
أكد الخبير النفطي كامل الحرمي، أنه لا يستطيع أحد التكهن بما ستؤول إليه أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، مبينا أن الأسعار تشهد في الوقت الحالي حالة تذبذب كبيرة في الأسواق صعودا وهبوطا.
وأضاف الحرمي في تصريح خاص لـ«الطليعة»: أن الأحداث السياسية المتلاحقة التي يشهدها العالم في الوقت الحالي، والتي آخرها الأزمة الروسية – الأوكرانية، جعلت من الصعب التكهن بمنحنى الأسعار خلال الفترة المقبلة، وخصوصا أن روسيا من أكبر منتجي ومصدري النفط والغاز في العالم، وأي تفاقم للوضع السياسي في هذه المنطقة، قد يقفز بأسعار النفط إلى مستويات قياسية.
في المقابل، فإن زيادة الإنتاج الإيراني من النفط، بعد التقارب الإيراني – الأميركي، واحتمالية عودة إيران لاعب رئيسي في السوق النفطية، وأيضا الارتفاع المتتالي لإنتاج العراق من النفط، قد يحافظان على معدلات طبيعية لأسعار النفط خلال الفترة المقبلة.
وحول تهديد عودة النفط الإيراني إلى الأسواق، على عملاء الكويت في آسيا، وخصوصا مع إعلان إيران مطلع نوفمبر الماضي أنها على استعداد لشحن النفط مجاناً إلى بعض زبائنها، ومنهم الهند، التي تعد من الدول الكبرى المستهلكة للنفط في القارة الآسيوية، وخطط العراق للوصول بمستوى الإنتاج إلى 7 ملايين برميل يوميا بحلول العام 2020، وهو ما يعني اشتعال المنافسة في الأسواق، واحتمالية فقدان الكويت بعض العملاء الآسيويين، ويؤكد الحرمي، أن هذا احتمال صعب حدوثه، وخصوصا أن الكويت بالتأكيد هي الأخرى تعرف جيدا كيف تحافظ على عملائها، كما أن الاستهلاك من قبل الدول الآسيوية في تزايد مستمر، وهذا يمكن أن يستوعب الكميات المحتمل دخولها في الأسواق من النفط الإيراني والنفط العراقي.
وعن توقعات زيادة إنتاج الكويت من النفط وفق الاستراتيجية الموضوعة إلى 4 ملايين برميل يوميا، بعد بلوغه حاليا 3 ملايين برميل يومياً (وفق تصريحات وزير النفط الأخيرة)، يرى الحرمي، أن هذا الأمر بعيد الحدوث، وهذا اندفاع غير محسوب العواقب في استنزاف ثروة وحيدة تملكها البلاد على حساب المستقبل، والمؤكد أن رفع الإنتاج بما يقارب الضعف من 2.2 إلى 4 ملايين برميل يوميا عملية غير محسوبة العواقب، مشيرا إلى أن الكويت من الصعب أن تزيد إنتاجها أكثر من المعدلات الحالية، بسبب إلغاء بعض المشاريع النفطية، وتأخير تنفيذ البعض الآخر منها، وهذا يعطي سببا كافية لصعوبة زيادة الإنتاج على الأقل في الفترة الحالية.
يُشار إلى أن خام برنت تجاوز الأسبوع الماضي مستوى 107 دولارات للبرميل، بعد تلميحات أميركية بتشديد محتمل للعقوبات الاقتصادية على روسيا، بما يشمل استهداف قطاع الطاقة.