على الرغم من أن الارتفاعات التي حققتها أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي طفيفة، فإنها تشير إلى موجة ارتفاعات قادمة للمعدن النفيس، مع تدهور الأوضاع الاقتصادية مجدداً، بعد ارتفاع مستويات الدين الأميركي إلى مستويات عالية.
وارتفع الذهب قليلاً نهاية الأسبوع الماضي، بفعل توقعات بأن تثني بيانات أميركية ضعيفة مجلس الاحتياطي الاتحادي – البنك المركزي الأميركي – عن خفض التحفيز النقدي هذا العام. وأظهرت بيانات نهاية الأسبوع الماضي انخفاضاً أقل من المتوقع في عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة، فيما زاد نشاط الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة في أوائل أكتوبر بأقل وتيرة في عام.
وقد ارتفع الذهب نهاية الأسبوع الماضي إلى 1351 دولارا للأوقية (الأونصة)، مقترباً من أعلى مستوى سجله في 20 سبتمبر الماضي، عند 1352 دولاراً للأوقية، في حين بلغت المكاسب الأسبوعية التي سجلها المعدن النفيس على مدار الأسبوع الماضي ما يقرب من نسبة 1.7 في المائة، وهي أعلى نسبة مكاسب أسبوعية للمعدن الأصفر خلال شهر أكتوبر.
ويمر الذهب في الوقت الحالي بفترة تعافٍ، بعد موجة من الانخفاضات المتتالية التي حققها على مدار الشهرين الماضيين، ومن المتوقع أن يواصل الذهب ارتفاعه خلال الفترة المقبلة، مع استمرار ضعف الدولار الأميركي، وضعف الاقتصاد الأميركي أيضا، على الرغم من توصل الولايات المتحدة الأميركية إلى حلول لمشكلة سقف الدين خلال الأسبوع الماضي. ولكن على الرغم من ذلك، مازالت المخاوف قائمة، بعد تعقد مشكلة الدين الأميركي التي تتعاظم عاماً بعد الآخر، حتى وصلت إلى ما يقارب الـ 60 في المائة من إجمالي حجم الناتج المحلي للولايات المتحدة الأميركية، وهذا يعني عدم تحقيق الولايات المتحدة أي نمو اقتصادي على الأقل خلال العامين الحالي والمقبل، وهذا يهدد بحدوث أزمة اقتصادية كبيرة في المستقبل تؤثر بكل تأكيد في النمو الاقتصادي العالمي، وهذا حفز المستثمرين لشراء الذهب كملاذ آمن، في ظل الأزمة الأميركية، وارتفاع الطلب على الذهب، خوفاً من التضخم وانهيار الدولار، وخوفاً من حدوث أزمة أقتصادية جديدة يعيشها العالم الأعوام المقبلة.