
ينتهي يوم غدٍ (الخميس) الدور الأول من مونديال البرازيل.. وستقام مباريات خروج المغلوب يوم السبت المقبل، وكان أبرز ما شهده الدور الأول، هو تحقيق الجزائر فوزاً عربياً هو الأول للمنتخبات العربية منذ فوز المغرب على أسكتلندا في مونديال فرنسا في عام 1998، كما شهد الدور الأول مفاجأة من العيار الثقيل، تمثلت بخروج المنتخب الإسباني، حامل لقب البطولة في مونديال جنوب أفريقيا.
«الطليعة» تستعرض أبرز أحداث المرحلتين الأولى والثانية من الدور الأول:
المجموعة الأولى
تمكَّن المنتخب المكسيكي من تحقيق تعادل مستحق أمام نظيره البرازيلي في الجولة الثانية، بعد أن تألق حارسهم أوتشوا في التصدي لجميع محاولات «السامبا».
فقد تدارك المدرب البرازيلي سكولاري الخطأ، الذي وقع به أمام الكروات، فعدَّل من وسط الفريق، حيث أشرك راميريس، بدلاً من المهاجم هالك، وليكثف منطقة الوسط.. وبالفعل، ظهر شكل المنتخب البرازيلي بصورة أفضل بكثير عن المباراة السابقة، حيث سيطر واستحوذ على الكرة، وهدد مرمى المكسيك بالعديد من الكرات، لكن لاعباً واحداً من طرف الخصم كان كفيلاً بالتصدي لجميع فرص البرازيل تقريباً، وهو الحارس المكسيكي أوتشوا، نجم اللقاء، فقد أخرج ثلاث فرص محققة للبرازيل، ليحرم بذلك خصمه من الوصول إلى النقطة السادسة، وليكتفي الفريقان بالتعادل السلبي.
وفي اللقاء الآخر، أثبت الكروات أنهم فريق صعب المراس، وأن مباراة البرازيل الأولى ليست بمقياس بعد الظلم التحكيمي، الذي تعرضوا له، واستطاعوا من تحقيق فوز لافت للأنظار برباعية كاملة ونظيفة على حساب الفريق الكاميروني.
المجموعة الثانية
حقق المنتخب التشيلي مفاجأة من العيار الثقيل، بإخراجه حامل اللقب المنتخب الإسباني، بعد أن تمكن من هزيمته في الجولة الثانية بثنائية نظيفة، وهي الخسارة الثانية للإسبان، بعد تاريخية هولندا، وليضمن تشيلي التأهل إلى الأدوار القادمة برصيد 6 نقاط.
إسبانيا، وبعد خسارتها من هولندا، بسبب سوء التشكيلة من المدرب دل بوسكي، كان من الواجب على الأخير المغامرة أمام تشيلي والدخول بأكثر من مهاجم، لكن إصرار المدرب الإسباني على اللعب برأس حربة وحيد جعل من شكل المنتخب ضعيفاً من الناحية الهجومية، ما حمل دفاع الإسبان عبء المباراة التي أبدع فيها المنتخب التشيلي، بسرعة تحركاته وهجماته، وقد حقق غير المتوقع، وتأهل من ثاني الجولات لدور خروج المغلوب.
وفي المباراة الثانية، التي جمعت المنتخب الهولندي ونظيره الأسترالي، دخلت هولندا اللقاء بعد نشوة الانتصار الثمين أمام إسبانيا، لكنها اصطدمت بطموح الكنغر الأسترالي، الذي بحث عن تعويض الخسارة أمام تشيلي، حيث كانت المباراة عبارة عن كرّ وفرّ بين الفريقين، فمرة يتقدَّم الهولنديون، ومرة أخرى الأستراليون، حتى تمكنت هولندا من قلب المباراة والفوز بها 3-2، لتصعد إلى النقطة السادسة بصدارة المجموعة، وتترك أستراليا من دون أي نقطة، وتخرج من الأدوار الأولى.
المجموعة الثالثة
تمكنت كولومبيا من التأهل إلى الأدوار التالية، بعد أن حققت فوزا صعبا على منتخب ساحل العاج (2-1)، لترفع رصيدها إلى 6 نقاط بصدارة المجموعة، ولتبقى ساحل العاج بثلاث نقاط فقط من فوزها السابق.. أما المباراة الثانية، فكانت ما بين اليابان واليونان، والتي انتهت بالتعادل السلبي.
