
كتبت حنين أحمد:
استضافت جمعية الخريجين في بنيد القار حلقة نقاشية بعنوان «ماذا بعد التخرج؟»، تحدَّث فيها بعض أعضاء البرلمان الطلابي وبعض المعلمين، حيث أشاروا إلى أن الدولة تضع شروطاً تعجيزية أمام الطلاب، للحؤول دون دخولهم إلى الجامعة، كرفع نسبة القبول، وتحديد عدد المقاعد.

وأكدوا أن الكويت اليوم تعيش أزمة، وأن على الشباب التوحد حول هدف وطني مدني قادر على صنع التغيير والنهوض بالكويت نحو الأفضل، مطالبين نظراءهم الشباب بعدم اليأس، وتكرار المحاولات، للوصول إلى الغايات المرجوة، ألا وهي صنع جيل واعٍ وقادر.
رأت الطالبة غرام العجمي، أن الشباب أبوالمعجزات والبنى الأساسية لهذه البلاد، وسيقوم الوطن العزيز بهم، وإن تم إصلاح فئة الشباب، ستكون الكويت أفضل، بإذن الله، فهم الحصن المنيع لكل التحديات وبناء الغد، ولن تتقدَّم الدولة إلا بهم.
وتحدَّثت عن كيفية الاهتمام بالخريجين، وما الذي سيحدث بعد التخرج، حيث أشارت إلى أن الكويت تستحق الأفضل، وهي قائمة على هذه الفئة من الشباب.
وتساءلت: «ماذا بعد التخرج من الثانوية؟ وكيف سيكون مصيري، هل سأدخل جامعة؟ هل سأجد مقعداً لي في الجامعة؟ واختبار القدرات، هل سينزل من معدلي؟ ويمكن أن أتغرب عن ديرتي، فهل سيتم تصديق شهادتي؟».. وهذه مجموعة من الأسئلة التي تُطرح في ذهن كل خريج وخريجة، وإلى الآن لم يتم إيجاد إجابات لها، ولاتزال تحمّل الطلاب في عمر الزهور الكثير من الهموم والضغوط.
وزارة التخبط والفشل
ووصفت العجمي وزارة التربية بوزارة التخبط والفشل، إذ إنه في كل يوم تصدر قراراً، وشبهتها برجل غير قادر على الاتزان، ويتخذ في كل خبطة قراراً قد يصيب أو قد يخطئ، مشيرة إلى أن رفع نسبة القبول وصعوبة امتحان القدرات، هو رسالة لنا كطلاب الجامعة، مفادها «يا أنا يا أنتم».
ولفتت إلى أن الطلاب لا ذنب لهم، إن لم تكن الحكومة قادرة على تأسيس جامعة أو تخريج الطلاب ممن صار لهم 6 سنوات في الجامعة، وبذلك يتحمَّل الطلاب أخطاء الآخرين.
وتطرَّقت إلى مسألة تذرع الحكومة بعدم وجود أموال لتأسيس جامعات، حيث قالت: فلتعتبرنا الدولة إحدى الدول المنكوبة التي تقوم بمساعدتها بأموال تبني جامعات عديدة داخل الديرة، وإن كانت الشركات المحلية لا تستطيع بناء جامعة، فليتم التعاقد مع شركات خارجية لتقوم بذلك.
شروط تعجيزية
أما بالنسبة لامتحان القدرات، فاعتبرت أنه في بريطانيا يخضع الطالب لامتحان القدرات لاجتياز الكورس التمهيدي، بينما في الكويت يخضعوننا له، حتى لا ندخل الجامعة، وهذا شيء تعجيزي، وكأنهم بذلك يدفعون بالشباب إلى الهجرة، وهذه هي الحال في السنوات الخمس الأخيرة، حيث ازدادت نسبة الشباب المهاجرين، بهدف تلقي العلم في الخارج.
ودعت وزارة التربية إلى حل المشكلة من الأساس، قبل اتخاذ أي قرار، وتجديد الكادرين الإداري والتوجيهي، لتكون القرارات مناسبة لسن الطلاب وفكرهم وتوجههم، لأن ما يحصل هو وضع شروط تعجيزية أمام الطلاب، حتى لا يدخلوا الجامعة، وكذلك فقدانهم الأمل.
وكشفت العجمي أن ما تطمح إليه، هو أن يذكر اسمها في يوم من الأيام كمحامية في الكويت، وأن يكون صوتها قد وصل، مشيرة إلى عدم رغبتها بالوصول إلى مجلس الأمة، كونها لا تحب السياسة، ولا ترى نفسها تبدع فيها، مع التأكيد أنها قادرة على التغيير في أي مكان تواجدت فيه، وتؤمن بأن الكويت تستحق الأفضل.

