
كتبت حنين أحمد:
أكدت المشرفة على ملتقى «نادي إبداع الثقافي الأدبي»، أفراح الهندال، ضرورة الكتابة، وألا تمر أفكارنا مرور الكرام، بل تدوين كل فكرة، لأنه إن لم تكتب ستختفي.
ورأت خلال ورشة عمل من نشاط «مقلمة»، أقيمت في مقر رابطة الشباب الكويتي بعنوان «ورشة الكتابة الآنية.. سنحاور الأشياء الصديقة ونصادقها»، أن الهدف من هذه الورشة، هو استخدام المجاز وابتكار أفكار خارجة عن المألوف وبعيدة عن التقليدية، فضلاً عن ضرورة الاعتماد على الطبيعة، وتأمل تفاصيلها، ومراقبة الكائنات الصغيرة وتأمل أصواتها بروح متجلية و«هذا هو أساس الشعر الهيكو الياباني، في حين أن الشعر الحديث يعتمد على أشياء مادية».
وبينت أن الغاية كذلك، هي الانتباه إلى الأشياء التي تفوتنا، بغض النظر عن الشمس والقمر، اللذين يشكلان أساس الفكرة للعديد من المواضيع، داعية إلى ضرورة التخلص من الشعر التقليدي والإملاء.
ولفتت الهندال إلى أن هناك بعض الأشخاص يجدون لحظة إبداعية أو فكرة عند النوم أو في النادي أو في السيارة، فيما البعض الآخر قد يجدها عند الاستحمام، أو لدى شعوره براحة نفسية كبيرة.
وطالبت بأن «نكون خطيرين» في أفكارنا، مشيرة إلى أن هناك مادة للقانون في إيران اسمها التفكير الشيطاني وعليها عقوبات.
واعتبرت أنه لا يمكن توقع ما يمكننا فعله، فهناك أشخاص يملكون طاقات داخلية كبيرة، ويجب أن نعرف اللحظة التي نصيد فيها الفكرة، داعية إلى ضرورة إحداث المزيد من الضجيج، من خلال استحداث فكرة، ولاسيما أن من قاموا بتغيير العديد من الأمور طلعوا بفكرة مختلفة.
ورأت أن هناك العديد من الأشياء الصغيرة والبسيطة التي تعني الكثير بالنسبة لنا والآخرين، مطالبة بضرورة إعادة العلاقة وتجديدها مع الأمور التي لا نحبها، موضحة أنه يجب أن نقترب ونتناغم مع الأشياء الصغيرة المحيطة بنا، لنصبح في حالة تآلف معها.
ولفتت إلى أنه من الأمور التي تساعد على الإبداع قراءة العالم، متسائلة: أيهما الأقرب غلى الإبداع.. من يقول لا أعرف أو الذي يعطي احتمالات؟ الجواب طبعاً من قال لا أعرف، مشيرة إلى أن المبدع ليس لديه حقيقة ثابتة وجامدة، وكل الأمور التي يرثها، لديه نظرته الخاصة لها.
مفهوم الإبداع
وفي ما يتعلق بمفهوم الإبداع، أشارت الهندال إلى أنه نتاج عقلي معرفي ونفسي، وكذلك نتاج عملي تطبيقي سلوكي بيئي وعمل تمتزج فيه الذات والموضوع والفرد والبيئة الاجتماعية والطبيعية، لافتة إلى أنه ينتج في العادة عن الاقتراحات، أفكاراً وأداءً خلاقاً.
وتساءلت: هل العلم جعل الحياة أسهل؟ يجب أن نكون في المجهر ونرى العالم بصورة ثابتة، لأنه كلما ازداد جمالاً ازداد غموضاً في الوقت نفسه، وخصوصاً أن الحالة الإبداعية تستلزم التفكير المستمر.
التفكير الإبداعي
وأوضحت أن كل إنسان يعرف نقاط ضعفه وقوته، وعندما يلجأ إلى الآخرين، فهذا يعني حاجته الدائمة للحوار معهم، والكتابة جزء من هذا الحوار الإنساني والاجتماعي.
وبينت أن عنصر الطلاقة يتطلب عدم وضع حد والوقوف عنده، وهو يتكون من طلاقة اللغة والتداعي والفكر والأشكال، «فمثلاً أشكال الغيوم هي عبارة عن تجمع أفكار كتخيل اسم الله عليها».
مستويات المرونة
ولفتت إلى أن هناك أنواعاً عدة من المرونة:
– المرونة العفوية، وتتمثل بقدرة الفرد على إعطاء أكبر عدد ممكن من البدائل المشابهة، كإبداع أفكار وأشكال لتسهيل عملية التخزين.
– المرونة التكيفية، وتكمن في تقمص حالة معينة أو نصبح شخصاً آخر للتخلص من مشكلة ما.
ودعت إلى ضرورة المحافظة على عنصري الدهشة وحب الحياة.
معوقات الإبداع
وأشارت إلى أن هناك العديد من المعوقات التي تعيق الإبداع، ومنها:
– معوقات نفسية، وتكمن في عدم الثقة بالنفس ومقاومة التغيير وغياب شجاعة الإبداع والخوف من الظهور بمظهر غير الفاهم.
