بيروت – هازار يتيم:
لن يكفي أسف مؤسسة «هيومان رايتس» على موت رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرييل شارون من دون محاكمته على المجازر التي ارتكبها بحق لبنانيين ومصريين وفلسطينيين في لبنان وفلسطين، ذلك أن الأسف لن يعيد لذوي الضحايا حقوقهم، ولن يخفف من وطأة الألم التي يشعرون بها، من جراء فقد أب وأم وأخت وابن وابنة، ولن يعيد الحياة إلى أجساد من فقدوها، بعد أن ذاقوا الأمرّين على يده الملطخة بالدماء، والتي لن تمحوها تصريحات المدح برئيس وزراء حقق لإسرائيل بسجله الدموي ما كانت تحلم به من أمن واستقرار.
إذن، مات رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق آرييل شارون، بعد ثماني سنوات من الغيبوبة في مستشفى «شيبا»، وبموته يكون الكيان الصهيوني قد طوى صفحة من تاريخ آخر زعماء بني «إسرائيل»، لكن السجل الأسود لشارون سيبقى حاضراً ويلاحقة حتى بعد مماته، ولن تمحوه ذاكرة العرب، وبالأخص اللبنانيين والفلسطينيين، لما ارتكبه بحقهم من مجازر وتسبب لهم من آلام.
تاريخ إجرامي
يحفل تاريخ شارون بارتكاب المجازر المتعددة بحق اللبنانيين والفلسطينيين والمصريين. ففي العام 1948 ارتكب شارون وجنوده مجزرة اللد التي حصد خلالها أرواح 426 فلسطينياً، بعد أن اعتقلهم داخل المساجد.
ترأس شارون الوحدة 101 ذات المهام الخاصة في الجيش الصهيوني، وقد قاد هذه الوحدة إلى ارتكاب العديد من المجازر، ولا سيما مذبحة قبية.
ففي ليلة ما بين 14 و15 أكتوبر من عام 1953 قاد شارون عدداً من الجنود الصهاينة في هجوم على قرية قبية الواقعة في الضفة الغربية (التي كانت حينها تحت السيادة الأردنية)، قتل فيها 69 فلسطينياً، العديد منهم أثناء اختبائهم في بيوتهم التي تم تفجيرها، وتم هدم 45 منزلاً ومدرسةً ومسجداً.
مجازر متعددة
وأضاف شارون إلى سجله مجازر متعددة، وكان له دور بارز في قتل وتعذيب الأسرى المصريين بعد حرب 1967، وهو الذي قاد الاجتياح الصهيوني للبنان، والذي أدَّى إلى احتلال مدينة بيروت عام 1982.
وارتبط اسمه بمجزرة صبرا وشاتيلا في بيروت، ففي السادس عشر من شهر سبتمبر من العام 1982 استفاق اللبنانيون والعالم على مجزرة رهيبة ارتكبها شارون عبر عملائه اللبنانيين في صبرا وشاتيلا راح ضحيتها 3500 فلسطيني ولبناني.
وفي العام 2000 عندما كان شارون رئيساً للوزراء أصرَّ على اقتحام المسجد الاقصى، في تحد فاضح لمشاعر المسلمين، ما أدَّى إلى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي استمرت قرابة الأربع سنوات، استشهد خلالها نحو 9000 فلسطيني.
وفي الفترة الممتدة ما بين 1 إلى 12 أبريل 2002، دفع شارون بجيشه إلى مدينة جنين في الضفة الغربية في عملية توغل أسفرت عن استشهاد 85 فلسطينياً.
وفي ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة الموافق 2002/3/29، وقبل انتهاء اجتماع الحكومة الإسرائيلية، اجتاحت القوات الصهيونية مدينتي رام الله والبيرة، وحاصرت مقر رئيس السلطة الفلسطينية حينها ياسر عرفات، تنفيذاً لما أعلنه شارون من أن حكومته اتخذت قراراً بعزل رئيس السلطة الفلسطينية في مكتبه. وأمر شارون بتنفيذ العديد من عمليات الاغتيال ضد أفراد المقاومة الفلسطينية، على رأسهم اغتيال مؤسس حركة حماس، الشيخ أحمد ياسين، وأبوعلي مصطفى، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واتهم الفلسطينيون شارون بقتل عرفات عبر تسميمه.