كتبت حنين أحمد:
لم يكن شباب التيار التقدمي الكويتي بعيدين عن الأجواء الاحتفالية، بل كانوا مساهمين بصورة مباشرة، سواء بإحيائها، أو من خلال أفكار طرحت هنا وهناك تناولت العديد من القضايا.
“الطليعة” استطلعت آراء هؤلاء الشباب بهذه المناسبة، الذين جددوا التزامهم بالنهوض بالاتجاهات الفكرية والسياسية للتيار، والدفاع عن المكتسبات الاجتماعية الشعبية، وتكريس الجهود في تأصيل مبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتقدم، خصوصاً في ظل الوضع السياسي القائم المليء بالضبابية والتناقضات.
واعتبروا أن معسكر المعارضة يعيش حالة من الركود، وأن البلد في حال اضطراب على مختلف الأصعدة، ولاسيما أن الوضع السياسي متراجع، والهجمة على الحريات مستمرة، وأن عدداً من الشباب يقبع بالسجون.
فقد لفت خالد العازمي إلى أن احتفالية تأسيس التيار، هي مناسبة نتذكر خلالها استعادة اليسار الكويتي لحركته السياسية المنظمة المدافعة عن القوى العاملة والمواطن الكويتي البسيط.
وبيَّن أنه خلال السنوات الخمس الماضية، عمل التيار على الدفاع عن المكتسبات الاجتماعية الشعبية، وكرس جهوده في تأصيل مبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتقدم.
وأوضح أن التيار التقدمي يؤكد استمرار مسيرتنا ودورنا في رفع الوعي السياسي للجماهير، وتعبئتها وتنظيمها للدفاع عن مصالح الجماهير الشعبية.
وضع سياسي متراجع
وذكر أننا نعيش اليوم حالة مضطربة في العديد من الأصعدة على مستوى البلاد، خصوصاً أن الوضع السياسي متراجع، والهجمة على الحريات مازالت مستمرة، وعدد من الشباب يقبع بالسجون، وهناك من يواجه قضايا سياسية.
كذلك نشهد هجوماً “نيوليبرالياً” طبقياً، يتمثل بتقليص الدعوم، ودعوات لخصخصة شرسة لقطاعات الدولة، ولا ننسى الاحتقان الطائفي الذي تعيشه المنطقة، وتداعياته على سياسة البلاد الداخلية والخارجية.
وقال العازمي إن هذه الحالة الفعلية تؤكد ضرورة استمرار جهودنا في التيار التقدمي، وتلزمنا نحن الشباب في تغيير هذا الوضع الراهن نحو مستقبل مشرق ومغاير، قد يبدو واقعنا اليوم مظلما، لكن في ظل تطلعات وآمال الشباب لابد من غد أكثر تقدماً وإشراقاً، متى ما استمرت الحركات المدنية والديمقراطية والتقدمية في نضالها.
رفعة الوطن الحبيب
من جانبه، قال فهد الشطي: نحتفل اليوم في الوقت الذي خاض فيه التيار العديد من المعارك السياسية مع السلطة، استطاع خلالها بما يملكه من قدرات وخبرات وكفاءات أن يتصدر المشهد السياسي في كافة الاستحقاقات، وأن يحقق أكبر مكسب وأغلى فوز، ألا وهو ثقة شريحة كبيرة وواسعة من أبناء الشعب الكويتي فيه وفي مبادئه وأفكاره، وهو مكسب لا يضاهى بأي مكسب آخر.
وأضاف أن وضوح الأهداف وصراحة المبادئ التي أعلنها التيار للجمهور، من خلال وثيقة المنطلق الفكري، وكذلك ثبات الخطى الذي بدا واضحاً في وثيقة الخط السياسي، ونجاحه بشكل مبهر في تطبيقها وجعلها واقعاً ملموساً للجميع، كل هذا جعل التيار التقدمي في طليعة القوى الوطنية التي تعمل على رفعة هذا الوطن الحبيب، وتسهر على رقيه وتقدمه.
البعد عن الطرح الطائفي والفئوي
وأشار إلى أن التيار يضم جميع فئات المجتمع، ويبتعد كل البُعد عن الطرح الطائفي، من خلال تبني الطرح الوطني الخالي من النعرات والتقسيمات الفئوية، كما حاكى التيار هموم المواطنين المعيشية بشكل استثنائي، ودافع عنها دفاعاً منقطع النظير، في فترة كان الشارع السياسي يعاني فيها ركوداً كبيراً، وهذا إن دل، فإنما يدل على التزام التيار، بما رسمه لنفسه، ووعد به جمهوره في وثيقته الفكرية.
تفرد السلطة بالقرار
ورأى الشطي أن الوضع السياسي القائم مليء بالضبابية والتناقضات، وخاصة بعد ركود المعسكر المعارض، وتفرد السلطة بالقرار، وبالطبع هذه الأوضاع ليست هي الأوضاع المثالية بالنسبة للشباب، لكن المعطيات السياسية قابلة للتغيير، وفق الظروف وتبدل موازين القوى، وذلك يبث روح التفاؤل في نفوس الشباب، على أمل حدوث حالة انفراج سياسي أو نهوض الحراك الشعبي مجدداً.
التزام فكري وسياسي
واعتبرت شيخة بدر، أن الذكرى الخامسة تاريخ عزيز على كل عضو في التيار التقدمي، وهي ذكرى لتجديد التزامنا بالخطة الفكرية والسياسية للتيار أساسها الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وأضافت: “نحن كشباب كويتي تقدمي نواجه تحديات تحبط آمال الكثير، لكن تتطلع دائماً للأفضل، ومواصلة دورنا في خدمة مجتمعنا، والتصدي للهجمة العامة على الحريات، وندعو الحركات الشعبية للتلاحم، ونبقى يداً بيد، بغض النظر عن انتماءتها المختلفة”.
تقدم وعدالة
وبينت روان الفضلي، أن تاريخ التأسيس يذكرنا بأهدافنا في التيار التقدمي، وسعينا نحو استكمال النظام الديمقراطي وتحقيق التقدم والعدالة للشعب، مشيرة إلى أنه على الرغم من محاولات الشباب وطرحهم الدائم لمبادرات إصلاحية للأزمات التي تواجهنا في مواقع التواصل وغيرها، فإن الوضع السياسي في الكويت بشكل عام مُحبط جداً.