نقابيون جامعيون: العمل الطلابي يصقل شخصية الطالب ويجعله متميزاً

جامعيونحوار يوسف شمساه:
شدد عدد من النقابيين الجامعيين على أهمية العمل النقابي الجامعي، ودوره في توعية الطلبة، مشيرين إلى أنه يصقل مهارات العمل الجماعي ويطورها، ويصقل شخصية الطالب، ويجعله متميزاً في عمله، وملماً بالتيارات السياسية، وتكون لديه خبرة بالعمل الاجتماعي والتطوعي ومؤسسات المجتمع المدني.

«الطليعة» طرحت عدداً من الأسئلة عن دور العمل النقابي الجامعي وأهميته على منسق عام سابق لقائمة الوسط الديمقراطي بجامعة الخليج، مشاري الإبراهيم، والمنسق السابق في قائمة المستقلة، عدنان محمود أبل، والرئيس السابق للقائمة الهندسية في كلية الهندسة والبترول، علي حسين الصفار، وقد جاءت إجاباتهم على النحو الآتي:

● كيف ترى العمل النقابي الآن، مقارنة بمثله في السنوات السابقة، من الناحية التنافسية بين القوائم والوعي النقابي لدى الطلاب؟
ـ الإبراهيم: العمل الطلابي في الوقت الحالي أصبح عملاً خدماتياً مؤقتاً، وأصبح بعيداً عن معناه الحقيقي في الغالب، ويعتمد على فرز فئوي.
أبل: مما لا شك فيه، أن العمل النقابي في السنوات الأخيرة شهد تراجعا كبيرا في مستوى الطرح والفكر وانتشار الطائفية والقبلية بشكل علني، وتجاوز الأمر انتقاد القوائم إلى الطعن بالأشخاص وأخلاقهم، وتراجع أيضا في مستوى الخدمات الطلابية والأكاديمية من قِبل القوائم والروابط، وهو ما أدَّى إلى ارتفاع نسبة عزوف الطلبة عاما بعد عام عن المشاركة بالانتخابات أو العمل النقابي بشكل عام.
الصفار: أعتقد بأن العمل النقابي لا يختلف بمرور الزمن من الناحية الأكاديمية، ولكن قد يختلف في الجانب السياسي، وذلك لانعكاس السياسة العامة على النقابات الطلابية.. ولكن بالتأكيد الوعي النقابي للطلاب في ازدياد ملحوظ.

● النقابة الطلابية بمفهومها العملي تنقسم إلى قسمين، جانب أكاديمي وجانب وطني (اجتماعي، ثقافي، سياسي)، برأيك ما مدى العطاء الذي يمكن تحقيقه والوصول إليه في كلا الجانبين؟
ـ الإبراهيم: كلا الجانبين مهم لك، لكننا أصبحنا نفتقد الجانب الوطني، وخصوصا الثقافي.
أبل: العمل النقابي هو عمل شامل يمكن من خلاله المشاركة بفاعلية على جميع الأصعدة، الأكاديمية والوطنية والسياسية، متى ما وجد التخطيط السليم والرؤية الواضحة لتحقيق ذلك.
الصفار: في الجانب الأكاديمي يمكن الوصول إلى ذروة العطاء لتفهم النقابة احتياجات الطلبة، كونهم معايشين لنفس الظروف.. لكن من الجانب الوطني، هناك اختلاف كبير بين توجهات الطلبة وآرائهم السياسية والاجتماعية والثقافية.. وأعتقد بأن وظيفة النقابة تقريب وجهات النظر قدر الإمكان.

التجربة النقابية

● كيف يمكن للناشط النقابي الاستفادة من تجربته النقابية في حياته العملية والمهنية بعد الجامعة؟
ـ الإبراهيم: العمل النقابي يؤثر في الطالب بشكل إيجابي، فهو يصقل مهارات العمل الجماعي ويطورها.
أبل: عن تجربتي الشخصية، فإن العمل النقابي يحقق استفادة كبيرة ومن عدة جوانب للشخص خلال دراسته وبعد تخرجه أيضا، فهو يصقل الشخصية، ويجعله ملما بالتيارات السياسية، وتكون لديه خبرة في العمل الاجتماعي والتطوعي ومؤسسات المجتمع المدني بشكل عام، بالإضافة للعلاقات الاجتماعية واحترام الرأي الآخر، وهي أمور يظل يستفيد منها الشخص النقابي ويطورها حتى بعد تخرجه.
الصفار: الناشط النقابي يكون متميزا في مجال عمله، بحكم احتكاكه وتعامله مع كافه فئات المجتمع، وتعوده على العمل الرسمي، مثل مخاطبة الجهات عن طريق المقابلات أو الكتب الرسمية.

