في ورشة عمل حول دورها في الإنتاج والتنمية بالثقافة العمالية: للمرأة الخليجية دور في تنمية المجتمع.. ويجب دعمها

من اليمين صباح العقاب و سناء العصفور وفايز المطيري ويسرى القحطاني خلال الورشة
من اليمين صباح العقاب و سناء العصفور وفايز المطيري ويسرى القحطاني خلال الورشة

كتبت عزة عثمان:
نظم الاتحاد العام لعمال الكويت، بالتعاون مع لجنة المرأة العاملة ومعهد الثقافة العمالية التابعين له، ورشة عمل نسائية حول «دور المرأة الخليجية في الإنتاج والتنمية» خلال الفترة من 11 – 2014/3/13، والمخصصة للكوادر النسائية من الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي، برعاية الوكيل المساعد للمنشآت التربوية والتخطيط بوزارة التربية م.يسرى القحطاني، وبمشاركة الاتحاد الحر لنقابات عمال البحرين، وكذلك اللجنة الوطنية للجان العمالية في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى الاتحاد العام لنقابات عمال سلطنة عمان، إلى جانب عدد كبير من المشاركات الكويتيات من مختلف النقابات في القطاعين الحكومي والنفطي والخاص.

في بداية الورشة، أكد رئيس الاتحاد العام لعمال الكويت فايز المطيري، أن إنجاز مهمات التنمية في البلدان الخليجية يتطلب تضافر جميع الجهود الخلاقة، مشدداً على أن للمرأة دوراً كبيراً في هذا المجال، لكنها لا تزال تحتاج إلى المزيد لتفعيل دورها في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

دور المرأة وظيفياً وإنتاجياً

وأضاف أن المرأة الخليجية برزت خلال السنوات الاخيرة في الكثير من المواقع القيادية المهمة في الدولة والمجتمع على السواء، واحتلت مناصب رفيعة المستوى في الوزارات والوظائف الحكومية العالية والمجالس النيابية، وفي قيادة المجتمع المدني عموما، من خلال مواقعها المهنية المهمة في الطب والمحاماة والتعليم والهندسة وغيرها، ولكن دورها في المجال الوظيفي والانتاجي لا يزال متواريا إلى حد كبير، على الرغم من أهميته البالغة في دفع العملية التنموية إلى الأمام، موضحا أن معالجة القضايا المتعلقة بهذه الفئة الواسعة من القوى المنتجة الكويتية والخليجية لجهة الدفاع عن حقوقها ومطالبها، والحفاظ على مكتسباتها، ومراعاة ظروفها وخصائصها، هي مسألة شائكة ومعقدة، تتطلب من الكوادر التي تقوم بهذه المهمة بين صفوف النساء العاملات الكثير من الوعي والثقافة والمعرفة بكل الدقائق والتفاصيل.

وأكد المطيري أن الأمر بحاجة إلى الكثير من الخبرات والتجارب للقيام بهذه العملية التعليمية الواسعة، وأن هذا الهدف يضعه معهد الثقافة العمالية نصب عينيه في كافة الأنشطة الثقافية التي يقوم بها على مختلف المستويات، القيادية منها والقاعدية، ولجميع الفئات العمالية، رجالا ونساء، وعلى المستويين الكويتي والخليجي.

دفع عجلة التعليم والتنمية

من جانبها، أكدت الوكيل المساعد في وزارة التربية للمنشآت التربوية والتخطيط م.يسرى القحطاني، دور المرأة الكويتية والخليجية في المساهمة الجادة لدفع عجلة التعليم والتنمية، جبنا إلى جنب مع الرجل، موضحة أنها صنفت كتاباً لتوثيق أسماء وأدوار للمرأة في نهضة مجتمعاتنا الخليجية، مضيفة أنه في الوقت الذي كان فيه «المطوع» كانت أيضا فيه «المطوعة»، وبعدها افتتحت المدارس الرسمية للبنين والبنات، ونالت المرأة الشهادات الأكاديمية العليا في شتى العلوم، واقتحمت ميادين العمل إلى جانب الرجل، غير مزاحمة له، بل أصبحت المرأة الخليجية تقارع المرأة عالميا في مجال الإنتاج والتنمية.

