
كتبت هازار يتيم:
استضافت الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية المهرجان السنوي «يوم كويتيون لأجل القدس»، الذي أقامته «لجنة كويتيون لأجل القدس» (وهي لجنة مشتركة بين الجمعية الثقافية وجمعية الخريجين الكويتية)، بحضور السفير الفلسطيني في الكويت رامي طهبوب، ومشاركة حشد كبير من الجالية الفلسطينية، بالإضافة إلى الكويتيين.
دعم متواصل
وفي المناسبة، أكد السفير الفلسطيني رامي طهبوب، أن الكويت كانت ولاتزال من أولى الدول التي دعمت القضية الفلسطينية منذ ثلاثينات القرن الماضي، ومنها انطلقت حركة فتح، وكان فيها أول ممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية، مشدداً على أن الدعم الكويتي لفلسطين على مدى الزمن لم يتغيَّر مطلقاً، وظل قوياً، والكويت من الدول التي تدعم القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية على الصعيدين السياسي والمادي، وهي بلد التفاؤل بالنسبة للقضية الفلسطينية.
واعتبر أن أهمية هذه الفعالية تنبع من اسمها «كويتيون لأجل القدس»، حيث تعكس مدى حرص الكويت وشعبها على دعم فلسطين، مؤكداً أن هكذا فعاليات عبارة عن جسور من الترابط ما بين الجيلين القديم والجديد، وكذلك جسور ما بين الجيل الجديد من الشعب الفلسطيني وقضيته وكل الفعاليات بدءاً من معرض الصور مروراً بالمنتجات التي تكشف جميعها أن الانتماء العروبي لايزال موجوداً، رغم أنه اختفى منذ زمن.
وعن دور السفارة في هكذا فعاليات، رأى أنه ينحصر في إطار الدعم، ولإثبات «أننا موجودون في حال احتاجوا لأي شيء»، مبيناً أن السفارة تقيم العديد من الفعاليات التي تجمع الجالية الفلسطينية مع الإخوان الكويتيين.
وكشف أن الجيل الحالي لديه تمسك بالأرض يوازي الجيل القديم ويزيد عليه، ويلعب دور الداعم القوي لفلسطين وقضيتها، ومتابع جيد لكل المجريات التي تحدث على الساحة السياسية، وتلك المتعلقة بفلسطين، وهذا يتأتى من أن كل جيل يزرع في الجيل الذي يليه حب فلسطين.
تلاحم وألفة
وذكرت رئيسة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية لولوة الملا، أن هذا الاحتفال تقوم به «لجنة كويتيون لأجل القدس»، وهي لجنة مشتركة بين الجمعية الثقافية النسائية وجمعية الخريجين، وهو نشاط سنوي تقوم به اللجنة، لتقرب بين الشعبين الفلسطيني والكويتي، فضلاً عن إتاحة الفرصة للشباب، لعرض نشاطاتهم وإنتاجهم، وكذلك فرصة للجميع لقضاء يوم ممتع في أجواء عائلية، القصد منها التلاحم والألفة بين المقيمين في الكويت من إخواننا الفلسطينيين.
ولفتت إلى أن اللجنة، فضلاً عن نشاطاتها الترفيهية، تقوم بمشاريع كثيرة، منها إنشائية، وأهمها المحافظة على عدم تهويد القدس، مشيرة إلى أنهم لا يقومون فقط بالتبرع مادياً، بل يدعمون مشاريع داخل فلسطين.
إقبال أفضل
وأوضح رئيس لجنة «كويتيون لأجل القدس» عبدالعزيز الملا، أن هذه الفعالية تقام للسنة الثالثة على التوالي تحت عنوان «يوم كويتيون لأجل القدس»، وذلك من منطلق الحرص على إشراك الجانب الكويتي فيها، وما اختلف هذه السنة أننا عدنا إلى أحضان جمعيتنا الجمعية الثقافية النسائية، والمميز أيضاً مشاركة د.عبدالله معروف، وهو دكتور متخصص بالمسجد الأقصى، إذ قام بإعداد برنامج بصري يسمح للناس برؤية المسجد الأقصى من الداخل، وهو أمر مهم جداً من الناحية التوعوية.
ولفت إلى أن المشاركة والإقبال هذا العام أفضل، كون الفعالية تقام في منطقة سكنية، والهدف منها إعادة الشعور للشباب العربي بفلسطين، موضحاً أن هناك اهتماماً كبيراً بفلسطين من قِبل الجانب الكويتي.
وأشار إلى أن نشاط اللجنة لا يقتصر على المهرجانات، ولكن هناك مشاريع تقوم بتمويلها والإشراف عليها، كمشروع «صندوق الطالب» و«عيوني» و«مكافحة المخدرات في القدس».