● هل من الضروري للناشط النقابي أن يكون على تواصل دائم مع القائمة التي كان ينتمي لها بعد تخرجه؟
ـ الإبراهيم: نعم، وخصوصا إذا كانت القائمة قائمة فكرية، وتملك قضية ورسالة.
أبل: التواصل على المستوى الشخصي مع أعضاء القائمة بعد التخرج أمر طبيعي ووارد، وأحيانا قد يشارك كضيف شرف ببعض الأنشطة بناءً على دعوة القائمة نفسها، لكن التدخل بعمل القائمة أو تسييرها هو الأمر المرفوض بعد التخرج.. فبطبيعة الحال بعد التخرج تنتفي صفة العضوية، ولا يحق للشخص المتخرج المشاركة بقرارات أو آلية عمل القائمة.
الصفار: ليس بالضرورة.. لكن استمرار العلاقة بينه وبين قائمته بعد التخرج فيه فائدة إيجابية من ناحية تناقل الخبرات بين الأعضاء.

قضايا البلد

● ما الصور الممكنة التي قد تستخدم من قِبل النشطاء النقابيين في ترجمة عملهم الذي يكون شبه محصور في الحرم الجامعي بالتأثير في قضايا البلد العامة؟
ـ الإبراهيم: تفعيل الدور الوطني للقوائم، والعمل على جعلها أداة ضغط لإنجاح قضاياها.
– أبل: النشاط النقابي أثبت بالتجربة خلال الأعوام الماضية أن تأثيره لا يقف عند حدود الجامعة، بل يمتد للقضايا العامة، وخير مثال عليها حملات رفض الحل غير الدستوري للمجلس بالثمانينات، وحملة نبيها 5 وحملة بس الرياضية.. وغيرها الكثير، ما كان الدور الأبرز فيها للشباب النقابيين تحديدا، فالطلبة هم جزء من المجتمع، بل هم الجزء الأهم، لذلك تفاعلهم مع القضايا العامة أمر طبيعي وضروري.
الصفار: حملات جمع التواقيع أو الاستفتاءات أو حتى الاعتصامات.

التيارات السياسية

● هناك من القوائم الطلابية من له صلة مباشرة أو غير مباشرة بالتيارات السياسية، من حيث تمثيل فكرها ونهجها أو الدعم المتبادل بينهما أو حتى تطبيق أجندات تلك التيارات.. فهل ترى سلامة وصحة هذا المسلك؟
ـ الإبراهيم: نعم، إن كانت علاقة فكرية من دون توجيه أو إدارة.
أبل: برأيي الشخصي، فإن علاقة القوائم الطلابية بالتيارات السياسية أو تبعيتها لها أمر مرفوض تماما، فالقرار يجب أن يكون نابعا من الطلبة أنفسهم، واستقلالية الحركة الطلابية هي الأصل الذي لا يمكن القبول بغيره، بل إن حتى القوائم «الحزبية»، إن صح التعبير، تنادي بالاستقلالية، رغم كل الأدلة التي تؤكد تبعيتها أو علاقتها بتلك التيارات التي تؤثر في آلية صُنع قرارها، وتجعل القائمة أداة بيد تلك التيارات. أما بالنسبة لانضمام نقابيين كانوا يرفضون تدخل التيارات السياسية خلال دراستهم وانضموا لبعضها بعد تخرجهم بالنقابي كما ذكرنا تنتهي علاقته بالقائمة بعد التخرج، وأصل مطالبته هو استقلالية الحركة الطلابية بالذات، وبذلك، لا يمكن منعه من الانضمام لتيار سياسي يتوافق مع مبادئه إن وجد بعد التخرج، لذلك، نجد البعض انضموا لتيارات سياسية، والبعض الآخر استمر في رفضه للانضمام لأي تيار حتى بعد التخرج، لعدم قناعته بهم.