رسائل ثلاث
وأوضح عضو البرلمان الطلابي سعد طامي، أن لديه 3 رسائل: الأولى موجهة إلى الشباب الخريجين ودورهم والمطلوب منهم والمسؤولية التاريخية التي تقع على عاتقهم وطريقة تفاعلهم في المجتمع، لافتاً إلى أن الجيل السابق، أي جيل التحرير، كان جيلاً مقاوماً قدَّم الغالي والنفيس لأجل عودة الكويت، وعمل ما يجب فعله في مرحلته التاريخية، وقال «نحن ممتنون له».
وتساءل: ماذا سيقول أبناؤنا عنا؟ هل سيقولون إننا جيل ضياع الكويت؟ مضيفاً: «نحن نريد أن نكون جيل التغيير، ويجب أن يكون هناك طرح وطني مدني الهدف منه خدمة الكويت والتغيير نحو الأفضل».
واعتبر أن ما تعيشه الكويت اليوم من رجعية وتأخر اختبرته العديد من الدول الأوروبية، ورأى أن الحل للأزمة بسيط جداً، ولا يحتاج إلى فلاسفة ومفكرين، مشيراً إلى أن أوروبا خرجت من أزمتها بعد التوحد حول فكرة وهدف معينين والإيمان بضرورة وجود دولة مدنية ديمقراطية يكون الإنسان فيها بغض النظر عن عرقه أو جنسه أو لونه هو الكل، ولهذا نجحت.
ولفت إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك تغيير أو إصلاح إلا إذا بدأ من خلال السياسة التي تنعكس بدورها على الاقتصاد والاجتماع، مبيناً أن الكويت تعاني اليوم تحالفا طبقيا بين بضعة تجار وشيوخ أحكموا سيطرتهم على كل شيء في البلد، وعاثوا في المؤسسات فساداً، وبثوا الطائفية والقبلية، ودعموا بعض العقول الرجعية، وأسسوا بعض مؤسسات النفع العام الدينية الرجعية التي تثير بعض المفاهيم الخاطئة في المجتمع، وساهمت بهدم المجتمع المدني الذي كانت الكويت قائمة عليه في الستينات والسبعينات.
أهداف وطنية
وتمنى طامي على القوى الشبابية والطلابية وضع أهداف وطنية، مبيناً أن هناك بعض الرموز الوطنية الذين كان لهم الفضل في تأسيس الكويت ونهضتها واستقلالها ووضع الدستور والدولة المدنية، كالمرحوم جاسم القطامي وسامي المنيس ود.أحمد الخطيب، أطال الله بعمره، الذي يُعد رمزاً عظيماً لا نستطيع أن نفيه حقه، ولكن من المهم أن نقتدي به.
ورأى أن الحل واضح، فالشعوب الأوروبية اختارت المدنية بالدرجة الأولى، ووجهت ضربة قاضية للحلف الطبقي القائم بين الطبقة المتوسطة والبرجوازية وبين التجار والاقطاعية والكهنة، وتوجهت نحو النمو في المجتمعات.
وأضاف «أما الرسالة الثانية، فأوجهها إلى أخواتنا البنات، شركائنا في الوطن، بل الأغلبية في الوطن، وأقول إن محاولة البعض ضرب الروح المعنوية في مكون النساء هو محاولات وخطة منتهجة قديمة لهدم هذا المكون، ونحن اليوم نمتلك غالبية نسائية في الكويت، ولدينا نماذج مشرفة، كأسرار القبندي ووفاء العامر وسناء الفودري، اللواتي دخلن في المقاومة، وسطَّرن أروع الأمثلة والحكايات والانتصارات».
ووجَّه الرسالة الثالثة للمعلمين والمعلمات، وقال: جامعة الكويت تطلب موظفين خليجيين، والدكاترة والأساتذة الكويتيون لا يحصلون على وظيفة، وتساءل: هل يخافون على الطلبة من التأثر بالطرح الوطني الذي يقدمه الأساتذة والدكاترة الكويتيون أو المعلمون في المدارس؟ وهل يريدون تأسيس جيل غير واعٍ؟ وهنا تقع مسؤولية كبيرة على المعلمين والمعلمات لتنشئة جيل واعٍ يحمل هدفا وطنيا ومدنيا.
وأكد طامي أنه يجب أن نتحد جميعاً، سنة وشيعة، حضراً وبدواً، لأن قوى الفساد لا تريد منا أن نتحد، وهي تدعم بث الطائفية والشحن الطائفي بين الأطراف، وإدخالها في صراع وهمي.
