كمِّل نومك أيها النائب!

خليل عبد الله أبل
خليل عبد الله أبل

كتب محرر الشؤون المحلية:
يوم الأحد قبل الماضي كان موعده الدوري مع فحص الدم بموجب الروشتة الطبية وهو يفضل الذهاب إلى عيادة الصباح – قسم الحوادث – في ساعة مبكرة قبل طلوع الشمس الشتوية، لأخذ عينات من الدم في تلك العيادة.. عادة لا يوجد الكثير من المرضى في تلك الساعة الصباحية الباكرة.. في مدخل مبنى «الصباح» عمال يقومون بحفر الأرض ومد أنابيب كبيرة.. قد تكون نوعاً من الصيانة.. يعملون بكل جدّ، بموجب الأعمال المسندة للمقاول في المنطقة الطبية لمستشفى الصباح.. في مدخل المبنى يتلاقى مع عمال النظافة من بنغلاديش وهم يؤدون عملهم اليومي من تنظيف أو مناولة لملفات المرضى وغيرها من المأموريات.. طبيب الخفارة يستمع لشكوى مريض أمامه يبدو من لهجته أنه مصري الجنسية.. صاحب العلاقة ليس له شأن بطبيب الخفارة في قسم الحوادث في مستشفى الصباح.. فبحكم فحص الدم الدوري يعرف الطريق إلى حجرة الممرضات الملاصقة لغرفة الطبيب.. هناك ممرضتان، الأولى من ولاية كيرلا في جنوب الهند، والثانية التي تتولى سحب عينة الدم من مدراس في الهند.. وعندما نقول مدراس، فهي معروفة بكلية الطب هناك التي تم افتتاحها في 2 فبراير 1835، ومن يهوى لصق التاريخ بالأشخاص، كما جرت العادة لدى مؤرخينا، فهي أنشئت في منتصف عهد الشيخ جابر الأول، ومن هذه جامعة تخرج العديد من الأطباء، لعل أشهرهم الطبيب سوباراو، الذي طوَّر دواء المتوتركيت لمعالجة الأورام السرطانية عام 1950.. الممرضة المدراسية سحبت العينات من الدم بكفاءة.. هناك حجرة الملاحظة في ممر الحوادث، يشرف عليها طبيب الخفارة وممرضان، الأول فلبيني والآخر من سحنته هندي، الممرضات في جناح الحوادث جميعهن من الهند، ويعملن حتى الساعة السادسة والنصف صباحاً بانتظار تغيير «الشفت» الليلي.

تسلم المراجع عينات دمه من الممرضة وتوجه إلى المبنى الرئيسي عن طريق التوصيلات الجديدة التي ربطت مباني «الصباح» بالمختبر، وكان هناك أخصائيان لتحليل عينات الدم، الأول هندي، والثانية من الجنسية الفلبينية أخذا العينات ومنحا الوصل لصاحب العلاقة لتسلم النتيجة وعرضها على الطبيب الهندي الذي يتولى الفحص الدوري عليه بعد أيام.. توجه إلى سيارته، متناولا وجبة خفيفة مع شاي بعد إجراء فحص الدم وانتهاء الصوم الذي امتد إلى ثماني عشرة ساعة.. في تلك الأثناء زاد عدد العمال الذين يحفرون الأرض ويمدون الأنابيب بعد أن ظهرت بوادر النهار الأولى.
هذا المشهد في مستشفى الصباح نجده أيضا في مستشفيات الأميري ومبارك والفروانية والعدان والجهراء.. نحن ننام في فراشنا مرتاحين كما ينام أيضا السيد النائب «الدكتور» خليل عبدالله أبل في فراشه بين أولاده وأسرته بكل سكينة وطمأنينة وراحة.. صاحب العلاقة الذي تحدثنا عنه اطلع قبل الذهاب إلى مستشفى الصباح على الصفحات الأولى لبعض الصحف اليومية ومنها صحيفة الراي التي نشرت خبراً عن دعوة الدكتور خليل «إلى ضرورة معالجة الخلل في التركيبة السكانية، معلنا جاهزيته لتقديم اقتراح بأن تكون نسبة الوافدين مساوية (هكذا علينا أن نأتي بأدوات هندسية وميزان لتحديد التساوي) لعدد المواطنين، الأمر الذي يتطلب خفض عدد الوافدين من مليونين وخمسمائة ألف إلى مليون ومائة ألف خلال خمس سنوات، أي إبعاد 280 ألف وافد سنويا! هكذا أتى تصريح خليل أبل..

تذكَّر صاحبنا هذا الخبر عندما ركب سيارته متوجها لعمله ولسان حاله يقول لخليل أبل «كمّل نومك»!

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.