
بيروت- هازار يتيم:
لم يحسم الائتلاف السوري حتى الآن قضية مشاركته في مؤتمر «جنيف 2»، الذي يسعى إلى التوصل إلى حكومة انتقالية تُمنح كل الصلاحيات التنفيذية، الأمر الذي دفع 11 بلداً إلى مضاعفة الضغوط على المعارضة، لحثها على المشاركة في المؤتمر.
وستحاول الدول الغربية، التي تدعم المعارضة السورية، إلى الضغط عليها، لإقناعها بالمشاركة في مؤتمر السلام حول سوريا المقرر ابتداء من 22 الجاري في سويسرا.
وفي هذا السياق، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أن مؤتمر «جنيف 2» ضروري، شرط احترام مهمته، مطالباً من الطرفين بذل جهود للمشاركة فيه.
انقسامات عميقة
ولم يحسم الائتلاف السوري، الذي يشهد انقسامات عميقة وحادة حول هذه المسألة، والذي عقد اجتماعاً الأسبوع الماضي في إسطنبول، أمر المشاركة، وأرجأ إلى 17 الجاري قراره في هذا الشأن، محذراً أبرز مجموعات المعارضة في المنفى من إجراء أي شكل من أشكال التفاوض مع النظام السوري، مع العلم بأنه سبق للمجلس الوطني السوري، أبرز مكونات الائتلاف، أن عبَّر عن رفضه المشاركة في «جنيف 2»، مطالباً بضمانات حول تنحي الرئيس بشار الأسد.
حكومة انتقالية
وعلى الرغم من تأكيد فابيوس أن مهمة المؤتمر، كما حددها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، هي «التوصل إلى حكومة انتقالية تمنح كل الصلاحيات التنفيذية وتتألف من عناصر من النظام والمعارضة المعتدلة»، فإن الائتلاف المعارض يبدي شكوكاً جدية بهذا الشأن.
وتشير معلومات صحافية إلى أن هناك تساؤلات من قبل الائتلاف السوري حول صلاحيات الحكومة الانتقالية، وما إذا كانت كاملة، بما في ذلك الصلاحيات الرئاسية والإشراف على الجيش والأجهزة الأمنية؟ وهل ثمة إمكانية لأن تنشأ في سوريا دولة حديثة وديمقراطية ومدنية تقطع الصلة مع النظام الشمولي والفاسد القائم حاليا؟.
ومع اقتراب موعد «جنيف 2»، لاتزال الصورة غير واضحة ومتضاربة، ما بين نظام سوري وأصدقائه الذين يريدون إعادة إنتاج النظام الحالي، على أن تتم الإصلاحات بشروطهم وبين معارضة لا تزال تطالب بممرات إنسانية في سوريا وبالإفراج عن السجناء السياسيين ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة قبل المؤتمر، بالإضافة إلى مناطق حظر جوي.
دور هامشي
وتعد إيران لاعباً رئيساً لا يمكن تجاهله في ما يخص الأزمة السورية، وترفض أن يكون دورها هامشياً في المحادثات المقبلة لإحلال السلام في سوريا، حيث أكدت طهران أنها لن تقبل سوى العروض التي تحترم «كرامتها».
وكشفت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، عن أن إيران أعلنت دائماً عن استعدادها المشاركة من دون شروط مسبقة في المحادثات، التي من المقرر أن تجري في سويسرا في 22 الجاري، مشددة على أن طهران لن تقبل سوى العروض التي تحفظ كرامة الجمهورية الإسلامية.
استثناء إيران من الدعوة
وكانت الأمم المتحدة استثنت إيران مبدئياً من قائمة المدعوين للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» حول سوريا، حيث وجهت الدعوات إلى حوالي 30 دولة.
وتتضمَّن لائحة الدول المدعوة لحضور مؤتمر «جنيف 2 « السعودية، التي تعد الداعم الأكبر للمعارضة السورية، والبحرين والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وجيران سوريا، تركيا والعراق والأردن.
وتدعم روسيا مشاركة إيران في مؤتمر «جنيف 2» في سويسرا، فيما ترى الولايات المتحدة وحلفاؤها أن على إيران إعلان دعمها لتشكيل حكومة انتقالية تحل محل الرئيس السوري بشار الأسد.
وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قال في تصريحاته من حوالي أسبوع» إن إيران قد تلعب دوراً محورياً في المحادثات بشأن سوريا، والتي ستعقد في جنيف هذا الشهر، وإن لم توجه لها دعوة رسمية للمشاركة.
وهذه هي المرة الأولى التي يشير فيها مسؤول أميركي رفيع المستوى إلى أن إيران قد تشارك في هذه الجلسات التي ستبدأ يوم 22 الجاري.
وأضاف كيري أن مشاركة إيران ستكون «محدودة»، في حال لم توافق على الهدف الأساسي من المؤتمر، وهو وضع خطة للمرحلة المقبلة في سوريا، في حال تم إقناع بشار الأسد بالتخلي عن السلطة.