ما قالته العرب..

العرب-العروبةإعداد: هدى أشكناني
نطل عليكم في زاوية لبعض الأمثال العربية التي روتها العرب، وأصبحت مثلاً يُقال، لمناسبة ما.

(ترى الفتيان كالنخل، وما يدريكَ ما الدخل)

رووا أن فتاة عربية كانت ذات جمال، وكانت لها أخت عاقلة وذات حكمة، فجاء ذات يوم إخوة من العرب ليخطبوها، فشاورت الفتاة أختها: فقالت لها: «لا تنخدعي بالمنظر، فقد يخفى غير ما يظهر، ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل».

ولم تقبل الفتاة نصح اختها، ورضيت بأن تتزوج واحداً منهم، ولم تلبث عند زواجها قليلاً، حتى أغارَ عليها فوارس فسبوها، فيمن سبوا من النساء، ولم يستطع زوجها إنقاذها.

وبينما هي تسير مع آسريها بكت، فقالوا لها: ما يبكيك؟ أعلى فراق زوجك؟ فقالت: «قبحه الله! إنما أبكي على عصياني أختي، حين استشرتها في زواجي».

وهكذا يُقال عندما تخدعنا الظواهر وتغرّنا المناظر.

(تسمع بالمعيدي خيرٌ من أن تراه)

قيل إن المنذر بن ماء السماء، كان يسمع عن رجل من مُعد، ويعجبه ما يبلغه عنه، فاستقدمه، ليرى ذلك الرجل العظيم الذي ملأت صورته قلبه، فلما جاءه لم يجده كما سمع، فقال: تسمع بالمعيدي خيرٌ من أن تراه!

وهكذا يُقال إذا لم يطابق الخبر العيان، أو لم يؤكد السماع ما رأته العينان.

(أمْرَ مُبكياتِك لا أمْرَ مُضحكاتِك)

كان لفتاة من العرب خالات وعمات، وكانت الفتاة تزور عماتها وخالاتها، فإذا زارت خالاتها أضحكنها ولم ينبهنها إلى خطأ أو عيب، وإذا زارت عماتها أدّبنها وحاسبنها على عيوبها وأخطائها، فكانت تألف خالاتها وتنفر من عماتها، فلما رأى أبوها انصرافها إلى خالاتها ونفورها من عماتها، خاطبها فقالت: «إن خالاتي يضحكنني، أما عماتي فيبكينيي!»، فقال أبوها: «أمر مبكياتك لا أمر مضحكاتك».

أي من يبكيك اليوم ينفعك عمله غداً حين تجني ثمرته فتضحك، ومن يضحكك اليوم يبكيك غداً حين تجني ثمرة الإهمال فتندم.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.