كتب أنور عبد العزيز ناصر:
العمل الخيري في الكويت عمل قديم جبل عليه أهل الديرة منذ سنوات طويلة، وليس له حدود، لا داخل الكويت ولا خارجها، ولا يمكن لأحد أن ينكر فضل الرواد الأوائل والمنظمين لهذا العمل في إدارته بشكل مميز.
ومما يؤسف له أن هناك كثيرين الآن، ممن «يترزقون» من ورائه، سواء من بعض اللجان الخيرية، أو الجمعيات المعروفة، وجميعها مرخصة رسميا من قبل الدولة، وقد خرج بعضها عن الإطار الصحيح لهذا العمل وتجاوز كل الأعراف والتقاليد في جمع التبرعات، حيث ابتدع القائمون عليها موضة جديدة جداً في جمع التبرعات وسيلتها «الصوت الناعم»، الذي أصبح كثيرون يستغلونه حتى في العمل الخيري.
أما عن تلك الطريقة المؤسفة فتكمن في قيام تلك الجهات الخيرية بتصفح أسماء الوفيات في الصحف يوميا، وطبعا معروف أنه مع كل حالة وفاة تضع عائلة المتوفى العنوان ورقم هاتف خاص للنساء وآخر للرجال، وهنا تظهر البدعة الجديدة، حيث تقوم بعض «الجهات» بتكليف النساء العاملات لديها بالاتصال على أهل المتوفى لطلب مبلغ مالي على سبيل التبرع عن روح الفقيد، مستغلين بذلك أصعب لحظة في حياة أي إنسان.
هذه «الموضة» المؤسفة فاجأت كثيرين وجعلتهم يستشيطون غضبا وغيظا في الوقت نفسه، لأنه مع انشغال أي شخص بوداع عزيز من أهله، وتقبل العزاء فيه، يتفاجأ في كل عشر دقائق باتصال نسائي يطلب التبرع عن روح المرحوم، ويزود من يتصل به بعنوان اللجنة أو الجمعية التي يعمل فيها كنوع من التأكيد على أن العمل رسمي ومن قبل جهة معترف بها.
هذا التصرف غير اللائق أبداً من أي جهة خيرية كانت انتقده كثيرون واعتبروه موضة سيئة جداً، لا تتناسب مع جوهر العمل الخيري، بل إن فيه إساءة كبيرة.
فعذرا ياجمعياتنا.. ما هكذا يُدار العمل الخيري..