مضمون الأفكار الأميركية.. تمديد المفاوضات عاماً آخر

كتب محرر الشؤون الدولية:
في أجواء المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، برعاية وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ما يشي بأن الأفكار الأميركية باتت هي المحور، فإما القبول بها، أو مواجهة حصار سياسي ومالي سيفرض على الفلسطينيين، إذا ما نفضت الإدارة الأميركية يدها من ملف عملية السلام. ولهذا، بات الفلسطينيون أمام خيارين أحلاهما مر، وفي الخيارين تتعرض القيادة الفلسطينية لضغوط هائلة تستوجب توفير مظلة عربية سياسية ومالية للفلسطينيين، لمواجهة تلك الضغوط التي تمارسها واشنطن عليها، لتسويق أفكار كيري بشأن التسوية السياسية كخطة سلام أميركية غير مطلوب التوقيع عليها حاليا، بل يضمن طرحها في الأسابيع المقبلة تمديد فترة «محادثات السلام» عاما إضافيا، للتفاوض على تفاصيل تلك الأفكار.

مخاوف فلسطينية

المخاوف الفلسطينية تتركز حاليا على إمكانية أن تنجح الإدارة الأميركية في فرض خطة سلام على الفلسطينيين في هذه المرحلة، وفرض أفكار غير مرغوب فيها لمصلحة إسرائيل، في وقت تتركز أفكار كيري، وتشير إلى أن هناك قرارا أميركيا بتعويض إسرائيل على حساب الملف الفلسطيني، مقابل توقيع الدول العظمى اتفاقا مع إيران بشأن برنامجها النووي، وفي ذلك محاولة من واشنطن ممارسة المزيد من الضغوط على الجانب الفلسطيني للقبول بما لا يمكن القبول به، وبالتالي محاولة تعويض نتنياهو عن الاتفاق مع إيران.  وإذ ليس هناك في الأفق أي حلول عملية أو أفكار يمكن تطبيقها، وتكون مقبولة فلسطينيا، فقد قدَّم كيري أفكارا يريد أن يضمن من خلالها استمرار المفاوضات المقررة أن تنتهي في أبريل المقبل، حتى يسوق تلك الافكار كخطة سلام أميركية، فيما هو لا يريد التوقيع على أي أوراق في الوقت الحالي، هو فقط يريد طرح هذه الافكار من أجل استمرار المفاوضات وتمديد فترتها إلى ما بعد الأشهر التسعة التي جرى الاتفاق عليها.

فجوات عميقة

 لهذا بالتحديد، لم ينتظر وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعالون طويلا بعد مغادرة وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري المنطقة، قبل أن يعاود جولته الأخيرة، ليؤكد أن الفجوات عميقة في المفاوضات بين إسرائيل والسلطة، وما يجري الحديث عنه اليوم تفاهمات لتمديد المفاوضات. ووفقا لما نشره موقع صحيفة «معاريف»، فقد ذكر يعالون أن من يعتقد بأننا اليوم نخوض مفاوضات الحل النهائي، فهو مخطئ، لقد اعتقد البعض بأنه يمكن التوصل للحل النهائي خلال 9 أشهر، لكننا اليوم نخوض مفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق إطار لتمديد المفاوضات، لتقريب وجهات النظر، والتي تحتاج إلى أكثر من شهرين من المفاوضات.

مضمون الأفكار الأميركية

في إسرائيل، كشفت مصادر إسرائيلية عن أن خطة كيري المقترحة لـ «اتفاق الإطار» تشمل تسع نقاط تتمثل في:

أولاً: إطار الحل المطروح يستند بالأساس إلى وثيقة أولمرت عباس التي اتفقا عليها في 31 أغسطس من العام 2008.

 ثانياً: أن تعمل إسرائيل على ضم 6.8 في المائة من أراضي الضفة الغربية، مقابل أن تسمح إسرائيل للفلسطينيين بالسيطرة على 5.5 في المائة من أراض بديلة.

ثالثاً: ممر آمن وسريع بين غزة والضفة للتواصل الجغرافي، ويدور الاقتراح حول قطار سريع يربط بين مدينتي غزة والخليل، وأن الرئيس عباس يرفض ويطلب قطارا سريعا بين غزة ورام الله، في وقت تريد إسرائيل أن تأخذ 1 في المائة من الأراضي مقابل مكان سكة الحديد، فتصبح الأراضي التي ستأخذها السلطة 4.5 في المائة بدل 5.5 في المائة.

رابعاً: يتم الاتفاق على تقسيم القدس الشرقية ـ وليس الحرم القدسي ـ وفق ما جاء في خطة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، أيام الرئيس الراحل ياسر عرفات (الجديد هنا تشكيل لجنة دولية تشارك فيها السعودية والأردن لإدارة المدينة).

خامساَ: حق العودة وفق خطة كلينتون، وتشمل إنشاء صندوق دولي لتوطين من يريد في أستراليا والسماح لجزء قليل بلم الشمل داخل إسرائيل.

سادساً: إخلاء إسرائيل لغور الأردن، واستبدال الوجود العسكري الإسرائيلي بوجود أميركي.

سابعاً: مواصلة العمل بنظام الجمارك وفق اتفاقية باريس في حال استخدام الفلسطينيين لميناء حيفا أو ميناء اسدود.

ثامناً: تجميع المستوطنين اليهود في الضفة الغربية أي 80 في المائة منهم في تجمعات كبيرة، وليس إخلاء مثلما صار في غزة عام 2005.

 تاسعاً: إدراج جداول زمنية لكل البنود.

هذا، وكشفت صحيفة «معاريف» عن بعض تفاصيل الأفكار الأميركية المتداولة خلال العملية التفاوضية. ووفق ما ذكرت، فإن كيري يمارس ضغوطه على نتنياهو، لاعتماد صيغة توافقية، تلين موقفه الرافض تماماً لعودة لاجئين فلسطينيين إلى داخل إسرائيل، مقابل موافقة الرئيس عباس على الاعتراف بإسرائيل بصفة «دولة يهودية»، لكن الصحيفة ذكرت أن نتانياهو لا يزال يتشبث برفض هذا الموقف.

وأشارت إلى أن هناك مؤشرات على تمديد العملية التفاوضية عاما آخر، مقابل موافقة إسرائيل على تجميد إجراءات التخطيط لمشاريع بناء جديدة في المستوطنات.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.