الطليعة- بيروت
انفجارات متنقلة وانتحاريون يفجرون أنفسهم بأبرياء في مناطق سكنية، هذه هي حال لبنان هذه الأيام، في حين أن الأجهزة اللبنانية تقف عاجزة عن اتخاذ تدابير احترازية، أو حتى توقيف المشتبه فيهم المعروفون لديها لأسباب سياسية أضحت معروفة للجميع.
لقد حددت الأجهزة الأمنية الرؤوس المدبرة والمخططة للعمليات الإرهابية التي تنفذ، وباتت تعرف هوياتهم وعناوينهم، بعدما أمسكت بأدلة واعترافات تورّطهم، ليس فقط في تلك التفجيرات التي استهدفت الضاحية الجنوبية، بل في معظم التفجيرات التي ضربت لبنان أخيراً، وخصوصاً بعد توقيف عناصر اعترفت بانتمائها لتنظيم القاعدة وتورطها بالتفجيرات، سواء من ناحية نقل الانتحاريين أو المتفجرات، عدا عن نقل السيارات المفخخة من «يبرود» في سوريا إلى «عرسال» اللبنانية، ومن بعدها إلى أحد المخيمات الفلسطينية على تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت لاستخدامها في ما بعد بعمل إرهابي، ولم يبق أمام الأجهزة سوى جلبهم إلى المحاكمة، أو على الأقل، ملاحقتهم، لكنّ أسباباً مجهولة تحول دون ذلك!
مجازر طيارة
مصدر مطلع أفاد لـ «الطليعة» بأنه يتوقع شهوراً قادمة شديدة الحماوة في المرحلة المقبلة، يمكن تسميتها بمرحلة العمليات الانتقامية العشوائية في لبنان، والتي تتضمَّن ما يُعبّر عنه بكلمة ستكون نصف جديدة على قاموس هذا النوع من الحروب، وهي: «المجازر الطيّارة».. استعادة لتعبير التظاهرات الطيارة التي عرفها اللبنانيون في مرحلة ما قبل حرب عام 1975.
وهذا يعني على سبيل المثال، أن تظهر بشكل فجائي مجموعة مسلحة في منطقة ما، فتعمل على القتل والحرق والتدمير، ثم تختفي فجأة كما ظهرت، باللجوء إلى مكامن أمنة مُعدّة سلفاً. وسيكون معلوماً أن مثل هذه الاعتداءات الدموية ستأتي لتعبّر عن يأس الذين يقومون بها، على أن تكون آخر أنشطتهم العسكرية، حيث سيتمّ القضاء عليهم، بعد أن تلفظهم بيئاتهم الحامية.
والحقيقة أن جهات لبنانية رسمية وأمنية شتى، رسمية وغير رسمية، تعمل بجهد متواصل على الاستعداد لمثل هذه المفاجآت الدموية، في محاولة لخنقها في مهدها وتعطيلها ما أمكن.