– معوقات فكرية، ومنها الرقابة وعادات التفكير النمطية.
– معوقات بيئية، ومنها جهل أو تجاهل دلالة مفهوم الإبداع، وتشجيع الاستهلاك والعرض والطلب، واستخدام عبارة هذا عيب.
واعتبرت أن اللجوء إلى أسلوب الضرب، هو مقتلة لإبداع الأطفال وكذلك السخرية التي تعيق الإبداع، فضلاً عن جو الإدارة الرديء من أسرة وعمل.
وشددت على أن أهم معوق للإبداع، هو التفكير في النتائج وليس الإبداع بحد ذاته.
تقنيات الإبداع
وبينت أن من التقنيات الرئيسة للإبداع، هي تحديد الهدف والقصد وبناء المهارات وتشجيع تبني مجال معين للمعرفة واستثماره، ومكافأة الفضول والاستكشاف وتنمية شجاعة الإبداع وتحمُّل المغامرة وتشجيع المنافسة.
التفكير الإبداعي
وبالنسبة لعمليات التفكير الإبداعي، كشفت أنها تتمثل في أمرين:
– التعويض: الحصول على شيء بديل عوضاً عن المألوف وطرح السؤال التالي: ما الذي يقوم مقام….؟ مع وضع بشكل دائم سؤالاً تعويضياً.
– الربط: اكتشاف الرابط بين الأشياء، وخصوصاً أن الأشياء من حولنا عشوائية، ولكن يجب أن نجد الرابط بينها، بالإضافة إلى ضرورة التداعي بالكلمات، لنجعلها كقاموس خاص بنا، لأنها من مثيرات الكتابة.
إلى جانب التكيف عبر إجراء تغييرات على الأشياء المألوفة، وإجراء التعديلات على الصور، لأنها إحدى الوسائل المحفزة للكتابة، واقتراح طرق جديدة للاستخدام والاستفادة، كاستخدام الكلمات في استعمال جديد ومغاير.
واعتبرت أن أهم شيء في الإبداع، هو الانتزاع واكتشاف أشياء جديدة أو إعادة النظر إلى بعض الأمور بشكل جديد ومغاير، بالإضافة إلى إعادة ترتيب أفكارنا، ووضع أنماط جديدة، وتجربة نماذج جديدة واستخدام الطلاقة اللغوية.
وأكدت الهندال أن المجاز، هو أن نرى بغير عيوننا، كأن يمتد الأمر إلى السمع والأنف واللسان واليدين، مشيرة إلى أن من أهم أساليب التدريب على التفكير الإبداعي:
– التخيل، وهو أهم من المعرفة.
– الاستعارة والمجاز، كأن نخلق حواراً مع الكائنات الصغيرة، وإيجاد معنى خاص بنا، وإعادة تطبيق فكرة أو موضوع مجدداً.
– تأجيل أي فكرة انتقادية إلى النهاية.
– التفكير بحرية، لأن الأفكار الجامحة والمستحيلة رائعة وعملية أيضاً.
– الإبداع أن ندخل في الصورة وتحليلها وتفكيكها بكل تفاصيلها.
– أربك المعنى.. تبتكر الفكرة.
يذكر أنه تخلل الورشة تمارين تختص بكيفية ابتداع الفكرة، فضلاً عن قراءات قصصية.
الكتابة الأنية هي مشروع قد يكون مبتدرا من حوار ذاتي مع النفس، او حوار مع الذات المنقسمة في اطار العمل الابداعي، او حوار مع الاشياء الصديقة. لكن ليست الاشياء الصديقة فحسب، بل الحوار قد يكون حتي مع الاشياء غير الصديقة عندما ينفلق ذلك الحوار مع الذات المنقسمة الي ائنين او اكثر في العمل الابداعي.
اهم شئ في تجربة الانفلاق هذه هي ان تكون صادقة وذلك قد يعني غير مبتذلة بقصد الابتذال لذاته. لا بل لتشخيص الحالة المعطاة تحت مجهر الكتابة الابداعية ونفكيك المعقول واللامعقول ثم تسليط الاضواء علي العقدة في النص الابداعي في اي مرحلة من مراحل تطور النص في هذه الكتابة الابداعية. اننا نجد ذلك في امثلة عديدة تشمل كاليجولا للبير كامو، ودكتور فاوس لجوتة.
حالد عثمان
صحفي سابق بجريدة الوطن الكويتية ومصحح في مجلة الطليعة في الثمانينات
تحياتي للزملاء القدامي في اي مكان يكونون واتمني ان اجد طريقة للاتصال الكتابي او التلفوني بالصديق العزيز ماجد الشيخ
ممتنة للتفاعل مع تغطية الزميلة حنين أحمد مشكورة، والتي تضمنت تغطيتها جوانب الورشة كاملة، فامتنان وشكر كبيرين للزميلة ولمدير تحرير صحيفة الطليعة الأستاذ علي حسين الفيلكاوي الذي حضر شخصيا..
وبخصوص تعليق الأستاذ خالد عثمان، أشكر لك إضافتك إلى الموضوع، والذي كان “حوارا مع الأشياء الصغيرة” لا “الصديقة” فقط لكن كما يبدو أنه خطأ مطبعي، لذلك فأنا أتفق معك..