المجموعة الرابعة
بعثر منتخب كوستاريكا مجموعة الموت، فبعد أن تغلب على الأورغواي، اعتقد الجميع أنها مصادفة، ليس إلا، لكن هذا الفريق واصل المغامرة، وتمكن من هزيمة الإيطاليين بهدف يتيم، على عكس التوقعات، ليعلن رسميا أنه أول المتأهلين عن المجموعة الرابعة.
وقد فرض المنتخب الكوستاريكي أسلوبه على الأوروغواي، وبدا واضحا للجميع أنه قادر على مجاراة بطل العالم (4 مرات)، ففي الشوط الأول أثبت أنه ليس فريق المفاجأة، وهدد مرمى بوفون بشكل واضح، على عكس الفريق الإيطالي الذي كانت له بعض الفرص على استحياء، حتى جاء هدف المباراة الوحيد في أواخر الشوط، وفي الحصة الثانية حاولت إيطاليا العودة للمباراة، لكنها اصطدمت بتنظيم الفريق الكوستاريكي، الذي حافظ على هدفه الوحيد.
أما قمة المجموعة، فجمعت الجريحين الخاسرين في الجولة الأولى، المنتخب الإنكليزي والأورغواي، في لقاء تحتم على أحدهما الفوز به لمواصلة المشوار.
وتمكَّن سواريز، المصاب وغير الجاهز، من هزيمة رفاقه في الدوري المحلي، وسجل هدفين فريقه، ليدق المسمار الأخير في نعش المنتخب الإنكليزي، الذي ودَّع البطولة رسميا.. فمع إصرار المدرب روي هودجسون بالدخول بنفس التشكيلة والاعتماد على لاعبين في الوسط، فقد انكشف خط الدفاع للقناص سواريز، بمساعدة الخطير الآخر كافاني، لتنتهي القمة 2-1 لصالح الأورغواي.
وعلى هذه النتائج تكون إنكلترا قد ودَّعت البطولة رسميا، وكوستاريكا أول المتأهلين.
المجموعة الخامسة
صاح الديك الفرنسي بشكل أرعب جميع منافسيه في البطولة، وواصل سلسلة النتائج الكاسحة للخصوم، وهذه المرة كان ضحيته جاره المنتخب السويسري، حيث دكَّ شباكه 5-2.
وأشرك المدرب الفرنسي ديشان المهاجم جيرو كأساسي في المباراة ورأس حربة، للاستفادة من طول قامته بالكرات العرضية.. وبالفعل، كان قرارا صائبا، حيث افتتح المهرجان التهديفي برأسية لا تصد ولا ترد، ومع هذا الهدف كانت قد افتتحت الشهية الفرنسية للمباراة، وشاهدنا كيف تمكَّن الفرنسيون من خلق العديد من الفرص الأنيقة، وظهرت لمساتهم الجميلة على الكرة التي أمتعت جميع من شاهدهم، وسط استسلام واضح وغريب من السويسريين، ولترفع فرنسا رصيدها إلى 6 نقاط، ولتقترب من التأهل بشكل كبير.
أما في اللقاء الآخر، الذي جمع كلاً من الإكوادور والهندوراس، حيث تمكَّن الأول من تحقيق الفوز بنتيجة 2-1، ليصبح رصيده 3 نقاط، وليكون وضع المجموعة في الجولة القادمة يحتم على فرنسا التعادل أو حتى الخسارة بنتيجة بسيطة لتتأهل.. أما الإكوادور وسويسرا، فبإمكانهما التأهل ورفع رصيدهما إلى 6 نقاط، لكن مع الانتباه لفارق الأهداف.
المجموعة السادسة
قاد النجم الأرجنتيني ليون ميسي منتخب بلاده إلى الفوز على نظيره الإيراني، بعد أن سجَّل هدف المباراة الوحيد في الوقت الضائع من عُمر اللقاء، حيث ظهر المنتخب الأرجنتيني بشكل متواضع جدا، ولم يستحق الإيرانيون الخسارة، فقد فرضوا أسلوبهم على رفاق ميسي، عن طريق إغلاق كل الطرق المؤدية إلى مرماهم والاعتماد على الهجمات المرتدة، وهذا ما ظهر بشكل واضح في الشوط الثاني، فذاد الحارس الأرجنتيني عن شباك فريقه، وتصدَّى لثلاث فرص محققة للإيرانيين، كانت كفيلة بتقدمهم بهدف السبق، وسط حيرة نجوم الأرجنتين، فلم يتمكنوا من فك شيفرات دفاع منافسه حتى الدقيقة 91، عن طريق تسديدة متقنة من ميسي، لتنتهي المباراة به.
