جميل أن تكون هناك أراضٍ شاسعة محمية من التدمير البيئي، توفر المناخ الصحي، للتسلية البريئة للمواطن، وتعرّفه بخيرات بلده، من أشجار ونباتات وزواحف وطيور، مستوطنة أو مهاجرة، وشرح ذلك كتابة أو بالرسومات، لتعم الفائدة، وتحفزه على حمايتها ونظافتها، وتقوم المدارس بتنظيم الرحلات لطلابها، كي تغرس في نفوسهم معرفة وطنهم وحبه، والولاء له، فتحارب كل تفرقة وانقسام يمزق نسيجه الاجتماعي المتجانس، مصدر قوته ومناعته.
ولكن ما نشاهده الآن يُثير الاستغراب والعجب.. فإذا كانت هذه المحميات خاصة، فاعلنوا عن ذلك، وقولوا لنا كيف تحوَّلت أراضي الدولة إلى ملكية خاصة، لنمتنع عن التدخل في الشؤون الخاصة بالأفراد؟.. أما إذا كانت هذه المحميات عامة، فلنحاسب من جعلها مناطق نفوذ لنفسه يتصرَّف بها بشكل يسيء للبلد ولسمعته عندما يسمح للنخبة فقط بزيارتها، ويحرم بقية الشعب من ذلك، تكريساً للتفرقة والتمييز والمساهمة بالإمعان في تمزيق النسيج الاجتماعي.
عيب يا جماعة عيب خافوا ربكم!