إسرائيلي

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يتحرى عن صحة ما أعلنه عبر التلفزيون الجناح العسكري لـ»حماس» عن أسره جنديا إسرائيليا خلال القتال في الشجاعية.

وفي الأمم المتحدة، نفى رون بروسور سفير إسرائيل في الأمم المتحدة خطف الجندي. وقال بروسور للصحافيين في الأمم المتحدة مع عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا لبحث الأزمة المتصاعدة بين إسرائيل والفلسطينيين «لا يوجد جندي إسرائيلي مخطوف، وهذه الشائعات غير صحيحة».

وأعلنت كتائب «عزالدين القسام» – الجناح العسكري لحركة حماس، أسر جندي إسرائيلي يدعى شاؤول آرون خلال معارك في غزة.
وقال المتحدث باسم «القسام» أبوعبيدة إن الجندي يحمل الرقم المتسلسل 6092065، وإنه تم أسره خلال العملية الأخيرة التي نفذها «القسام» شرق حي التفاح، شرق مدينة غزة.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين ساكي في بيان إن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق من خطر حدوث مزيد من التصعيد وتحث على التوصل لوقف لإطلاق النار.

تأييد أميركي

وكان كيري قد قال في وقت سابق إنه يؤيد جهود إسرائيل لتدمير الأنفاق التي تقول إن ناشطي غزة يستخدمونها لمحاولات التسلل وإخفاء الأسلحة.

وتسعى مصر وقطر وفرنسا والأمم المحدة للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار، من دون ظهور علامة تذكر على إحراز تقدُّم.
ووصف بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في العاصمة القطرية (الدوحة) القتال في غزة بأنه «جرح مفتوح، وعلينا وقف النزيف الآن».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيل بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي مساء الأحد إن إسرائيل ستواصل حملتها بهدف «إعادة الهدوء» إلى مدنها الجنوبية ومنطقة تل أبيبب التجارية.

وأردف قائلا إن إسرائيل تسعى أيضا إلى تدمير البنية الأساسية لـ»حماس» وجماعات الناشطين الآخرى في غزة «بشكل كبير».

وأضاف «لن نتوقف، سنواصل العملية مادام الأمر يتطلب ذلك».
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن 81 ألف نازح لجأوا الآن إلى 61 ملجأ لأونروا في غزة.

مجلس الأمن.. إدانة

واكتفى مجلس الأمن في جلسة طارئة عقدها أمس الأول بالدعوة إلى وقف فوري للاعتداءات في قطاع غزة، في إطار اتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة في نوفمبر من عام 2012.

وتلا رئيس المجلس السفير يوجين غازانا بيانا صحافيا دان فيه مجلس الأمن تصعيد العنف في القطاع، ودعا إلى احترام القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك «حماية المدنيين»، وشدد المجلس على أهمية تحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.