
كتبت حنين أحمد:
رأى المؤسس والمدير التنفيذي لقطاع التكنولوجيا في شركة «كواليتي نت» بشار العبدالهادي، أن المبادرة دائماً تكون موجودة أو منشأة، انطلاقاً من حاجة كيانها غير الموجود في المكان، فيراها المبادر فرصة تجارية، فيقدم على المبادرة بشيء يبرع هو فيه ويقدمه بطريقة أفضل، مشيراً إلى أن المبادر ينطلق من هواية واهتمام في مجال معيَّن ويبدع بشكل دائم في شيء يحبه.
ولفت في حديثه مع «الطليعة»، على هامش الحلقة التفاعلية «المبادرة والابتكار.. لمستقبل أفضل» التي أقيمت في جمعية الخريجين، إلى أنه من المعايير الخاصة والرئيسة لنكون مبادرين، تتمثل في الاهتمام بالمجال الذي نكون فيه ونحبه، مؤكداً أن عامل الأسبقية مهم جداً في الخدمة التي يقدمها المبادر، من خلال التركيز على تقديم خدمات مشابهة للمجال نفسه بطريقة مميزة.
وحول ما إذا كان الشباب الكويتي مبادرا، أكد العبدالهادي أن الشباب الكويتي مبادر، وخصوصاً بعد قانون دعم العمالة الوطنية وصناديق دعم المشاريع الصغيرة، التي نتج عنها مشاريع مميزة في جميع المجالات، وخصوصاً في السنوات الخمس الأخيرة، مشيراً إلى أن أكثر المجالات التي يبدع بها الشباب هي التكنولوجيا، فضلاً عن الطعام.
وبيَّن أن التكنولوجيا ساهمت بشكل كبير في التواصل مع «الفرانشايز» والاطلاع على المعلومات بسهولة، وكذلك ممارسة التجارة، من دون صعوبات، مؤكداً أن استنساخ وتقليد فكرة معينة يدخل ضمن المبادرة والابتكار، لأن السوق الحالي يختلف اختلافاً جذرياً عن الأسواق العالمية، فهناك مشاريع تم تعريبها ونجحت نجاحاً مذهلاً في المنطقة العربية، وما ساعد على نجاح الفكرة، هو إضافة الطابع المحلي إليها.
الأكثر إبداعاً
وعمَّا إذا كان الشباب أكثر إبداعاً من الفتيات، أكد أنه لا يوجد فرق بين الشاب والشابة، فهناك مجالات حكر على الشباب وأخرى على البنات، وفي التخصصات المتشابهة نرى تنافس البنات والشباب، وما ساعد على الإبداع، هو توافر البيئة الكويتية، والدليل عدد المشاريع والمبادرات والابتكارات الكثيرة.
معايير الإبداع
واعتبر أن عامل الذكاء يلعب دوراً كبيراً في النجاح بشكل أفضل، من خلال كيفية إيصال المعلومة وتطبيق الفكرة في الكويت، لافتاً إلى أن الدعم المادي، سواء عن طريق الأهل أو الحكومة مهم جدا لبدء أي مشروع صغير.
وأكد أن المعاملات الورقية تلعب دوراً سلبياً في تأخير الشباب المبادرين، داعياً الوزارات المعنية إلى إبداء المزيد من المرونة ومنح تسهيلات إضافية لهم.
وتطرَّق العبدالهادي في الحلقة النقاشية إلى تجربته في المشروعات الصغيرة، قائلاً إن «تجربتنا في العمل، بدأت في عام 1997، كأول شركة في خدمات استضافة المواقع، حيث نوفر خدمة لم تكن موجودة بالكويت، ولها حاجة ماسة»، مشيراً إلى «أهمية الاختيار الفريد للعمل المراد تقديمه للسوق المحلي».
عوامل النجاح
واعتبر أن من أهم العوامل التي أدَّت للنجاح، هي السؤال من أجل المعرفة، لافتاً إلى أن صاحب فكرة أي مشروع لابد أن يطرح أسئلة، لمَ هذا المشروع؟ وهل هناك منافسة في السوق؟ وما الهدف الرئيسي من القيام بالمشروع؟ حتى تتضح له الصورة قبل الإقدام على تنفيذه.
