كتب محرر الشؤون العربية:
مع تمكن القوات العراقية من السيطرة على المجمع الحكومي بمنطقة الرمادي، وإنهاء حضور مقاتلي «داعش»، الذي استمر لأشهر في مركز محافظة الأنبار، حيث تحصّن العشرات من عناصره، يطرح العديد من المتابعين مستقبل هذا التنظيم في ضوء معركة الرمادي التي ستمهد لمعارك أخرى حاسمة في الفلوجة والموصل وغيرهما.
فقد خاضت القوات العراقية المشتركة معارك عنيفة ضد مسلحي «داعش»، بعد أن استعادت السيطرة على منطقة الحوز المحاذية للمجمع، تزامناً مع تحقيقها تقدماً في المحور الشمالي للمدينة التي سيطر عليها التنظيم في مايو الماضي.
وذكر مسؤولون في التحالف الدولي أن تأمين المدينة سيستغرق وقتاً بسبب السيارات الملغومة والعبوات الناسفة التي زرعها مقاتلو التنظيم، موضحين أن الحكومة العراقية أصرت على أن تكون العمليات العسكرية في الرمادي حكومية خالصة، بعد تكرار الحديث عن ممارسات نسبت لقوات الحشد الشعبي في تكريت بعد استعادتها.
وبحسب تقارير صحفية، فقد وضع خطة تحرير الرمادي العراقيون بالتنسيق مع الأميركيين ودعمهم الاستخباري والجوي، مع منعهم مشاركة الحشد الشعبي «الشيعي»، كما طلب الأميركيون تدريب أبناء العشائر وتسليحهم، في الحبانية شرق الرمادي وفي قاعدة عين الأسد.
وقد حوصرت الرمادي بأربع فرق عسكرية طوال شهر، انهارت معها تدريجياً تحصينات مسلحي داعش، الذين قدر عددهم بالمئات داخل المدينة معظمهم من الأجانب، حيث دخلت القوات العراقية بغطاء جوي أميركي وعراقي مشترك لتأمين وفتح طرق برية جديدة لتسلكها الآليات العسكرية.
وكان خليفة «داعش» أبوبكر البغدادي مهد لهزائم التنظيم في أكثر من جبهة، بإشارته إلى أن المواجهة أصبحت واسعة مع أطراف إقليمية ومحلية ودولية مختلفة، وتبدو خسارة الرمادي عاصمة أكبر محافظة عراقية، الواقعة على الطريق الرابط بين بغداد ودمشق وعمّان، بعد خسارته تكريت، مؤلمة للتنظيم وزعيمه بعد أكثر من عام من احتلاله أجزاء واسعة من العراق وسوريا.