سعاد فهد المعجل : إلى أن يستقر الغبار!

سعاد المعجلحين أسقطت الولايات المتحدة نظام صدام حسين في عام 2003 أصابت الدهشة الكثير من المراقبين حين عملت القوات الاميركية على حل الجيش، وحل حزب البعث!

والدهشة صاحبها خوف من الفوضى وترقب حذر لما ستؤول اليه الامور! خاصة وانه كان من الواضح بل، ومن المؤكد ان حل الجيش بهذه الفجائية وبهذا الشكل سيُخلف فوضى في أواسط شعب عاش مكبلاً ومقموعاً لثلاثة عقود.

البعض فسّر مثل هذا القرار بأنه يعكس غباء أميركياً وجهلاً بطبيعة المنطقة وشعوبها، لكنه ـ أي قرار دفع العراق للفوضى ـ أصبح مفهوماً بعض الشيء.

الفوضى العراقية تسللت الى ثورات الربيع العربي، حيث أصبح من الواضح جداً ان هناك أيادي تتعمد زرع الفوضى في مصر، وفي ليبيا واليمن وسوريا.. وفيما هو قادم في أرجاء عربية أخرى!

لقد عاشت المنطقة، ومنذ منتصف القرن الماضي، في ظل أنظمة حاكمة أليفة في تعاملها مع الغرب، وحليفة له في استراتيجياته وبرامجه سياسية كانت أم اقتصادية، ففي العراق كان صدام حسين اليد اليمنى للولايات المتحدة، هذه اليد التي حملت السلاح لقطع الطريق والحد من انتشار الثورة الايرانية. وفي مصر، كان النظام ممثلا بالراحل السادات.. والمعتقل مبارك بمنزلة حمامة السلام التي وأدت الحروب العربية في وجه اسرائيل والى الابد.. وفي اليمن وفي تونس، وفي سائر أرجاء الوطن العربي، كان الوئام مع الغرب ومصالحه هو القاعدة، وان كان أحياناً يتم تحت الطاولة وبعيداً عن عين ورؤية الشعوب إمعاناً في الاحتياط ومنعاً لإحراج قد يكون!

كانت تلك هي الحال في الأمس، لكن اليوم أتى بمعطيات جديدة، ومعه أصبحت الأنظمة العربية غير مقبولة، فاهتزت الأرض تحت أقدام الأنظمة، وتفجر الربيع العربي! ولكي لا يصبح هذا الربيع خريفاً على مصالح الغرب في المنطقة، فإن الفوضى مطلوبة، على الأقل في المرحلة الراهنة والى أن يستقر غبار الثورات وتصبح الرؤية أكثر وضوحاً!

لقد تجمد العراق بفعل الفوضى، وأصبح خارج نطاق المنطقة العربية وشؤونها، وهناك من سيحاول أن يجمد الحراك المصري واليمني والسوري الى أن يهدأ غبار الثورات فيها!

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.