ورأى أنه في بداية أي مشروع، لابد من التركيز على الخدمات المقدمة للسوق، مبيناً أن الشركة كانت تقدم خدمات مختلفة، ما أثر في خطوات عملها، وشتت الجهود، لذلك اتخذ قراراً في الشركة بإلغاء جميع الخدمات التي ليست لها علاقة بالخدمات المقدمة، والتركيز على ما يعرفه، وكانت هذه نقطة النجاح.
ولفت العبدالهادي إلى أن قرار إدخال الشركاء في الشركة، ورغم معارضة الآخرين، ساهم في الانتقال للمرحلة الجديدة، مبيناً أن من عوامل نجاح أي فكرة تكمن في تجربتها أكثر من مرة حتى تنجح، والتركيز على الخدمات المقدمة للسوق المحلي حتى يتم تقديمها بشكل أفضل، داعياً إلى تجزئة الصعوبات، حتى يتم التغلب عليها بأسهل الطرق.
مجهود وقرار شخصي
من جهته، كشف المؤسس والمدير التنفيذي في شركة «غالية تك»، عبدالرزاق المطوع لـ«الطليعة»، أن المبادرة هي مجهود وقرار شخصي بالتحرر من التبعية والانحسار في وظيفة واحدة، كأن يقرر المبادر «بأنني لست تابعاً لأحد، فأرى ميولي ورغباتي وعلى أساسها أقدم على الاختيار للمجال الذي أحبه ومن ثم تطويره».
وعمَّا إذا كانت المبادرة بشكل فردي أفضل من الجماعي أم العكس؟ قال: وفق الأفكار، فهناك أفكار لا تحتمل أن تكون جماعية، وأخرى لا يمكن تطويرها، إلا من خلال الجماعة.. وشخصياً أفضل أن تكون جماعية، لأن فرص نجاحها أكبر.
وأكد أن الشباب الكويتي من أكثر الشباب العربي ابتكاراً ومبادرة، مشدداً على أن من أهم معايير المبادر التحلي بالثقة الكبيرة بالنفس ومعاملة الصعاب بقوة.
واعتبر أن سرعة نشر الأخبار مطلب ضروري، لمواكبة التطور التكنولوجي، وأن نشر الأخبار عن طريق الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أفضل الوسائل، موضحاً أنه في بداية مشروعه كان يُقال له «اللي قاعد تسويه غلط»، لأن مشاريع «الميديا» لم تكن ذات مجال معروف محلياً.
وأشار المطوع إلى أهمية الاقتناع بالعمل الذي يرغب الشخص فيه.
المشاريع الصغيرة والمتوسطة
إلى ذلك، بيَّن م.خميس المطيري في الحلقة النقاشية أهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ولاسيما أن اقتصادات دول عدة قائمة على تلك المشروعات، لما لها دور في تعزيز اقتصاد وتنمية الدول.
ولفت إلى الدور المحوري الذي تلعبه المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مساهمتها بخلق التنويع في الاقتصاد، بالإضافة إلى خلق فرص عمل ووظائف وخاصة للشباب وتعزيز روح المبادرة والإبداع لديهم، مشيراً إلى اهتمام العديد من دول العالم بتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وكشف المطيري أن 68 في المائة من فرص العمل والوظائف تساهم فيه وتوفره المشاريع الصغيرة والمتوسطة في بعض الدول، وقال: بالمقابل، في الكويت 90 في المائة من الميزانية قائمة على أسعار البترول، والوظائف الحكومية هي الأكثر جذباً.
وأوضح أن أسعار النفط تخدمنا الآن، للمحافظة على أسعار معينة، لكن في الآونة الأخيرة بدأت إيران والعراق تنافس على السوق الرئيسي، داعياً إلى تلافي الاعتماد على البترول كمصدر رئيسي «لأن الظروف الحالية من الأسعار تخدمنا، ولكن هل تستمر الظروف معنا في المستقبل؟».
وأكد أن قدرة الحكومة على التوظيف ستواجه مشكلة، والمشكلة هذه لا تكمن فقط في القطاع الخاص، وإنما أيضاً في القطاع الحكومي، وهي مشكلة جدية يجب أن نركز عليها من أجل المستقبل.
وختم المطيري قائلاً: هناك غياب لروح المبادرة بالكويت، فيما هي موجودة في دول شقيقة، كالإمارات والمملكة العربية السعودية، ومشكلاتنا الكبيرة هي في البيروقراطية، بما يخص المشاريع الصغيرة والمتوسطة.