الاستحقاق الرئاسي اللبناني.. التسويات السياسية تراوح مكانها

بيروت – هازار يتيم:
لايزال الفراغ يتقدَّم على كل الاحتمالات في لبنان، وتؤكد كل المؤشرات أن لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور وحتى 25 مايو الموعد الدستوري لانتهاء مهلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

بدأ العد العكسي للاستحقاق الرئاسي اللبناني، ولاتزال الأمور غير واضحة حيال الاسم الذي سيتولى سدة هذا المنصب، وخصوصاً أن الأجواء التي سادت أخيراً في المجلس النيابي على هامش الجلسة الأخيرة لم تكن مشجعة، وأوحت أن التباعد ما زال كبيراً، وتلزمه تدخلات دولية، لتقريب المسافات، في ظل الانقسام الحاصل داخل المجلس النيابي.

ورغم الانقسام الحاصل في الخفاء، تشدد كل الكتل النيابية في تصريحاتها العلنية على ضرورة القيام بكل الجهود، لمنع الفراغ والتحذير منه، وضرورة التوافق على انتخاب رئيس جديد في المهلة الدستورية، حيث برز كلام لرئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، شدد فيه على ضرورة إجراء الاستحقاق في موعده الدستوري، وتضافر الجهود بين كل اللبنانيين، لتفادي الوقوع في الفراغ.

تواصل الحوار

وفي الوقت الذي أكد فيه الحريري حرصه على إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده، لا تزال الاتصالات التي أجراها الوزيران المقربان من رئيس كتلة «التغيير والإصلاح» ميشال عون، جبران باسيل والياس أبي صعب مع الحريري في باريس تراوح مكانها، وكشفت أن الأمور لا تزال غير محسومة بين الطرفين، وإن كانا قد حرصا على إبقاء التواصل بينهما، لكن مصادر «التيار الوطني الحر» أكدت أن ما تم تسريبه في بعض الصحف عن أجواء سلبية رافقت الاجتماع الباريسي، لم يكن دقيقاً، وأن الطرفين اتفقا على استمرار الحوار والجلسات المستمرة بينهما منذ أشهر.

التقارب العوني- الحريري

هذا التقارب العوني- الحريري، قابله استمرار رفض قوى الثامن من آذار ترشيح سمير جعجع لمنصب رئاسة الجمهورية، حيث أشارت مصادر في قوى 8 آذار إلى أن الوضع باستمرار ترشيح جعجع للرئاسة، وتأكيد الحريري على تأييده، يكشف عن الاتجاه ببقاء الأزمة، والسير نحو الفراغ الرئاسي.

كما أشارت معلومات مؤكدة إلى أن الوزير وائل أبوفاعور من كتلة رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط عاد من السعودية من دون أي نتيجة، إذ إنه لم يحصل على أي موقف سعودي جديد في شأن الاستحقاق الرئاسي سوى تجنب اتخاذ أي موقف أو الدخول في الأسماء حتى الآن على الأقل. ومن المنتظر أن يواصل رئيس مجلس النواب نبيه بري تحرُّكاته ومشاوراته في الفترة التي تفصل عن الجلسة القادمة يوم الأربعاء في 7 الجاري.

اتصالات خارجية

وفي ظل التغيير الداخلي، فإن الأنظار تتجه إلى الخارج و8 و14 آذار ينتظران حركة السفراء، وتحديداً حركة العاصمة الفرنسية، حيث تعقد لقاءات بعيدة عن الأضواء واتصالات فرنسية مع السعودية وإيران، فيما يتوقع أن يزور السفير الأميركي ديفيد هيل الرياض، لبحث هذا الملف، لكن لا شيء ملموساً حتى الآن يوحي بحصول خرق جدي.

وكان لافتاً الاتصال الذي تلقاه وليد جنبلاط من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والتأكيد على إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده، وحرص فرنسا على حصوله. وفي ما يتعلق بموقف موسكو حيال الاستحقاق الرئاسي، أكد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين، أن هناك تأثيراً للأطراف الإقليمية والدولية في قضية الاستحقاق، لكنه أشار في المقابل إلى أنه مقارنة بالمرحلة السابقة، يبدو أن هناك توجهاً لصنع رئيس في المطبخ اللبناني، نظراً لظروف عدة، أبرزها رغبة الأطراف الخارجية بعدم التعمق بكواليس هذه اللعبة.

لا تسويات

أما بالنسبة إلى جلسة 30 أبريل، فكما كان متوقعاً، لم يكتمل النصاب وقرع الجرس داخل مجلس النواب على 76 نائباً، ثم مدد الرئيس بري الوقت لنصف ساعة ولم يكتمل النصاب، عندها حدد جلسة ثالثة في 7 مايو. إذن، بعد كل ما تقدَّم، يتضح أن لا تسويات حتى اللحظة، من أجل إنقاذ الجمهورية من الفراغ الرئاسي، فـ»14 آذار» وللجلسة الثانية، استمرت بخوض المعركة برئيس حزب القوات سمير جعجع، و»8 آذار» لا تزال تنتظر العماد ميشال عون لإعلان ترشيحه المتوقف على ضمان أصوات نواب من الفريق الآخر.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.