تقرير: لبنان يعود إلى دائرة الاستهداف الأمني

لبنان مازال في دائرة الصراع
لبنان مازال في دائرة الصراع

بيروت – «الطليعة»:
في ظل فراغ رئاسي موصوف، وإشكالات سياسية واقتصادية ومطلبية، ووضع اجتماعي قابل للانفجار، عاد لبنان ليدخل مرحلة أمنية جديدة، عمادها التفجيرات الانتحارية وحراك الخلايا الإرهابية، وقد تزامن التفجير الانتحاري واعتقال الخلية المشتبه بها في أحد فنادق بيروت صبيحة يوم الجمعة الماضي (20 يونيو الجاري)، مع تشدد الإجراءات الأمنية في الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله. وكان قد سبق ذلك بأيام عودة المعارك إلى مناطق القلمون السورية، وهي المنطقة التي اتهمها حزب الله بأنها مصدر السيارات المفخخة التي انفجرت في الأشهر الأخيرة في لبنان.

وبالإضافة إلى الأجواء المتفجرة في المنطقة عموما، من سوريا إلى العراق وليبيا واليمن، وغيرها من مناطق قابلة لمزيد من التفجيرات والانفجارات الإرهابية، جاء التفجير الأخير، ليرصد تحركات الخلايا الإرهابية بعد 48 ساعة على تأكيد وزير الداخلية اللبنانية، نهاد المشنوق، عدم وجود خلايا لتنظيم «داعش» في لبنان، فيما المنطقة المحيطة تشتعل بمزيد من الصراعات الطائفية ذات المنبع والمصب الواحد، وخصوصاً مع تطور الأحداث في العراق.
وفي معلومات كشف عنها في يوم التفجير، علم أن الانتحاري هو مجرد فرد من مجموعة كانت تنشط في «قضاء عاليه» – شرقي بيروت، وعندما شعرت بمراقبة أمنية لها، قررت الانتقال إلى البقاع.
وأضافت المعلومات أن سيارة الانتحاري ومواصفاتها كانت في حوزة حاجز قوى الأمن الداخلي، وكانت ملاحقة من قِبل القوى الأمنية.

وربطت مصادر أمنية بين التفجير ومعلومات سابقة عن وجود أربع سيارات مفخخة في لبنان، تقوم الأجهزة الأمنية بملاحقتها، وقد فقدت الأجهزة الامنية منذ أيام خط مسار هذه السيارات.
سبق التفجير مداهمات نفذها «فرع المعلومات» في قوى الأمن الداخلي اللبناني بمنطقة الحمراء في بيروت، ألقي القبض خلالها على 15 مشتبهاً به، وذلك ضمن مجموعة كانت تُعدّ لأعمال أمنيّة، الهدف منها إعداد «ضربة كبيرة» في بيروت، عبر تفجير عدة أهداف بشكل متزامن.

وقد أدلت المجموعة باعترافات أدت إلى توقيف مجموعة أخرى.

 وكانت معلومات إعلامية ذكرت أن أوساط حزب الله السياسية والأمنية، أشاعت قبل أيام معلومات مفادها وجود خلايا إرهابية، تحضّر لأعمال أمنية في بيروت والضاحية الجنوبية للعاصمة، حيث أوقف الحزب ثلاثة أشخاص للاشتباه بهم في التحضير لعمل إرهابي في محيط مستشفى الرسول الأعظم، بالقرب من طريق المطار، كما اتخذ الحزب إجراءات أمنية مشددة عند مداخل الضاحية، وفي منطقة البقاع في محيط بلدة عرسال، إذ عادت أخيرا المظاهر المسلحة إلى تلك المنطقة البقاعية، حيث انتشرت عناصر الحزب، وأقامت حواجز لتفتيش الخارجين من عرسال باتجاه بلدة اللبوة وسائر البقاع.

بعد هذه العملية التفجيرية والأمنية، يكون اللبنانيون قد عادوا إلى عهد الخوف والرعب والتحسب من انفجار هنا أو هناك، بعد أن عاشوا أياما قليلة في شبه اطمئنان إلا أن الخطة الأمنية التي نجحت جزئيا منذ بدأ تطبيقها في إبريل الماضي، يمكن أن تأتي أكلها، إلا أن ما يجري في سوريا والعراق اليوم، يؤثر أيما تأثير في مجريات ومعطيات الوضع اللبناني المتأزم أصلاً على كل الأصعدة.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.