ليبيا وأوكرانيا تتلاعبان بأسعار النفط

سوق-النفطكتب محرر الشؤون الاقتصادية:
على مدى الأسابيع الماضية، تلاعبت التوترات السياسية في كل من أوكرانيا وليبيا بأسعار النفط، بين الارتفاع تارة، والهبوط تارة أخرى، وظلت الأسعار طوال الفترة الماضية تتأرجح، من دون أن يستطيع أحد التكهن بما ستؤول إليه مستقبلا.. فبعد ان بدأت الأسواق تتأقلم مع الأزمة الأوكرانية، وتشهد ثباتا في الأسعار، اشتد الصراع في ليبيا، ليدفع بالأسعار إلى الارتفاع مجددا، بعد أن تراجعت قليلا مطلع الأسبوع الماضي صوب الـ 108 دولارات للبرميل.

وارتفع سعر العقود الآجلة لمزيج النفط الخام «برنت»، مقتربا من الـ 110 دولارات للبرميل نهاية الأسبوع، وقفز سعر العقود الآجلة للنفط الأميركي الخام الخفيف إلى 102.02 دولار للبرميل، بعد أن اتضح أن تعافي إمدادات النفط الليبية لم يعمر طويلا، وساهمت التوترات في أوكرانيا أيضا بجزء في الارتفاع .

ورغم إعلان ليبيا في وقت سابق أن حقول النفط وخطوط الأنابيب في غرب البلاد جاهزة لإعادة فتحها بعد التوصل إلى اتفاق مع المحتجين، وهو ما قد يزيد إنتاج الخام الليبي بمقدار 500 ألف برميل يوميا، ليعود إلى مستواه العام الماضي الذي بلغ 1.4 مليون برميل يوميا، فإن المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا عادت لتعلن أن المحتجين أغلقوا حقل «الفيل» مجددا، ولايزال حقل «الشرارة» مغلقا، وهو ما أدَّى إلى انخفاض إنتاج البلاد إلى نحو 200 ألف برميل يوميا، وبلغ إنتاج حقل الفيل قبل إغلاقه 85 ألف برميل يوميا وينتج حقل الشرارة عادة 340 ألف برميل يوميا، وكان الاتفاق مع المحتجين يقضي بإعادة فتح حقول الشرارة والفيل والوفاء الغربية وخطوط الأنابيب التي تربطها بميناء الزاوية.. أما التوترات في أوكرانيا، فكان تأثيرها محدودا على الأسعار، ويبدو وكأن الأسواق تأقلمت مع هذه التوترات واستوعبتها وتكيفت معها.

ورغم أن المملكة العربية السعودية طمأنت الأسواق، بقولها إنه إذا قررت روسيا قطع إمدادات الغاز، فقد تحصل الأسواق بالفعل على سيل من المعروض على صعيد النفط قد ينبئ بانخفاض الأسعار (لأن ذلك سيؤدي على الأرجح إلى ضخ كميات كبيرة)، وقول وزير البترول السعودي علي النعيمي إن المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم ستتدخل لتغطية أي نقص محتمل في المعروض، بسبب الأزمة الأوكرانية، إلا أن الأسعار تأثرت بالتوترات الليبية وارتفعت مجددا.

ولولا سعي العراق لزيادة إنتاجه بشكل كبير خلال الفترة الماضية، ومن ثم زيادة المعروض في الأسواق، لارتفعت الأسعار بشكل كبير جدا، فقد زاد العراق إنتاجه إلى 3.5 ملايين برميل خلال مارس الماضي، وهو يُعد ارتفاعا كبيرا قياسا بالإنتاج العام الماضي.

وتجاوزت مستويات إنتاج النفط الخام في العراق لشهر مارس الماضي 3.5 ملايين برميل يوميا ومعدلات التصدير بلغت 2.8 مليون برميل يوميا، ويعمل العراق حاليا على مد خط أنابيب جديد لتصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي بطاقة مليون برميل يوميا، وخط آخر مزدوج عبر الأراضي السورية والأردنية بطاقة 2.2 مليون برميل يوميا، من أجل رفع إنتاجه إلى معدلات أكبر من التي وصل إليها، وتوفير مرونة لتصدير النفط العراقي والوصول إلى أسواق مهمة في العالم.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.