ميسي، ورغم قيادته لمنتخب بلاده لتحقيق الفوز الثاني على التوالي، ورفع رصيده إلى 6 نقاط كاملة، فإنه لم يظهر بشكل جيد، فقد غاب عن أغلب مجريات وأحداث اللقاء، حيث بدا واضحا عليه عدم الانسجام مع أعضاء الفريق وكذلك الإصابة، ما ترك علامة استفهام كبيرة حول مدى قدرته على قيادة «التانغو» في الأدوار القادمة.
أما طرفا اللقاء الآخر البوسنة والهرسك ونيجيريا، فقد تمكن الأخير من تحقيق المطلوب والمهم وهو الفوز بهدف يتيم، لترفع نيجيريا رصيدها إلى 4 نقاط، وتبقى البوسنة من دون نقاط، ليكون التعادل بمباراة الأرجنتين ونيجيريا القادمة يكفي الفريقين للتأهل عن المجموعة، فيما إيران تحتاج إلى فوز على البوسنة وخسارة نيجيريا لتصعد بفارق الأهداف.
المجموعة السابعة
حققت غانا أول نقطة لها، بعد التعادل المثير أمام الألمان 2-2، فدخل الفريق الأفريقي وهو مطالب بنتيجة إيجابية، لتعويض خسارته في اللقاء الأول، ولتجنب الخروج المبكر، وعلى عكسهم كان الطرف الألماني لا يزال يعيش فرحة الرباعية أمام أصحاب رونالدو (البرتغال).. وكالعادة، أحكمت ألمانيا بطريقتها المعهودة على جميع أحداث ومجريات اللقاء، حتى سجلوا هدف التقدم، وهذا ما استفز الفريق الغاني، الذي يبدو أنهم أحسوا بخطورة الموقف، وأن الخسارة ستخرجهم من البطولة، وكان ردهم على قدر المسؤولية، فقد أحرزوا هدفين متتاليين، قبل أن يدرك البديل الألماني كلوزه هدف التعادل، ليرفع رصيده إلى 15 هدفا في بطولات كأس العالم، ويتساوى مع الظاهرة البرازيلية رونالدو.
وفي المباراة الثانية، كذلك، كانت نتجية التعادل الإيجابي (2-2) حاضرة بين البرتغال وأميركا، فقد غاب رونالدو عن معظم فترات اللقاء، فهو على ما يبدو أنه بالفعل لم يتعافَ من الإصابة حتى الآن، وبهذه النتيجة يتعقد وضع المنتخب البرتغالي، حيث أصبحت له نقطة وحيدة من مباراتين، فيما أميركا ترفع رصيدها إلى 4 نقاط.
وبهذه النتائج يحتاج كل من المنتخبين الألمانيا والأميركي إلى التعادل في المباراة التي تجمعهما.. وبغض النظر عن نتيجة البرتغال وغانا، اللذين تعقد موقفهما كثيرا.
المجموعة الثامنة
حقق المنتخب الجزائري أول فوز للمنتخبات العربية منذ فوز المغرب عام 1998 على أسكتلندا، فقد استطاع رجال الجزائر هزيمة المارد الكوري 4-2، وسيطروا على مجريات الشوط الأول، من خلال ثلاثية ناصعة البياض، ليعود الفريق الكوري في الشوط الثاني، لكن في نهاية الأمر كان الفوز حليف العرب، بعد الأداء الراقي الذي قدموه في المباراة بشكل عام، ما رفع رصيده إلى 3 نقاط.
وفي حين واصلت بلجيكا سلسلة انتصاراتها في المجموعة الثامنة، وحققت الفوز الثاني لها على التوالي، وهذه المرة على حساب الدب الروسي بهدف يتيم في آخر اللحظات من عمر اللقاء، لترفع رصيدها إلى 6 نقاط، وتعلن رسميا تأهلها للدور القادم.
وبذلك، تكون حظوظ الجزائر قائمة بالتأهل.. فبعد أن ضمنت بلجيكا تأهلها تحتاج الجزائر إلى التعادل فقط أمام روسيا، بشرط خسارة كوريا من بلجيكا، ولكن في حال فوز الجزائر، فهي ستضمن الصعود، من دون النظر إلى نتائج الآخرين.