دول المنطقة تتجه نحو العالمية.. فأين نحن؟!

قطركتب أنور عبدالعزيز ناصر:
تستعد منطقة الخليج لاستقبال حدثين مهمين، تستضيفهما دولتان من دول مجلس التعاون الخليجي، ومن المتوقع أن يغيرا خارطة الاستثمار في المنطقة خلال السنوات العشر المقبلة.

الحدث الأول، هو فوز دبي بحق تنظيم معرض إكسبو الدولي للعام 2020، والحدث الثاني تنظيم دولة قطر لدورة كأس العالم 2022. وعلى إثر هذين الحدثين العالميين تستعد منطقة الخليج لتشهد خلال الأعوام المقبلة مناخاً جاذباً للاستثمار، ليس في هاتين الدولتين فقط، وإنما في دول المنطقة ككل، نظراً لتقارب دول المنطقة.. وهذا يتيح لها الاستفادة من هذين الحدثين.

والمؤكد أن فوز دبي باستضافة «إكسبو 2020» سيكون له أثر اقتصادي كبير على دولة الإمارات، وبفوز هذه الإمارة الصغيرة بهذا الحدث الكبير، متفوقة على دول عظمى، مثل روسيا، تكون دبي أول مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحتضن هذه التظاهرة العالمية.

وجاء اختيار دبي من قِبل ممثلي الدول الـ 167 الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض بغالبية 116 صوتا، متقدمة على مدينة «إيكتاننبرغ» الروسية، التي لم تحصل سوى على 47 صوتاً، ومتفوقة أيضاً على مدينتي ساو باولو البرازيلية وأزمير التركية.

وستحقق دبي من فوزها بتنظيم هذا المعرض جملة من الفوائد، منها تسليط الضوء على مكانة الإمارة على الساحة العالمية، وتصدرها وجهات التجزئة العالمية، متفوَّقة على لندن، بالإضافة إلى استقطابها أعداداً كبيرة من السياح ورجال الأعمال يقدَّر عددهم بنحو 25 مليون زائر.

أما باقي الفوائد الاقتصادية، فتتمثل في توفير نحو 277 ألف فرصة عمل. وستستثمر دبي 68 مليار درهم في الخدمات والبنية التحتية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الزائرين، وتشمل هذه الاستثمارات المواصلات، ومترو دبي، وموقع المعرض الذي ستكون مساحته 438 هكتاراً، أي ثاني أكبر معرض لـ «إكسبو» بعد معرض شنغهاي 2010.

وستتضاعف الغرف الفندقية الموجودة في الإمارة من 82 ألف غرفة حالياً، إلى 150 ألف غرفة، وتتوقع دبي عوائد من المعرض تقدر بـ 139 مليار درهم. أما الحدث الآخر، الذي سيساهم في تغيير خارطة الاستثمارات في المنطقة، فهو فوز قطر بحق تنظيم كأس العالم 2022، وبهذا الإنجاز دخلت قطر التاريخ من أوسع أبوابه، كأول دولة عربية وأول دولة في الشرق الأوسط تفوز بشرف تنظيم الحدث الرياضي الأكبر عالميا، وتفوَّقت هي أيضا في المنافسات النهائية على دول عظمى، مثل الولايات المتحدة، وأزاحت أيضا كلا من أستراليا وكوريا الجنوبية واليابان. ولم يأتِ فوز قطر باستضافة مونديال 2022 من فراع، إنما جاء نتيجة خطط تعهدت خلالها بصرف 60 مليار دولار على تحسين البنية التحتية وتشييد ملاعب كرة قدم متطورة وإنجاز مشروع مترو الدوحة عالي السرعة، وإنفاق 20 مليار دولار على البنية التحتية السياحية لاستيعاب 3.7 ملايين سائح خلال فترة إقامة هذا الحدث العالمي. وهذان الحدثان يؤكدان تحوُّل دول المنطقة نحو المنافسات العالمية في شتى المجالات، والتفوق على دول كبرى، والسؤال المطروح ونحن نشاهد هذه الإنجازات: أين نحن من هذه التحولات؟!

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.