برنامج للتجول في الأقصى
وكشف د.عبدالله معروف المشرف العلمي على مشروع «برنامج تجول ثلاثي الأبعاد في المسجد الأقصى بكل معالمه» التي تبلغ 200 معلم، أن البرنامج من إنتاج شركة «جوي بوكس» في سوريا، وسيصدر بعد شهر من الآن، وهو متاح للناس جميعهم، وكفلته جمعية» قوافل الخير الكويتية» و«جوي بوكس» وميزة البرنامج تغطيته لمساحة المسجد الأقصى بنسبة دقة تصل إلى 95 في المائة، والمفارقة في الموضوع أن فريق العمل الذي عمل بالمشروع لم يزر القدس قط.
وبيَّن أن البرنامج يتيح للمتصفح إمكانية التجول بالراحة والاطلاع على معلومات كل معلم في المسجد، وهدف هذا الجهد، هو أن يتعرف العالم العربي كله على المسجد الأقصى، كنوع من المناهضة للمشروع الصهيوني، الذي يحاول تزوير التاريخ، مع العلم بأن هذا البرنامج ستتم ترجمته للعديد من اللغات الأجنبية، واستغرق العمل فيه 7 سنوات.
وأكدت لينا زعيتر، من لجنة «كويتيون من أجل القدس»، أن عملهم في اللجنة تطوعي بحت، وهذا اليوم أقامته اللجنة من أجل فلسطين، هدفه ترفيهي ولخلق تجاوب ما بين الجالية الفلسطينية والمجتمع الكويتي ولخلق المزيد من التعاون والتعاضد.
وكشفت أن ريع هذه الفعاليات يعود إلى التعليم والصحة ومكافحة المخدرات في فلسطين، لافتة إلى أن تمسك الفلسطيني بأرضه موجود، ولكن من الصعب أن يظهر، ذلك أن الجو المحيط به لا يسمح له فعل ذلك باستمرار، رغم أن هذا التمسك يزداد يوماً بعد آخر.
مشاركة وحضور
شدد العديد من المشاركين في «يوم كويتيون لأجل القدس» على أن الهدف من مشاركتهم، هو للتأكيد على أن فلسطين لاتزال حية بقلوبهم، بعاداتها وتقاليدها، رغم بُعدهم عنها، حيث أشارت دانة عباس إلى أن الهدف من مشاركتها، هو توسيع دائرة المعارف، والتعرف على أكبر عدد من الفلسطينيين والمقيمين، وتوطيد الأواصر مع الجالية الفلسطينية في الكويت، والمحافظة على التراث الفلسطيني، ليستمر للأجيال القادمة.
وأوضحت أم وسام، أن مشاركتها اليوم تأتي من منطلق تعريف الحضور بالمأكولات الفلسطينية الشعبية، وعلى رأسها الرغيف المسخن والمحاشي، لافتة إلى أن الجيل الحالي من الفلسطينيين لايزال متمسكاً بعاداته وتقاليده من الأكل وغيرها.
وكشف نبيل أحد الزوار أن أحد أهداف هذه الفعاليات إتاحة الفرصة أمام الجيل الحالي، للاطلاع على العادات وتعلم أشياء جديدة، من خلال الاحتكاك بأجيال متعددة من الفلسطينيين ممن عاشوا أمجادها ولايزالون متمسكين بعاداتها وتقاليدها.
وذكر أن على العائلات الفلسطينية تعليم أبنائها باستمرار كيفية التمسك بالأرض، وعدم التنازل عنها، وإطلاعهم على أرزاقهم وملكياتهم، فيها حتى لا يضيع حقهم، مشيراً إلى أنه بالإمكان جعل فلسطين حية في قلوب الشباب، من خلال الإعلام والمنشورات والتوعية وإقامة المزيد من المهرجانات كالذي نشهده اليوم.
وأوضح علاء بوناصر أن فلسطين في قلوب الجميع، وخصوصاً الشباب والشعب الفلسطيني دائماً متمسك بأرضه، وهو شعب جبار وصامد حتى الآن رغم الحروب والحصار وإغلاق المعابر، داعياً إلى المرابضة على أرض فلسطين، حتى آخر قطرة دم لتحريرها من العدو الإسرائيلي واستعادتها.
وتمنى أن يعود إلى بلده، ليتعرف إلى مسقط رأسه غزة التي لم يزرها قط، وكذلك يتمنى أن يعود علمه فلسطين، ليرفرف في كل أنحاء العالم.
واعتبر أن الجيل الحالي لايزال متمسكاً بأرضه وبفلسطين وبالقضية الفلسطينية، مؤكدا سعيه لتعريف الأجيال الجديدة بأهلها وتراثها، لأن «بدون الوطن لا مكان آخر لنا»، آملاً العودة إلى ربوع الوطن والعيش فيه أسوة ببقية الشعوب.
واعتبر يزن تحسين أن هذه الفعاليات تتيح الفرصة له للالتقاء بأصدقائه وبأشخاص لم يرهم منذ مدة، فضلاً عن تكوينه علاقات جديدة وتبادل الآراء، كاشفاً عن رغبته بزيارة فلسطين ومدنها.