يبدو أن الإحباط آخذ في شق طريقه إلى قلب وعقل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، بعد أن وجد نفسه في «اللامكان»، من دون عمل أو طريق يقوده إلى وجهة محددة.
ويرى كثيرون أن مشكلة مورينيو الأساسية تكمن في أن «الأنا» لديه مرتفعة للغاية، ومتضخمة لأبعد الحدود، فهو الذي كان يطلق على نفسه «رقم 1»، والخاص، أو «سبيشيال وان».. ومع ذلك، فإن هذه «الأنا» لديه جزء من سحره وشخصيته في بعض الأحيان، رغم أنها تعد كذلك سبب سقوطه في أحيان أخرى.
وقبل عودته إلى تشلسي، قال مورينيو إنه لا يمكنه أن يعود إلى ملعب ستامفورد بريدج، لأن هذه العودة ستحطمه، ولا شك أنه كان محقا، فها هي أسابيع مرَّت بعد خروجه من تشلسي، من دون أن يظهر في الأفق أن أحدا يريده للقيام بالعمل الذي يعشقه أكثر من أي شيء آخر.
والآن، يقبع مورينيو في أرض محرمة، حيث لا مخرج لديه، فهل بات «سبيشيال وان» يشعر بعدم الأمان؟ أين يرى مورينيو نفسه، إذا تبيَّن حقا أن مانشستر يونايتد لا يرغب فيه، بقدر عدم رغبته في التوجه إلى أولد ترافورد؟
هل خطر على باله، في أي وقت، أنه بخلاف مانشستر يونايتد سيكون من الصعب عليه أن يجد ناديا يناسب اسمه وطموحاته؟
الأمر الغريب بخصوص مورينيو، أنه على الأرض الإنكليزية، يبدو الخيار الوحيد، الذي قد يقبل به حاليا هو مانشستر يونايتد، لكن إذا أغلق الأخير الباب في وجهه، فإن الأمر سيكون خطيرا على الرجل الذي أحرق كل الجسور، ليظل وحيدا في نهاية المطاف.
ربما يكون بإمكان مورينيو العودة إلى البرتغال للتدريب هناك، خصوصا أن نادي بورتو قد يكون بحاجة إلى مدرب، لكن هل يمكن له العودة إلى بلاده للتدريب في بطولة من دون منافسات حقيقية، كما هي الحال مع إنكلترا، أو دول أخرى، مع العلم أن متوسط عدد الجمهور في الدوري البرتغالي لا يزيد على 6 آلاف متفرج؟
وبالتأكيد، أوصد فريق ريال مدريد الإسباني الباب بعدما عين زين الدين زيدان مدربا له، في حين أعلن بايرن ميونيخ الألماني تعيين الإيطالي كارلو أنشيلوتي خلفا للإسباني بيب غوارديولا، ومن غير المحتمل أن يفكر فيه باريس سان جيرمان، الذي من المقرر أن يجدد للمدرب لوران بلان.
وأخيراً، سأل الصحافي في جريدة الغارديان البريطانية دانيال تيلور زميلا له في صحيفة ليكيب الفرنسية، عما إذا كانت هناك أي فرصة لمورينيو للعمل في فرنسا، فكان رد الأخير بالنفي القاطع. وفي إيطاليا، حيث فاز مع إنتر ميلانو بخمس كؤوس، يبدو أن فرصه معدومة، إذ سبق أن أحرق الجسور هناك عندما صرح مرة «أنا سعيد مع إنتر، لكنني لست سعيدا بالكرة الإيطالية.. وببساطة، أنا لا أحبهم، وهم لا يحبونني». وكان مورينيو قال الموسم الماضي، بينما كان تشلسي في طريقه للفوز باللقب: «إذا قال لي رومان أبراموفيتش يوما ما «كفى يا جوزيه»، فإنني سأذهب إلى منزلي في لندن، وأنتظر ناديا إنجليزيا.. عندما طردت من الفريق في الماضي (موسم 2007)، كانت هناك الكثير من الأندية في كثير من الدول.. في هذه اللحظة لديَّ 19 فريقا في الدوري الإنجليزي».
لذا، فإن أياً من الأندية الإنكليزية لا يفكر فيه، فمانشستر سيتي إذا ما أراد أن يتعاقد مع مدرب، فإنه سيتعاقد مع غوارديولا، وإلا، فإنه سيبقي على المدرب الحالي بيليغريني، بينما آرسنال لا يبدو في طريقه إلى تغيير مدربه آرسين فينغر، في حين استقطب ليفربول الألماني يورغن كلوب.
وبقية الأندية، إما مقتنعة بمدربيها، وإما أنها لن تلجأ إلى «حارق الجسور»، صاحب الأنا العليا، الذي يعتقد نفسه أكبر من تلك الأندية.