كتبت عزة عثمان:
أجمع المتحدثون الشباب في الحلقة النقاشية التي نظمها التيار التقدمي الكويتي، مساء الأحد الماضي، بمقره، والتي حملت عنوان «التحديات التي تواجه الصراع السياسي وسبل تطوير الحراك الشعبي»، على ضرورة وضع مشروع للتغيير المنشود، والبدء في تنفيذه فوراً، من خلال قوى سياسية، مشددين على ضرورة جذب الجماهير لتلك القوى ومشاركتها فيها، وإن لم تشارك تشجعها.
وأكد المشاركون أن الحراك الشبابي انتهت فترته، وأدَّى ما عليه الآن، وعليهم الآن إما الانتماء للقوى السياسية ووضع مشروعهم من خلالها، أو تكوين قوى جديدة أيضا خاصة بهم.
في بداية الحلقة النقاشية، تحدث عضو التيار التقدمي ضاري الرجيب، مبينا أن هناك تحديات عدة تواجه عملية التغيير السياسي، ومن هذه التحديات حالة الجمود التي يمر بها، وطبيعة الحراك مع السلطة، وتحديد هدف واضح للحراك، والانتقال من ردة الفعل للفعل، وتحدي تغيير ميزان القوى للحركة الديمقراطية، مؤكداً أن تطوير الحراك لا يمكن أن يتم من دون تطوير أهداف الحراك.
اتجاه عمودي
أما الناشط الشبابي أنور الفكر، فقد أشار إلى وجود فلسفة جديدة لدى الحراك السياسي، تتمثل في اتجاه عمودي – رأسي، وأنه بات يتجه بشكل مباشر للسلطة، إلا أن استمرار ميزان القوى يحتاج لأدوات كثيرة.
وأضاف أنه في الوقت الذي يقول فيه الجميع إن الحراك بدأ يفشل في الوقت نفسه أصبح الحراك عموديا في اتجاه السلطة، وهذا نجاح كبير، مؤكداً أنه لا يوجد تنظيم للحراك، وأصبحت هناك حاجة ملحة لتنظيم الحركة السياسية في الحراك الشعبي.
وقال الفكر إن الكل يتفق على فشل الأدوات التي تدار بها البلد، وهو ما يتطلب في هذه المرحلة وجود مشروع سياسي توافقي بين جميع الأطراف والقوى السياسية المختلفة.
ميلاد جديد
من جانبه، تحدث الناشط فواز البحر عن المراحل التي مرَّ بها الحراك، حتى وصل للمرحلة الحالية التي يُطلق عليها مرحلة الركود السياسي، التي قال عنها إنها مرحلة ميلاد جديد، فالحراك لم يتوقف كما يُشاع، بل يمر الآن بمرحلة «فرز».
وأكد البحر أن جذب الجماهير لا يمكن أن يتم إلا إذا أتت القوى السياسية بمشروع، متسائلا: كيف يتم الآن المطالبة بحكومة منتخبة لا يمكن أن تأتي إلا عن طريق أحزاب أو تيارات سياسية؟ لذلك، لابد أن نتجه الآن لجذب الجماهير لتيارات وأحزاب ينتمون لها، وإن لم ينتموا يكونون مؤيدين.
ودعا الشباب المستقل إلى العمل على تكوين حزبه وجماعته الخاصة، على أن تكون واضحة في أهدافها أو أن يكون مؤيداً لتيار سياسي محدد، ودعا في الإطار ذاته إلى تقوية مؤسسات المجتمع المدني والنقابات، مشدداً على أن المرحلة المقبلة تتطلب استقطاب النقابات للمشاركة في الحراك.
توافق شبابي
أما الناشطة السياسية سارة الدريس، فقد أيَّدت ما طرح من آراء، وقالت إنه جاء الوقت لتأسيس فريق عمل، وأن يكون الجميع على قدر من المسؤولية في الحراك، لأنهم أمام قضية وطن، وليست قضية تمجيد أشخاص.
ورأت الدريس أن المرحلة الحالية تفترض وجود تجمُّع شبابي جديد، وهذا التجمُّع ضمن رؤية توافقية، ومن الممكن أن تتوافق تلك المجموعة مع أي جهة أخرى وتخرج بصيغة مشتركة.
احترافية
من جهته، أكد الناشط صقر الحشاش، أن الشارع اليوم لابد أن يعرف ما هو المشروع الذي تقدمه المعارضة؟ وأن يكون هذا المشروع مدروسا باتقان واحترافية.