سامي المانع : تحالف «حشد» والفهد.. جريمة!

سامي المانع
سامي المانع

التحالفات «حلال» في العمل السياسي، وهي إما لتحقيق أجندة خاصة وإما لخدمة أهداف وطنية.. لو الشيطان الرجيم أتى وأهداني وثائق تدين الخصوم العابثين في الأرض لن أتردد بقبولها منه، لأقلب الطاولة أو أكسرها على رؤوس المفسدين، وبالذات عندما تكون الأبواب موصدة أمام مواجهة السلطة التي غيرت قواعد اللعبة، واحتلت كل المداخل والمخارج السياسية قسراً.

خصوم «حشد» يعيبون عليها التحرُّك وفق أهواء أحمد الفهد، ووفق ما تقتضيه مصلحة «الشيخ»، ونحن نقول لا بأس.. الفهد يستخدم المعارضة والمعارضة تستخدمه، المعادلة متوازنة والخصم واحد والمصلحة واحدة، ولن يستمر هذا التناغم للأبد.. هكذا هي السياسة وطبيعة الأشياء، فلماذا كل هذا الجزع؟!

الغريب في هذا أن التحالف الوطني الديمقراطي مثلاً في عهد ناصر المحمد كان يمتلك خطوطا ساخنة مع كلٍ من ناصر المحمد وجابر المبارك وأحمد الفهد، والتحالف الوطني الإسلامي (الجمعية الثقافية الاجتماعية) متحالف مع السلطة منذ ٢٠٠٨، والسلف وآخرون مارسوا ويمارسون ذلك وكلهم غير راضين الآن عن براغماتية «حشد – الفهد».

تجمع ساحة الإرادة بالأمس وما سيأتي بعده من تحركات لم ولن يعطل شيئا، لأن البلد معطل أصلاً، ولن يلهينا عن صناعة القنبلة الذرية مثلاً، فشاهد عزيزي المواطن واستمع واستمتع وتفكّر بنفسك، وإن كانت «حشد» لا تملك شيئاً ولم تقدم شيئاً نرجع إلى ثكنات «التحلطم» ونحيي حزب «الكنبة» من جديد، ويا دار ما دخلك شر!

وفي النهاية.. إن كان هناك طرف يمتلك بديلا حركيا أو مشروعا سياسيا شاملا محترما فليتفضل، وإلا، فإن «حشد» أو المعارضة هي من تمتلك خشبة المسرح السياسي الشعبي الآن، وستبقى نجم الشباك الأوحد، وعلينا أن نراقب عرضها المسرحي ونقيمه.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.