من جهته، أوضح مدير معهد الثقافة العمالية م.صباح عقاب، أن معهد الثقافة العمالية يوجه اهتمامه دائما نحو ما يفيد العاملين والعاملات في مختلف قطاعات العمل العام والخاص والنفطي، وذلك عبر الدورات وورش العمل التي ينظمها، متمنيا للمشاركات التوفيق والاستفادة مما يقدم داخل هذه الورشة.

فعاليات الورشة

وعلى مدى ثلاثة أيام، شهدت الورشة فعاليات ونشاطات متعددة، وألقيت محاضرات ركزت جميعها على دور المرأة في تنمية المجتمع، ومنها محاضرة ألقتها مستشار مدير مكتب المراجعة والدراسات القانونية بديوان الخدمة المدنية د.سلوى بهبهاني، عرضت من خلالها قوانين وأنظمة الخدمة المدنية في دول مجلس التعاون، وبينت أن هذه القوانين لم تميز بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، بل راعت تمكين المرأة من التوفيق بين عملها ورعاية أسرتها، كما عرضت بعض الحقوق والمكتسبات الوظيفية للمرأة في دول مجلس التعاون الخليجي، وركزت على الإجازات وشروط منحها من دولة لأخرى، كإجازة مرافقة الزوج، وإجازة عدة الوفاة، وإجازة الوضع، وساعات الرضاعة، وإجازة رعاية الأمومة، وإجازة رعاية الأسرة.

تجارب المرأة الكويتية

بدورها، قدَّمت عضو لجنة المرأة العاملة في اتحاد عمال الكويت سناء العصفور ورقة عمل، تحدثت فيها عن تجارب المرأة الكويتية في التنمية والإنتاج، مؤكدة أهمية عقد هذه الورشة في هذا التوقيت، تزامنا مع يوم المرأة العالمي، وكذلك لتسليط الضوء على الحقوق القانونية للمرأة العاملة، وبحث المعوقات النفسية والاجتماعة التي تعترض طريقها في الحياة، وإبراز دور المرأة الخليجية في التنمية.
وشددت على الاهتمام الذي توليه الحركة النقابية الكويتية، من خلال اتحادها العام ومؤسساته المختلفة والنقابات العمالية والدعم المتواصل للمرأة العاملة، من أجل تدريبها وصقل مواهبها وإمكاناتها وتعريفها بما لها من حقوق وما عليها من واجبات، من خلال النشاطات المختلفة التي تقيمها الحركة النقابية.

مقترحات

وأكدت العصفور أن على مؤسسات الدولة الرسمية الدور الأكبر في صياغة مستقبل العمل التنموي النسائي، بمختلف مجالاته الاقتصادية والتعليمية والسياسية والاجتماعية، حيث إنها تمتلك الأدوات والتشريعات والميزانيات والاستراتيجيات الكفيلة برسم مستقبل واعد للمرأة الكويتية العاملة، موضحة دور المرأة في التنمية المجتمعية، من خلال مشاركتها في مجالات العمل المختلفة، ما يعد جزءاً أساسياً من مظاهر الحداثة والتقدم.