علم وأخلاق

وشددت الدكتورة في التنمية البشرية منى العصام، على أن الحضارات في الأمم تبنى على علم وأخلاق وقيم ومبادئ، مشيرة إلى أن القيمة عبارة عن سلوك والإنسان يتصرف وفقاً لقيمه وأخلاقه، وهذا السلوك نابع من شعور معيَّن، نابع بدوره من فكرة آمن بها.
ودعت الشباب إلى توظيف طاقاتهم بشكل إيجابي، مشيرة إلى أن المشاعر 22 شعوراً، تبدأ بالبهجة والحب المطلق اللامشروط، وتنتهي بالإحباط والاكتئاب الشديدين.
وطالبت الشباب بأن يتضمن تعاملهم شيئاً من التسامح، لافتة إلى أن للتسامح المطلق إيجابيات كثيرة، وأن الإنسان الذي ليس لديه القدرة على التسامح لابد أن يتعلم كيف يسامح، وهناك مدارس متخصصة في ذلك، لكي يرتاح الإنسان من اجترار المشاعر السلبية.
وذكرت العصام أن الشعور الثاني الذي إذا اتبعه الإنسان سيغير حياته، هو القبول والانفتاح، كاشفة أن الحروب الدائرة في العالم تكون في الدول المتخلفة التي ليس لديها قبول وانفتاح، وهذان العاملان يشكلان أحد دعائم الأخلاق.
وبينت أن للتوتر والقلق تأثيرا مباشرا على الصحة، مشيرة إلى أن الأمراض تنشأ أولاً في النفس، ومن ثم تدخل إلى الجسد، مطالبة الشباب بالتحلي بالهدوء والتوازن والاعتدال بالأكل الصحي.
واقع أسود
وتطرَّق عبدالعزيز الحمادة إلى قضية جامعة الشدادية، التي كان من المفترض أن يتم بناؤها منذ 30 سنة، وحتى الآن لم تبصر النور، وكلما سألنا عن السبب، يأتوننا بأسباب واهية ومضحكة.
ولفت إلى أنهم – كطلاب – يعيشون في واقع أسود، ولا يعرفون ما يخبئ لهم مستقبلهم، هل سيتم قبولهم وهل سيجدون مقعداً لهم في الجامعة؟ متسائلاً: هل يُعقل أن تكون نسبة القبول في التربية 90 في المائة؟ مضيفاً «أن لدى السلطة تفكير مسبق، وهو قدرتها على التحكم بهذا الجيل، وهذا ما لا يمكن أن يحصل، لأن هذا الجيل واعٍ».
ولفت إلى أنه كشاب يطالب بوزير تربية أو وكيل قادر على فهمه، متسائلاً: هل يُعقل أن أفراح طالبة بدون متخرجة بنسبة 99.5 في المائة، يتم استبعادها وإقصاؤها من حفل تكريم الطلبة الكويتيين والوافدين المتوفقين؟
تدمير المناهج التعليمية
وأشار عايد المطيري إلى أن الدولة هي التي تحارب التعليم، لافتاً إلى أن القيمين على التعليم يساهمون بتدميره، وأبرز مثال أن مَن يضعون المناهج ليسوا من أصحاب الاختصاص، فهناك أشخاص اختصاص علم نفس يضعون كتاب التربية المدنية.
وذكر أن ترتيب دولة الكويت على مستوى العالم على صعيد الجامعات في المرتبة 2068 وعربياً 16، وذلك بعد أن كانت الكويت سبَّاقة، كاشفا أن جامعة الكويت تحارب طلبة الماجستير والدكتوراه، فضلاً عن تفشي المحسوبية والواسطة.
وأكد أن الدولة تحاول تدمير التعليم، بعد أن بات الشعب واعياً ويطالب بحقوقه ويريد توزيع طاقته الشبابية في سوق العمل.
وأكد خالد العبيد أنه يجب على الطلاب إجبار القيادة التربوية على الانصياع لمطالبهم، لأنهم هم القياديون المستقبليون، وقال «يجب أن نتحد كقوى طلابية، ونتحرَّك لتحقيق كل أهدافنا لانتشال الكويت من الوضع الذي هي فيه».
القحطاني: سكوتنا عن بعض الأمور سيخلق جيلاً لا نعرف ما الذي سيقوم به
أوضحت عضوة الأمانة العامة في حركة العمل الشعبي ليلى القحطاني، أنها تحاول من خلال طلبتها تحقيق الأمور التي لم تستطع تحقيقها، مبينة أن «سكوتنا عن بعض الأمور سيخلق جيلاً لا نعرف ما الذي سيقوم به».
وكشفت أن المعلم يعاني أيضاً، وليس فقط الطلاب، وأبرز مثال التنصت على ما نقوله في الحصص الدراسية وحركة التنقل من مكان إلى آخر لزيادة الضغط علينا، مؤكدة أن التغيير سيكون من قبل الشباب والمعلمين معاً.