
كتب محرر الشؤون المحلية:
تواصلت تداعيات قضية الطبيب المزيف، الذي عمل حوالي 6 أشهر في المستشفى الأميري، حيث كشفت التحقيقات التي أجرتها اللجنة المشكَّلة من قِبل وزير الصحة د.علي العبيدي، أخيراً، عن مفاجآت مثيرة، تتمثل في تواطؤ مسؤولين في تعيين هذا الطبيب بقسم الطوارئ، رغم أنه حاصل على شهادة الدبلوم من كلية الدراسات التجارية التابعة للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.
ووفق المصادر، فإن الطبيب المزيف اعترف أثناء التحقيقات معه أمام النيابة العامة، بأنه التحق بالعمل «طبيباً تحت التدريب» بالواسطة، بعد أن أوهم القائمين على الشأن الطبي، بأنه من الأسرة الحاكمة، مشيراً إلى أن أياً من المسؤولين في المستشفى أو وزارة الصحة لم يسأله عن هويته أو أوراقه الثبوتية، وظل يعمل مع الأطقم الطبية والتمريضية طوال هذه الأشهر بكل أريحية.
واعترف الطبيب أيضاً، بأنه كان يحلم منذ صغره بالالتحاق بمهنة الطب، إلا أن ظروفه حالت دون ذلك، من ثم واتته فكرة النصب والتزييف، وساعده الإهمال في القطاع الطبي على الانتساب لطاقم الأطباء في المستشفى الأميري، معترفاً بأنه شارك في إجراء عمليات جراحية، كما أجرى الكشف الطبي على مئات المرضى والمراجعين، وقام بوصف أدوية ومستلزمات علاجية.
ولفتت المصادر إلى أن أياً من مسؤولي المستشفى الأميري أو الأطقم الطبية والتمريضية لم يشك في الطبيب المزيف، إلا أن ارتعاشة يده أثناء عملية جراحية جعلت طبيباً محترفاً يتبيَّن أن هناك خللاً في الأمر، وأن زميله الذي يخيط الجرح لمريض لا يمكن أن يكون جراحاً حقيقياً، وبعد الانتهاء من العملية الجراحية طلب منه هويته الطبية، فارتبك وأخبره بأنه نسيها في السيارة، من ثم لاذ بالفرار إلى غير رجعة، إلى أن أُلقي القبض عليه من قِبل الأجهزة الأمنية.
ثغرات خطيرة
وأشارت المصادر إلى أن التحقيقات كشفت عن ثغرات خطيرة في القطاع الطبي، حيث تبيَّن تعيين بعض الأطباء بلا تدقيق على أوراقهم ومستندات توظيفهم، وهناك عدد لا بأس به منهم حاصل على شهادات طبية من جامعات مشكوك في أمرها، الأمر الذي يتطلب غربلة ملفات الأطباء، ووضع خطة مكثفة للتدقيق وحماية أرواح المرضى من العبث، الذي قد يتعرضون له في المستشفيات والمراكز الصحية المنتشرة في المناطق.
ولفتت إلى أن بعض هؤلاء الأطباء المشكوك في أمرهم تسببوا في أخطاء قاتلة، إما بوصف أدوية وعلاجات خاطئة، وإما بأخطاء طبية أثناء إجراء عمليات جراحية، الأمر الذي يقرع أجراس الخطر، ويستلزم التحرك، لمعالجة العلل التي استفحلت في القطاع الطبي المتعلق بصحة الناس وأرواحهم.
عنف واعتداء
إلى ذلك، تواصلت الاعتداءات على الأطقم الطبية والتمريضية، حيث شهد مركز صباح السالم الشمالي اعتداء مواطنتين شقيقتين على طبيبة عربية بالضرب، من ثم قامتا بتكسير غرفتها، وإتلاف أثاث وأجهزة طبية.
ووفق مصادر مطلعة، فإن المواطنة راجعت المستوصف، وأرادت تجاوز دورها، فحدثت مشادة كلامية بينها والطبيبة، فاستعانت بشقيقتها، التي كانت تنتظر خارج غرفة الكشف، وقامت الاثنتان بضرب الطبيبة ضربا مبرحا، وألحقتا بها إصابات، كما أتلفتا غرفة الكشف، وجرى تسجيل قضية في المخفر.
كما شهدت منطقة الصباح الطبية «هوشة» ساخنة بين مجموعة أحداث داخل أروقة أحد المستشفيات، حيث لحقوا بصديق لهم كان قد نقل للعلاج إثر مشاجرة مع أحداث آخرين، وتجددت «الهوشة» في الصرح الطبي، وأقدم البعض على تكسير أدوات طبية ومكاتب، ما أثار الذعر والهلع وسط المراجعين والمرضى والأطقم الطبية والتمريضية، قبل وصول رجال الأمن، الذين ألقوا القبض على المتهمين، وأحيلوا إلى جهات الاختصاص.
وحذرت المصادر من ضعف التواجد الأمني في المستشفيات والمراكز الصحية، الأمر الذي يتسبب في وقوع الكثير من حالات الاعتداءات على الأطباء والممرضين، فضلاً عن تكرار المشاجرات وأعمال العنف داخل أروقة الصروح الطبية بلا رادع.