وقدمت عدة مقترحات لرفع مستوى أداء وإنجاز المرأة العاملة في المشاركة بالتنمية الاجتماعية، ومن أهمها مساندة الجهود القائمة في دولة الكويت لتمكين المرأة قانونيا بالتعرف على كل حقوقها المنصوص عليها في الدستور والتشريعات الكويتية، وفقا لتعهداتها الدولية ودعم جهود مكتب الأمم المتحدة الإنمائي في الكويت لتمكين المرأة في كافة المجالات التنموية، بالإضافة إلى توفير الفرص للمرأة الكويتية للمشاركة في صنع القرار، من خلال مساهمتها بحصص محددة في مجلس الأمة الكويتي وتوفير عدد أكبر من مكاتب الاستشارات الأسرية الاجتماعية والنفسية في الوزارات والمؤسسات المختلفة، خصوصا الحكومية منها، وتكون خدماتها مجانية، والعمل على رفع المستوى المعرفي للمرأة العاملة بجوانب الحياة المختلفة والمهارات الحياتية، من خلال إقامة الدورات التدريبية وورش العمل، بالإضافة إلى زيادة الدعم الحكومي المادي والتشجيع المعنوي للمنظمات والاتحادات واللجان النسائية، بما يزيد من فاعليتها في تحقيق متطلبات واحتياجات المرأة في المجتمع الكويتي.

وطالبت العصفور جمعيات النفع العام بتوسيع دائرة مشاركة المرأة في عضوية مجالس إداراتها ولجانها المختلفة وعضويتها وانتسابها لهذه الجمعيات.

من جانبها، أوضحت عضو لجنة المرأة لطيفة البصيلي، أن لدى الحركة النقابية إيماناً بدور المرأة العام في المشاركة بنهضة المجتمع، حيث أعلن في ثمانينات القرن الماضي عن تشكيل لجنة المرأة، لتكون همزة الوصل بين التنظيم النقابي والمرأة العاملة.

توعية المجتمعات

وألقت سفيرة النوايا الحسنة، مدير شؤون الشرق الأوسط، د.مايسة الهاشمي محاضرة، ذكرت فيها أن المرأة هي نصف المجتمع، ولكن ليس بالشكل العددي، وإنما بدورها الفاعل في نهضة المجتمع، مشيرة إلى أن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكاملية لا غنى عنها لاستمرار الحياة.. وعليه يجب توعية المجتمعات بدور المرأة في الحياة وعدم إجحافها حقها. ودعت إلى ضرورة توعية المرأة بأهمية دورها التنموي في المجتمع.

وأضافت أن هناك بعض المعوقات البسيطة التي تعيق انطلاق المرأة، كنقص الوعي والثقافة والإعلام، وعلى المرأة إذا أرادت تفعيل مشاركتها، فعليها أن تتعايش مع المجتمع وقضاياه وتثبت حضورها من خلال المؤسسات الاجتماعية.

ودعت الهاشمي إلى ضرورة دراسة ومراجعة السياسات والبرامج المتصلة بالمرأة والأسرة والمجتمع، بغرض تطويرها وتعزيز خططها، ووضع وتنفيذ برامج تدريبية لبناء قدرات ومهارات المرأة الخليجية، وتعزيز الثقة بالنفس لديها ولدى أسرتها بدورها في المجتمع.. بالإضافة إلى حث المرأة على الاستفادة القصوى من الفرص المتاحة في مجالس المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وادماج الفتيات في التخصصات المهنية في مراكز التدريب المهني، وتمكين المرأة المعاقة من فرص التأهيل والتدريب والتشغيل، من خلال إنشاء مراكز رعاية وتأهيل، داعية وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على دورها الريادي، وعدم إظهارها في صورتها المقهورة، والتركيز أيضا على إظهار النماذج المشرفة للمرأة العربية في كل الفئات والتخصصات.

كما عرضت د.نادية الحمدان في محاضرة لها المعوقات النفسية والاجتماعية للمرأة العاملة، وركزت المحامية سلوى الطراروة على الحلول والبرامج التي تسهم في ر
فع إنجاز المرأة الخليجية من خلال5 عرض تجارب الدول الخليجية المشاركة.

وفي نهاية أعمال الورشة تم تكريم الوفود الخليجية المشاركة، التي قامت بزيارة ميدانية لشركة نفط الكويت.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.