كتب محرر الشؤون العربية:
باتت القطيعة بائنة بين الرياض وطهران، على خلفية إعدام الشيخ السعودي نمر النمر، وما أشعله من تجاذبات «طائفية» بين البلدين.
ومما فاقم الأزمة، الاعتداءات التي طالت البعثتين السعوديتين في طهران ومشهد، وهو ما دفع الرياض إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وطرد سفيرها بالمملكة، وهو ما قامت به أيضا كل من البحرين والسودان، فيما خفضت الإمارات تمثيلها الدبلوماسي، وأدانت بيانات خليجية وعربية وإقليمية ودولية هذه الانتهاكات للمقار الدبلوماسية، رغم الاعتذار الإيراني عن هذه الاعتداءات.
السعودية ردَّت على الاعتداءات على بعثتيها الدبلوماسيتين اقتصادياً، فيما عرضت روسيا التوسط بين الرياض وطهران، وأبدت مع الولايات المتحدة والصين وعواصم غربية عدة، قلقاً من أن يؤدي التصعيد إلى التأثير على أزمات المنطقة، من الحرب ضد الإرهاب إلى المفاوضات السورية، مروراً بالأزمة اليمنية.
وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن قطع العلاقات سيشمل وقف حركة الملاحة الجوية بين البلدين، وإنهاء العلاقات التجارية، ومنع السعوديين من السفر إلى إيران، إلا أن «الحجاج الإيرانيين لايزالون محل ترحيب لزيارة الأماكن المقدسة في السعودية».
وأضاف أن «على إيران التصرف مثل دولة طبيعية، وليست ثورية، وينبغي عليها احترام الأعراف الدولية، قبل إعادة العلاقات»، معتبرا أن قطع العلاقات أعقب أعواماً مما أسماه بـ«السياسات العدوانية الإيرانية»، مؤكداً أن النمر كان «متورطاً في عمليات إرهابية».
عربياً، يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً الأحد المقبل في القاهرة، بناءً على طلب السعودية، لبحث الرد على الانتهاكات ضد بعثتيها الدبلوماسيتين.
فيما عبَّرت موسكو عن استعدادها لدعم حوار بين الرياض وطهران، معربة عن قلقها حيال الأزمة بين البلدين، مشددة على أن الهجمات على البعثات الدبلوماسية «لا يمكن أبداً اعتبارها وسيلة قانونية للاحتجاج».
وفي واشنطن، تتابع إدارة الرئيس باراك أوباما تطورات الأزمة، وتبدي دعماً وتفهماً لرفض التدخل الإيراني وزعزعة استقرار المنطقة، لكنها في الوقت نفسه قلقة من تحويل هذا الملف الانتباه عن الحرب ضد «داعش»، وانعكاساته على محادثات الأزمة السورية هذا الشهر.
كما أبدت قلقاً من أن تزيد هذه الأجواء من تصاعد الاستقطاب المذهبي والإقليمي في المنطقة، وتأثير ذلك على أزمات سوريا والعراق واليمن وليبيا.
وحثت الخارجية الأميركية على تنفيذ خطوات لتهدئة التوترات عبر الحوار الدبلوماسي. كما أكدت مختلف العواصم الأوروبية إدانتها للإعدام، ولانتهاك البعثات الدبلوماسية، داعية إلى ضبط النفس والحوار السياسي. على صعيد متصل، أعلن السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، أن الأزمة مع إيران «لن يكون لها تأثير» على جهود السلام في سوريا واليمن، موضحاً أن الرياض «لن تقاطع محادثات السلام المقبلة حول سوريا بسبب إيران».