
لأصابعهم حكايا: زاوية تطل عليكم في الصفحة الثقافية، وهي عبارة عن دردشة ثقافية قصيرة مع أحد المبدعين.
حوار هدى أشكناني:
طلال سالم، شاعر وإعلامي إماراتي، قام بتقديم عدة برامج إذاعية وتلفزيونية، كما شارك في العديد من الأمسيات الشعرية والمنتديات، وهو الآن مسؤول نادي الشعر في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أصدر مجموعات شعرية، منها: «حتى تعود»، «خرير الضوء»، «برزخ الريح»، كما أصدر «إماراتي في نيجيريا»، وهو أشبه بأدب الرحلات، وحاز أكثر الكتب مبيعا.. وهنا نص الحوار:
● هل تعتقد بأن الشعر قادر على الصمود أمام متغيّرات الحياة؟
– الشعر يتجدد ما تجددت الحياة، ويبقى أملنا في أن يجد أو نجد له ما يشكله من جديد في أرواحنا، ليصل إلى قلوب الناس، كما في السابق، ويخرج من عزلته في قلوبنا إلى العالم، كفراشة ترى النور من جديد.
● برأيك، ما الذي يميز الشعر بمنطقة الخليج عن غيرها في الدول العربية؟
– روح الإنسان الخليجي تخرج من الصحراء للحضارة، وللحياة روح محلقة تنسجم وتأخذ من الإرث العربي، لتواكب كل ما هو جميل وجديد، وربما لنا مفرداتنا الخاصة التي ترتبط بالبحر، بالبيئة التي لا نخرج منها، مهما كنا محدثين في مفرداتنا وحياتنا العصرية.
● هل أنت مع ترجمة النصوص للغات أخرى؟
– معها، لتصل للآخر، ولكنها تبقى قاصرة، لأنها تتشكل بروح المترجم، وربما تنتج قصيدة أخرى خارج النص الأصلي، لكننا نحتاجها لنخرج القصيدة العربية من صورتها في العالم، ولتواكب ركب الإنسانية، بعيداً عن الغنائية والفكرة السائدة عن قصائدنا، لأننا نحمل الكثير، وربما نستحق أن يرانا الآخر.
● إلى أي مدى يؤثر الحب في كتابتك؟
– الحب كل شيء في الكتابة، بلا حب لا تلتئم الحروف ولا ترسم الصور ولا يتوازن الخيال.. بلا حب كيف تتشكل الأحاسيس لتولد القصائد؟ وأكبر الحب ما كان انسجاماً مع الحياة بكافة تفاصيلها وفلسفاتها ورؤاها.
● كيف وجدت تجربتك في «إمارتي في نيجيريا»؟ وهل تفكر في خوض التجربة مرة أخرى؟
– التجربة على صعيدين، صعيد السرد الذي أتاح لي مساحة أكبر من القصيدة والاختزال والمحاولة في الإسهاب والتعبير بحرية أكثر، والصعيد الآخر هو إنسانية الرحلة واغتراب الإنسان وتآلفه مع المتغيّرات وتقبله للآخر، وربما تأتي الفرص مجدداً، لنكتشف الحياة أكثر، ونكتشف أنفسنا وحروفنا ولم أصد هذه الفرصة.
● كثرة الأمسيات الشعرية.. هل هي دليل على أن الشعر بخير؟
– لا طبعاً، ربما هي محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذة.. وجود الحضور عليه علامة استفهام، والجهات المنظمة وأغراضها وصدقها أيضاً، ربما نحتاج إلى أمسيات خارج المألوف في المقهى، في الصحراء، على البحر تكون مفعمة بالحياة والصدق خارج الرسميات.
● ما الذي تحاول الوصول إليه؟
– أحاول الوصول إلى طلال الطفل قبل أن تتراكم عليه الأفكار والمؤثرات.. أحاول أن أعود إليّ من كل شيء، وأعيد اكتشافي.
● متى يقف طلال أمام المرآة ويعترف؟
– هي مرآة السيارة التي تصادفني في كل مرة أكون أمامها وحدي، وربما يتملكنا الاعتراف في لحظات الخوف والأحاسيس الجامحة التي نعود منها إلى الكلام من الصمت.
● آخر كتاب قرأته؟
– مجموعة شعرية لصديقي الشاعر سالم الزمر.. ولو أننا نشتري الكثير من الكتب ونضعها بجانبنا، ونتمنى أن نملك وقتاً لقراءتها .
● متى سنرى لك إصدارا جديدا؟
– خلال سنة من الآن بإذن الله.. ولعلها تجربة سردية أخرى.