شوق المطيري : المجتمع المحافظ بين الوهم والحقيقة

مراقبأكتب مقالي الأول هذا، وأنا على يقين بأنه لن يروق للبعض ممن يعانون متلازمة ازدواج الشخصية وإرهاب المجتمع، لدرجة أنهم يصفونه بما ليس فيه، كالمحافظ مثلاً.
فالسؤال هنا: لماذا يرونه محافظاً؟ ولماذا لا أراه سوى كذبة وضحكاً على الذقون؟

فأنا وغيري ممن يتبنون الرأي ذاته وُلدنا في نفس المجتمع، وأقولها وللأمانة، فإن مظاهر عدة تلوح أمامنا تذهب نحو الحفاظ على العنصرية البغيضة والتفاخر بالأنساب، وإقصاء كل من هو أقل منزلة «كما يدعون»، وهي صفة لصيقة بالعرب منذ القدم، ومن شدة محافظتنا ما زلنا نتمسك بها.

يُضاف إلى ذلك، رفض ومحاربة كل ما هو جديد ومختلف، بغض النظر عن ماهيته، فهو محارب فقط لاختلافه، وهو نوع من أنواع المحافظة.

بوجهة نظري، فإن المجتمع بأفراده لايزال محافظاً على تخلفه ورجعيته، متناسيا أو متناسين أن التطور والتغيير صفتان متلازمتان في الكون، ورفضهما يؤدي إلى نمو غير طبيعي.

وقد يقصد في ظل هذا المفهوم والهوية الحفاظ على شكل اللباس وطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، إلا أن الواقع يقول إن المجتمع المحافظ علناً ينتج مجتمعا منحلا سرا، وهو ما أثبتته لنا مواقع التواصل الاجتماعي، فغالبية أفراده يعيشون حياة مزدوجة ما بين الباطن والظاهر، وكأن لسان حال المجتمع يقول افعل ما تشاء لكن «حافظ» على سرية الأم!

فأي محافظة يتم ادعاؤها؟ وكيف يمكن أن نطلق على مجموعة أمراض نفسية هذه التسمية؟

خلاصة الحديث، دعكم من المسميات، فلسنا مجتمعا محافظا، بل بادعائنا هذا خلقنا مجتمعا متناقضا منافقا، يخشى العيب، ولا يخشى الحرام، يتبع عادات وتقاليد مقيتة، ولا يراعي إنسانيته.

كلمة أخيرة لمن عينوا أنفسهم أربابا وأوصياء: دعوا الخلق للخالق، ولا تفرضوا وصايتكم على أحد، فوجودنا معكم في نفس البقعة من الأرض لا يعني أن أحدنا «ملزوم» بالآخر، فالمسؤولية الاجتماعية مختلفة كل الاختلاف، وبعيدة عن فهمكم السطحي لها.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.