
كتب محرر الشؤون المحلية:
كم كانت الصورة متناقضة مع المداخلات والتصريحات التي صدرت من المسؤولين، وما نُشر على صفحات الصحف يوم الجمعة الماضي.
فالتصريحات تقول «موس على كل الروس»، ولا يُقصد بالروس هنا شعب روسيا، بل رؤوسنا نحن، كما صرَّح بذلك نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية وزير النفط بالوكالة أنس الصالح.. وتبعه تصريح آخر لرئيس مجلس الأمة، بقوله في جلسة المجلس الثلاثاء الماضي إن «جيب المواطن سيُمس»، وآخر التصريحات كانت من على منابر المساجد، بتوجيه من وزارة الأوقاف، بالدعوة إلى عدم الإسراف.. وعدم الإسراف يفترض أن يكون وقت الرخاء أو الشدة، وكما قال الله في حكم كتابه «إن المسرفين هم أصحاب النار».
تصريحات كثيرة وخطب رنانة، لكن الصورة الواقعية أتت مناقضة لها، فالصورة الواقعية تجسدها تلك الوليمة التي دُعي إليها أعضاء مجلس الأمة إلى مائدة مخيَّم وزارة الداخلية، حيث حملت طاولات الطعام أقصى حمولتها، وربما كانت هناك أطباق تنتظر على Waiting List لم تحصل على موقع لها فوق طاولات الطعام المصفوفة في أكثر من موقع.
لو صُنفت هذه الصورة ضمن الصور السرية، لما شعرنا بهذا التناقض بينها وبين الموس والجيب والإسراف، إلا أنها عرضت جهاراً نهاراً، ولم يجف بعد حبر التصريحات، ولا المداخلات الاستعراضية من البعض.
المواطن الكويتي.. وجيبه
المواطن الكويتي فقد الثقة بكم، أقوالكم عكس أفعالكم، والأدهى أنكم تتعاملون معه وكأنه فاقد للذاكرة.. بالأمس فقط ذكر تقرير ديوان المحاسبة المبالغ المليونية التي خصصت للعلاج في الخارج عن طريق واسطات هذا المجلس، ووصلت إلى أكثر من ثلاثمائة مليون دينار، ومن يندد الآن بما يسمى إقرار الكوادر كان يعرف من الذي بدأ حملة إعلامية كبيرة للترويج لها، وهو موجود الآن داخل مجلس الأمة ضمن أعضائه.
حملة كانت ذات أهداف انتخابية صرفة، وتم بالفعل إقرارها منذ أعوام، بتأييد من يندد بها الآن، ومن هذه الكوادر سالت الكوادر الأخرى من دون دراسة أو أسس.
المواطن لم يعد يثق بكم، لأن بينكم من تلقى أموالا نقدية من أطراف، وتم تحويل بعضكم للنيابة العامة.
المواطن لم يعد يثق بكم، لأنه جرى تلاعب مفضوح وترضيات ورشى في توزيع الحيازات الزراعية.
المواطن لم يعقد يثق بكم، بعد أن رأى إعادة ترسية المشاريع العملاقة لأشخاص بعينهم، بتعديل شروط وترتيبات ما.
المواطن فقد الثقة بتصريحاتكم، وهو يشاهد المشاريع الحيوية للبلد يشوبها سوء التنفيذ ورداءة المصنعية، التي لم تسلم منها حتى شوارعنا.
حتى لو مددتم أيديكم إلى جيبه، فسوف تجدونه خاليا، إلا من أوراق الأقساط الشهرية لمستلزماته.. لذا، أبعدوا أيديكم عن جيوبه، واستمتعوا بما لذ وطاب.