علي حسين العوضي : أزمة الشباب الوطني (4)

علي حسين العوضي
علي حسين العوضي

ماذا لديك بعد؟ وإلى أي مدى ستصل بمثل هذه الكتابات والمقالات؟.. تساؤلان طرحهما عليَّ أحد الزملاء في لقاء مثقل بالهموم الأسبوع الفائت، في حديث طويل لم ينتهِ إلا بعد أن دهمنا الوقت، وانفضَّ حوارنا، على أمل التقائنا في وقت لاحق، فما يؤرقنا أمر مشترك، والتطلعات والأهداف واحدة، لكن كيف السبيل لتحقيقها؟

شمل هذا الحديث موضوعات مختلفة، أهمها انصبَّ حول أساسيات العمل الشبابي، والمنظومة التي من الممكن العمل من خلالها، وكيفية تقويمها وتقييمها، من دون الخروج عن الانتماءات السياسية لكل منا، لوجود نقاط تلاقٍ مشتركة تجمعنا وتقرّبنا، أكثر مما تبعدنا.

نقول اليوم إن الشباب الوطني متنوع في طرحه، ويحمل أفكاراً عدة، لهذا تأتي الضرورة الحتمية، بأهمية اللقاءات والحوارات المشتركة، لإزالة وإذابة التناقضات، والتركيز على النقاط والأسس التي تجمعهم، وهي باعتقادي كثيرة، فنقاط الاختلاف قليلة، ومن السهولة تجاوزها، إذا ما توافرت الرغبة والجدية في ذلك.

لذا، فإن نقطة البداية والتلاقي يجب أن تكون بالحوار ذي الروح الإيجابية التي تؤسس لواقع شبابي جديد يعمل من أجل المستقبل، من خلال طرح جميع الآراء والوصول إلى توافق شبابي واضح المعالم، وفهم وإدراك ما يدور من صراع في المنطقة، التي تعيش في توتر مستمر.

ولعل فقدان هذه الأمور، كان أحد العوامل الأساسية التي ساهمت في انحسار الدور الشبابي.. فلا يكفي أن تكتسي اللقاءات الشبابية بالصبغة السياسية فقط، فهناك الجانب الاجتماعي لها، وذلك من الأهمية بمكان، لتوسيع القاعدة الشبابية الوطنية، وجسرة هوة الاختلاف، وحل الخلاف، ووقف الهجوم المتبادل وغير المبرر في أحيان كثيرة، ما أوجد تصدعاً كبيراً بين هذه المجاميع الشبابية.

سيظل الرهان الأكبر على القوى الشبابية، وهو في محله، لما تمتلكه من أدوات جديدة للعمل المشترك، التي إن استغلت بشكل صحيح ومنهجي، فمن المؤكد أن النتائج ستكون مثمرة على المدى البعيد.

.. وللحديث بقية

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.