
كتب محرر الشؤون الخارجية:
يسعى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بكل طاقته وقدرته، إلى فتح قنوات حربية، علها تستطيع تسيير المصانع العسكرية في فرنسا.. تحرك ضمن إطار سياسي ينمو نحو ما يشبه اليمين المتطرف على الساحة الدولية.. لذا، يعلن في سياسته التوجه نحو الحروب، وقد كانت فرنسا الدولة الوحيدة التي أيَّدت المساعي لقيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، بعد تواتر الأنباء غير المؤكدة في أغسطس من العام الماضي عن استخدم النظام في سوريا الأسحلة الكيماوية في ريف دمشق.. وقتها صرَّح هولاند عن تأييده توجيه ضربة عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة على أهداف في سوريا، بخلاف حليفة الولايات المتحدة، بريطانيا، التي لم تؤيد تلك الخطوة.
الرئيس الفرنسي قام بزيارة دول إقليمية وفي جيبه قائمة الأسلحة الفرنسية التي وضعها تحت الطلب، مع عقد بعض الصفقات مع دول إقليمية، ولكن هذه الصفقات لم تحل الكثير في الأزمة الاقتصادية الفرنسية.
استدعى ذلك، وبعد الفشل الذريع الذي مُني به الحزب الاشتراكي في الانتخابات البلدية، إلى تغيير رئيس حكومته، ودعوة رئيس الحكومة الحالية (مانويل فالس) الذي منذ أن بدأ ولايته، قام بإعداد مشروع تقشفي يطول حتى المتقاعدين ومتلقي المساعدات الاجتماعية، لعل وعسى تتم معالجة الأوضاع الاقتصادية بقدر ما من المليارات من اليورو.. وبعدها وفي الشهر الماضي تلقى أيضا صفعة أخرى، عندما فاز حزب الجبهة الوطنية اليميني بأصوات في البرلمان الأوروبي بنسبة تفوق ما حصل عليه الحزب الاشتراكي.. الذي يُعد من أقدم الأحزاب الفرنسية.
شعبية متدنية
شعبية هولاند الرئاسية وصلت منذ أشهر إلى 20 في المائة من نسبة الرضا بين الفرنسيين، وهي نسبة لم يصلها قط رئيس في الجمهورية الخامسة.. ومع هذه السياسة الأقرب لليمين الاستعماري المتطرف، ظهرت نسبة جديدة هذا الأسبوع، عندما أظهرت نتائج استطلاع للرأي العام الفرنسي، أن هناك 3 في المائة فقط من الفرنسيين يجدون هولاند متأهلاً للانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2017.. أمر ما يشبه فقدان الشعبية المطلقة للرئيس الذي وصل إلى درجة من الحضيض في الاستفتاءات الفرنسية، ولن ينعكس هذا الأمر على المستوى الشخصي لهولاند فقط، بل حتى على الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي بدأ بالانحدار، سواء على المستوى المحلي الفرنسي أو الأوروبي.. وهذا ثابت من واقع الانتخابات البلدية والبرلمان الأوروبي. لاتزال السياسة الفرنسية مباشرة من هولاند أو وزير خارجيته فابيوس بالنفخ في نيران مناطق التوتر والبلدان الإقليمية الثرية، لعلّ وعسى يستطيعان تسيير، ولو قدر بسيط، من الصفقات العسكرية.