الصفار: بالتأكيد لا.

● برأيك، ألا يؤدي ذلك إلى خلق حصار وقيود على مواقف القائمة وعملها؟
ـ الإبراهيم: لا أرى أي خطورة إذا ما كان اتخاذ القرار محصورا داخل قواعد القائمة.
أبل: من المؤسف أن نرى بعد كل تلك السنوات من العمل النقابي أن يصل مستوى الطرح لتدخل أمراء قبائل أو تجمعات لطوائف وعوائل ونشر إعلانات التزكية بشكل علني داخل الحرم الطلابي في ترسيخ القبلية والطائفية بعقلية جيل شاب كامل تبنى عليه آمال كبيرة وغياب شبه كامل للطرح الفكري العقلاني، وهو أمر لابد أن يوضع له حد وتتخذ معه إجراءات مشددة، لمنع تكراره.
الصفار: المفترض بالعمل النقابي أن يقتصر على الطلبة أنفسهم، وذلك لإعطائهم المسؤولية كاملة لتحقيق أهداف تخدم الطلبة فقط لا التيارات الخارجية.

تمثيل الطلبة

● كيف يمكن لقائمة ذات توجه معيَّن أن تقوم بتمثيل جميع الطلبة على اختلاف توجهاتهم وأفكارهم؟
ـ الإبراهيم: ليس المطلوب من القائمة أن تمثل أفكار وتوجهات جميع الطلبة، لكن المطلوب أن تمثل مصالح الطلبة، فمن المستحيل تعميم توجه واحد لكل طلبة الجامعة.
أبل: مفهوم المواطنة والتعايش يتحقق من خلال التركيز على القضايا المشتركة والتنافس بنشر المبادئ والفكر بين القوائم من دون تخوين الآخر والابتعاد عن القضايا محل الخلاف، مع ضروري احترام الرأي الآخر ومناقشته والعمل بشكل جماعي لتحقيق أكبر قدر من المكتسبات الطلابية.
الصفار: سبب الانضمام للتيارات السياسية بعد التخرج، هو الاستمرار في تطوير العمل السياسي في البلد.

● ما رأيك في ظاهرة تدخل أمراء القبائل في العملية الانتخابية، كما شهدناها قبل عدة أسابيع بانتخابات المعهد التطبيقي؟ وما أثر هذه الممارسات وانعكاسها على حال البلد؟
ـ الإبراهيم: هو توجه خطير، في السابق كنا نعلم بوجود فرز فئوي من كل الفئات، ديني قبلي وعائلي، أما الآن، فأصبح واضحاً بشكل صريح، وهذه مشكلة أبعادها تتعدَّى انتخابات الجامعة بمراحل.
أبل: العمل النقابي سابقا كان مدرسة في التنافس والعطاء من أجل نشر الفكر وتحقيق الانجازات، أما اليوم، فبات وسيلة للتشاحن والفرقة، لتحقيق الفوز بالصناديق فقط، ورغم ذلك يبقى للعمل النقابي لذته رغم كل ما يشوبه من سلبيات نتمنى أن تختفي بالأعوام المقبلة.
الصفار: للأسف، ظاهرة سيئة، وتؤثر بشكل سلبي في الطلبة، حيث تزيد من التفرقة القبلية والعنصرية وتشوه صورة الديمقراطية.

المواطنة والتعايش

● ما الكيفية التي يمكن من خلالها تحقيق مفهوم المواطنة والتعايش بين أبناء الوطن من خلال العمل النقابي؟
ـ الإبراهيم: زرع ثقافة الديمقراطية وتعزيز مفاهيم قبول الآخر والتأكيد على معنى ودور دولة المؤسسات.
الصفار: الحل يكون بتوعية الطلبة، عن طريق الندوات مثلاً، وزرع فكرة أنه لا وجود للبلد في حال الكل فكر بإلغاء الآخر.

● بجملة واحدة، كيف تصف العمل النقابي الحالي، والعمل النقابي السابق؟
ـ الإبراهيم: في السابق كنا نسمع ببعض الممارسات السلبية، أما الآن، فأصبحنا للأسف نراها، وبشكل صريح.
الصفار: لكل زمان دولة ورجال.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.