
كتبت هدى أشكناني:
افتتحت الفنانة التشكيلية عفاف العيسى معرضها الفني الأول في مركز المشرق، الكائن في مجمع الأفنيوز، وسط حضور أنيق لمحبي الفن التشكيلي ومتذوقيه.
المعرض الذي ضم 25 لوحة متفاوتة الأحجام والأطوال، جاءت جميعها على نسق شرقي جميل، حاكت فيه بعض الموروثات والدلالات الشرقية القديمة، والتي مازلنا نمارسها ونهتم بها للآن.
ففي المجموعة، جاءت بعض الرموز أو الثيمات الأساسية التي يلاحظ تكرارها المتلقي في إطار توزيعي مميز، فرمز «العين»، والذي قد يعطي دلالة لمتلقيها بمعنى الحسد، تمكنت الفنانة العيسى من تطويعه، لكي تكون العين كمفهوم البؤرة التي ترتكز عليها الأشياء، فقد أضفت إليها لمسات حنونة ومسحات لونية جميلة ساهمت في تخلي المتلقي عن فكرة العين كمفهوم قديم وشائع.
تمازج لطيف
لم تكن العين هي الرمز الوحيد الذي استخدمته العيسى، فقد كان لرمزية القلب الشيء المبهر الذي أدخل لقلوب المتلقين والرائين للوحات الفرح والحب الذي حاولت الفنانة إيصاله، ففي لوحة ثلاثية أسمتها «حب من الصحراء»، قدَّمت رمزية القلب بأشكال مميزة، بدءاً بقلب واحد، وصولا لقلوب كثيرة منتشرة، وسط عين تشع فرحا، وانتهاء بقلب مختبئ في حديقة من الورد.
هذا التمازج اللطيف بين الورد والقلب والعين، قدم رسالة محبة عظيمة، مفادها أن البصر والتبصر بكل ما حولنا يجعلنا نملك العالم وهو بأيدينا يستسلم.
ثمرة تشجيع
في دردشة خاطفة مع الفنانة عفاف العيسى، عبَّرت عن سعادتها الشديدة لارتكاب حب، كما حدث من خلال افتتاح معرضها الأول، وبيَّنت أن المعرض هو ثمرة تشجيع الأهل والأصدقاء، بعد أن اقتصرت أعمالها في السابق بينهم، ولكن بعد التشجيع الدائم لها ولأعمالها، وأنه لا بد من أن ترى النور، سعت العيسى لافتتاح معرضها الأول. وتستطرد قائلة: «كم شعرت بالسعادة عندما فاجأني العديد من المهتمين والمتذوقين للفن، بإبداء رأيهم في لوحاتي».
وحول المعرض، أوضحت الفنانة عفاف العيسى، أن اللوحات جاءت بثيمات محددة، هي الأقرب إليها وهي العين، القلب، الهلال، الورد، وتحدثت عن تأثرها الشديد بالموروثات الشرقية التي لمست وجودها بشكل كبير في إسطنبول قلب تركيا، وما تحمله هذه المدينة من شرقية ساحرة. وأضافت أنها تعشق كل ما يمت بالطاقة الإيجابية والتفاؤل والفرح بصلة.. لذا، لم تكن لوحاتها ذات ألوان محددة، بل جاءت ملونة بألوان مشعة ومضيئة اخترقت القلب قبل النظر.
واختتمت الفنانة عفاف قولها بأنها بصدد العمل على مجموعة جديدة لمعرض ثانٍ قريب، بعدما لمست اهتمام وإعجاب الجمهور للوحات التي قدمتها.